احمد عبد الرحمن
لم يتبق سوى شهرين وعدة ايام على موعد اكتمال انسحاب القوات الاجنبية من البلاد، وهذه بلا شك فترة زمنية قصيرة، تحتم على كل القوى والفاعليات والشخصيات السياسية الوطنية العراقية المشاركة في العملية السياسية والحريصة على حاضر ومستقبل البلاد ان تتجه بصورة جادة وعملية للاستعداد والتهيوء لمرحلة مابعد الانسحاب، لان تلك المرحلة تعد بمثابة اختبار حقيقي لمدى قدرة الدولة بأجهزتها ومؤسساتها المختلفة على ادارة شؤون البلاد بطريقة ناجحة، واختبار حقيقي للشعارات العريضة التي رفعتها مختلف القوى والتيارات السياسية.ان الامر الاكثر اهمية هو وجود اكبر مساحة من التوافقات والتفاهمات بين القوى السياسية لاسيما الرئيسية منها، والتصورات والرؤى والافكار المشتركة حول جملة من القضايا المحورية ذات الطابع السياسي والامني والاقتصادي.وبغياب التوافقات التفاهمات، فأننا سنسير بالمسارات الخاطئة، ونتجه الى المنعطفات الخطيرة، وندخل في الانفاق والدهاليز المظلمة.من دون التوافقات والتفاهمات لايمكن ان تعالج المشاكل والازمات وتحل العقد وتختفي الاحتقانات. وبالتالي ستزيد معاناة وهموم المواطنين وتتلاشى من امام اعينهم الامال والامنيات بغد افضل وتكبر التحديات الخارجية.لابد ان يقترن انسحاب القوات الاجنبية من البلاد بتحقيق مكاسب وانجازات تثبت ان العراقيين يمتلكون القدرة والاستعداد والارادة والهمة للانتقال ببلدهم الى درجات اعلى واوضاع افضل وظروف احسن.قبل اكثر من شهرين اكد المجلس الاعلى الاسلامي العراقي على ان استقلال العراق الناجز واسترجاع سيادته الكاملة على أراضيه هو من الأهداف السامية التي تسعى كل القوى الوطنية المخلصة الى تحقيقها ، ليقف العراق في مصاف الدول الحرة في قرارها وفي تصريف شؤونها بما يحقق مصالح شعبها دون تدخل من قبل القوى الأجنبية.. وان تحقيق الامن الداخلي ومنع الاعتداء الخارجي وتحقيق مصالحنا وتجاوز سلبيات الماضي وموروثاته التي ما زالت تلقي بضلالها على أوضاعنا الراهنة ترتبط ببناء علاقات ايجابيه وطيبه مع محيطنا الإقليمي والدولي، علاقات تقوم على أساس المصالح المشتركة وتوازنها ، ونعتقد ان ذلك سيكون اقرب الى التحقيق في ظل عراق تحكمه الارادة المستقلة لأبنائه وهو الأمر الذي سيتعزز مع نهاية العام 2011م بأذن الله تعالى.هذه هي الرؤية الصحيحة والصائبة والواقعية
https://telegram.me/buratha