المقالات

اساس الدولة

729 08:09:00 2011-10-25

احمد عبد الرحمن

حينما كتب الدستور وتم التصويت عليه عبر استفتاء شعبي عام قبل اكثر من ستة اعوام، رأى الكثيرون من النخب السياسية والفكرية والثقافية، وشرائح وفئات اجتماعية من ابناء الشعب العراقي ان الاساس والمرتكز الذي وضع لبناء الدولة العراقية الديمقراطية المعاصرة هو اساس ومرتكز صحيح، وان ما سوف يبنى ويشيد عليه في مراحل لاحقة لابد ان يكون قويا ورصينا ومتماسكا، بحيث تكون له القدرة على الصمود بوجه التحديات والمخاطر التي يوجهها، وهي بلا شك كثيرة وكبيرة.لكن في ذات الوقت كان هناك اجماع او شبه اجماع على ان الحاجة الى المراجعة واعادة النظر والتعديل تبقى قائمة وضرورية انطلاقا من حقيقتين، الاولى هي ان الدستور لم يكن خاليا من نقاط الضعف والهفوات والثغرات التي تستلزم المعالجة والتلافي عبر سياقات ومسارات مثبتة في الدستور ذاته، والحقيقة الثانية هي ان المتغيرات في الاوضاع والظروف العامة تستدعي المراجعة واعادة النظر والتعديل وفق الظرورات والمقتضيات والحاجات التي تفرضها نفسها على الواقع.من هنا تشكلت لجنة انبثقت من مجلس النواب في دورته الاولى كانت مهمتها دراسة المواد الدستورية التي تحتاج الى تعديل او حتى تغيير، وبالفعل فأن اللجنة عملت طيلة سنين وتوصلت الى نتائج ورؤى وتصورات واقعية، ولكن لم يصار الى تفعيلها لاسباب ترتبط بطبيعة الواقع السياسي العراقي الذي يكتنفه الكثير من التعقيد.الى جانب ذلك فأن هناك اكثر من خمسين مادة دستورية اشير الى انها يجب ان تنظم بقانون، وتلك المواد الدستورية من الاهمية بمكان بحيث يتطلب ذلك الاسراع بسن القانون التي تفضي الى تفعيلها وكسر حالة الجمود فيها، اذا ان تركها بلا تفعيل يعني ان جزءا كبيرا ومهما ومحوريا من الدستور هو بحكم المجمد، وهذا يمثل اشكالية كبيرة وخطيرة، لان ذلك يفتح الباب واسعا لاستغلال السلطة واساءة استخدامها، والاستخفاف بالدستور والتجاوز علية، ويترك فراغات في جسد البناء المؤسساتي للدولة.واقرب مثال على ذلك عدم تشكيل مجلس الاتحاد الذي نص عليه الدستور، بأعتباره يمثل المفصل المكمل للسلطة التشريعية الى جانب مجلس النواب.وحينما اقر المشرع هذا المجلس فأنه انطلق من قراءات موضوعية ودقيقة لما يتطلب الواقع السياسي في العراق، واليوم تبدو الحاجة ملحة للاسراع بتشكيل هذا المجلس، والخطوة الاولى بهذا الشأن هو سن القانون الذي على ضوئه يتم تشكيله، الى جانب سن القوانين الاخرى التي ربما لاتقل اهمية عن قانون المجلس الاتحادي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك