سعد البصري
في بادرة جديدة لم يشهدها العراق من قبل ، قرر البرلمان العراقي ( الموقر ) أن ينقل اجتماعاته وفصوله التشريعية إلى المملكة العربية السعودية ، وذلك حرصا منهم ( أي البرلمانيين ) على عدم إضاعة الوقت في متابعة مصالح الشعب العراقي وضرورة عدم تأخير سن القوانين المتعلقة ببرنامج مجلس النواب ، وهم بذلك يكونون مصداقا للقول الشائع ( اضرب عصفورين بحجر ) .فمنها إن أكثر من ( 100 ) برلمان عراقي قد حصلوا على تأشيرات لأداء مناسك الحج هذه السنة ، وهم بذلك يؤدون ركنا مهما وواجبا من واجبات الإسلام، وثانيا استثمار هؤلاء النواب وجودهم في الديار المقدسة لكي يكملوا اجتماعاتهم ( المهمة ) ..عجيب والله ما يفعله هؤلاء النواب من ممارسات غير منطقية او مقبولة ؟ فمن باب أنهم ينادونا بأهمية إقرار القوانين المتأخرة والتي أكل الدهر عليها وشرب ومن باب أخر فأنهم يتحينون أي فرصة لكي يعطلوا عمل البرلمان العراق . فأداء الحج واجب على الجميع ومن حق أي عراقي مسلم أن يؤديه ولكن إن ما يجري في العراق وبالخصوص في المشهد السياسي العام لا يمكن أن يعطي العذر لأي سياسي وخصوصا البرلمانيين منهم في أن يتركوا أماكنهم لأداء فريضة مهمة كالحج وتركهم فريضة ربما تكون أهم منها وهي ( رعاية مصالح الناس ) التي يقول عنها نبينا الكريم محمد ( صلى الله عليه واله ) " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته " وبذلك جعل المسؤولية الكبيرة في أعناق من وضعوا واختيروا ليقوموا بهذه المسؤوليات .فما نشهده من ذهاب هذا العدد الكبير من النواب إلى أداء مناسك الحج هو شيء بعيد عن ما يوصي به النبي ( ص ) فان تأدية مصالح الناس وتقديم الخدمات الضرورية من تشريع القوانين ومراقبة الجهات الحكومية ومحاسبة المقصرين الذين باتوا يشكلون عقبة كبيرة أمام عجلة التقدم والتطور في العراق قد يكون أهم بكثير مما يفعله البرلمانيون الان من ذهابهم لأداء مناسك الحج ( والله اعلم ) . وكما قلنا سلفا إن أكثر من 100 برلماني سيؤدون مناسك الحج العام الحالي، حيث أعطي لكل برلماني مقعدين من حصة العراق ، وان هؤلاء البرلمانيين حصلوا على موافقات خاصة . وبذلك فقد بدأ مجلس النواب العراقي، اعتبارا من يوم الثلاثاء الماضي ، عطلة تستمر 40 يوماً، بسبب سفر أكثر من ( 100 ) نائب من أعضائه لأداء فريضة الحج على نفقة الدولة، الأمر الذي سبب استياء ورفض كبير من قبل الشارع العراقي الذي ينتظر من برلمانه ( الموقر ) إنجاز تشريعات لقوانين مهمة تتعلق بأوضاع البلاد الصعبة. وفي خضم كل هذا لا يسعنا الان أن نعمل شيئا ، ولكننا فقط نقول للسياسيين والبرلمانيين العراقيين ( ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) . فالشعب العراقي الان بأمس الحاجة إلى تشريعات وقوانين تنظم وضعة بشكل ملائم لان التشريعات والقوانين التي كانت في زمن النظام البائد لازلت قائمة ولازالت هي ( أي القوانين السابقة ) من تدير الإجراءات في اغلب مفاصل الحكومة العراقية . فما يقوم به النواب العراقيون من تعطيل في سن القوانين والتشريعات يمكن أن يوضع في خانة واحدة تسمى ( المؤامرات والصفقات ) وإلا ما معنى أن يعطل النائب المحترم مصلحة البلاد والعباد في سبيل تقديم مصلحته الشخصية . على كل حال فالأمر قد دبر والنواب قد ذهبوا لأداء المناسك ، ولم يبق علينا إلا أن نقول لهم ( حج مبرور ).
https://telegram.me/buratha