المقالات

العشائر العراقية ومخاطر الاستغلال السياسي

641 18:50:00 2011-10-25

الكاتب :عمار احمد

تعتبر العشائر في العراق واحدة من الركائز الاساسية في البناء الاجتماعي وفي المختلف مراحل العمل والنشاط السياسي. والى الان ورغم الكثير من التحولات والمتغيرات العالمية على صعيد العلم والتكنولوجيات والاتجاه نحو المدنية والتحضر.اكثر من 60 بالمائة من ابناء الشعب العراقي مازالوا يلتزمون بالتقاليد والاعراف والعادات العشائرية واكثر من هذه النسبة مازالوا يحملون مع اسمائهم الالقاب العشائرية ويعتزون بها.ومراجعة سريعة لابرز المراحل والمحطات السياسية منذ تأسيس الدولة العراقية في عام 1921 وحتى هذا الوقت، يتضح لنا ان العشائر كانت حاضرة في مواجهة التحديات الخارجية بدءا من الاستعمار البريطاني للعراق، ولعبت دورا مشرفا في ثورة العشرين وفي حركات وانتفاضات جماهيرية اخرى، وكان للعشائر ايضا دورا فاعلا ومهما في دعم واسناد المواقف الوطنية للمرجعيات الدينية والدفاع عنها.ولادراك بعض الانظمة والحكومات التي تعاقبت على حكم البلاد خلال الثمانين عاما الماضية لاهمية وتأثير العشائر راحت تحاول تطويعها واخضاعها وجعلها ورقة سياسية تتحكم وتلعب بها كيفما تشاء ومتى ما تشاء، مستخدمة وسائل الترغيب مرة والترهيب اخرى، ومحاولة شراء الذمم واستغلال اصحاب النفوس الضعيفة والمريضة التي يمكن تطويعها بالامتيازات والمغريات المادية.ولايجد المراقب والمتابع السياسي صعوبة في تشخيص ان مرحلة نظام الحكم الصدامي البائد كانت من اكثر المراحل سوءا بالنسبة للعشائر، فذلك النظام وضمن سياساته التفريقية والعدائية عمد الى زرعالفتنة والفرقة بين ابناء العشائر من خلال اساليب ووسائل مختلفة تميزت بالكثير من الدناءة والوصولية، فقد وضع جدران عازلة بين العشائر ذات الانتماء السني والعشائر ذات الانتماء الشيعي، واتجه الى اضعاف وتهميش ومحاصرة شيوخ ووجهاء العشائر الذين لم يكونوا على استعداد للخضوع له والتحول الى ابواق تروج له ولنظامه الدموي الاستبدادي، وبالتالي العمل على تجريدهم من مواقع الزعامة العشائرية ودفع اشخاص ضعفاء انتهازديين مصلحيين الى مواقع الزعامة، حتى يكونوا طوع امره ورهن ارادته، وفي اعوام التسعينات ظهر مصطلح جديد في الشارع العراقي هو (شيوخ التسعينات) في اشارة الى الاشخاص الذين جعلهم نظام صدام شيوخا على عشائرهم وراح يغدق عليهم الاموال والامتيازات ليكونوا ادوات قمعية في يده.وهذا الاسلوب اوجد مشاكل اجتماعية خطيرة، وكان له تبعات واثار سيئة جدا، حيث ادى الى تفكك وتشرذم جزء من الكيان الاجتماعي في العراق. مازال المجتمع العراقي يعاني من بعضها.ولان الكثير من الرواسب الثقافية من حقبة النظام البائد بقيت عالقة فأنه من السهل ان نجد اليوم جهات سياسية تعمل جاهدة على اللعب على الورقة العشائرية واستغلال الثقل العشائري في المجتمع العراقي استغلالا سياسيا، وخصوصا في اوقات وظروف معينة مثل الحملات الانتخابية. والاتجاه الى تشكيل مجالس عشائرية من اجل احتوائها والاستفادة منها سياسيا عبر تقديم الهدايا والامتيازات وشتى المغريات.ومن دون ادنى شك فأن مثل هذا المنهج يعود بالخطر على العملية السياسية وعلى تماسك الكيان الاجتماعي عموما والكيان العشائري على وجه الخصوص.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك