المقالات

القذافي حيا ... صيد ثمين

648 09:56:00 2011-10-26

فراس الغضبان الحمداني

وأخيرا تمت الإطاحة برأس القذافي وقريبا من حفرة اختبأ فيها وعلى طريقة سلفه الدكتاتور صدام حسين وبهذا انهارت أسطورة الزعيم الأخضر الذي يعتقد انه معبود الجماهير ورمز أفريقيا وممثل الإنسانية والذي كان يتباهى بقوته وانتصاره على الحلف الأطلسي ولكنه انهار وظهرت أكذوبته مثل كل الطغاة الذين سبقوه في العصور الماضية وسيكرر قصته طغاة آخرين مازالوا على قائمة الانتظار يتقدمهم الرئيس اليمني والسوري وملوك وأمراء الخليج العربي .

هكذا إذن رحل القذافي مثلما رحل صدام ومبارك وبن علي ولكن السؤال المهم يتمثل في إمكانية قوة التغيير الجديدة من خلق حلم الجماهير في حياة حرة كريمة ولكن وللأسف الشديد انه مازال مثار جدل بين التجارب الانتقالية في العراق وتونس ومصر ومازالت تراوح في مكانها ولم تقدم للجماهير ما كانت تصبوا إليه .

لقد استولت مجموعات من الأشخاص والأحزاب على مقاليد الحكم اغلبهم بدون خبرة أو كفاءة فانشغلوا بالاستحواذ على المناصب والمكاسب وتركوا الشعب يعاني الأمرين من تركة النظام السابق والفوضى الأمنية والفساد الناتج عن الحكم اللاحق ، ولعل السؤال المهم الذي يثير انتباه المحللين السياسيين الآن يتكرس حول إمكانية الطغاة المتبقين من اخذ العبرة والدرس من تجارب الذين سبقوهم وفي مقدمتهم بشار الأسد وعلي عبدالله صالح ، أم أنهم سيواصلون الغرور والعيش بأوهام الاعتقاد بأنهم قادة عظام وان انتفاضات الشعوب هي مجرد تمرد للصوص وليس ثورات غضب وتغيير .

وكان من المثير جدا لو إن القذافي لم يقتل ويعامل أسيرا ويخضع لمحاكمة علنية فان ذلك كان مدعاة لمتعة كبيرة تثيرها جلسات المحكمة من خلال تعليقات القذافي وكان من المتوقع إن تكون أكثر متعة من كل المسرحيات الكوميدية وفي نفس الوقت هناك الكثير من الأسرار التي يحتفظ فيها الرجل وهي كثيرة وخاصة حول لغز اختفاء موسى الصدر الذي فقد في الأراضي الليبية أبان حكم القذافي وكذلك أسرار اغتيال ومقتل المعارضين السياسيين وبعض العمليات الإرهابية التي سقط فيها مواطنين من مختلف الجنسيات وكذلك ملفات سرية لم يكشف النقاب عنها تخص المخابرات الليبية وأموال كبيرة مودعة في البنوك الأوربية بأسماء لم يعرف تفاصيلها سوى معمر ، لكن للأسف إن ثوار المجلس الانتقالي ضيعوا علينا فرصة ذهبية وصيد ثمين

وخلاصة القول التي لا تحتاج إلى فلسفة أو تنظيرات سياسية إن هؤلاء سيلقون ذات المصير الأسود وهم منذ الآن يبحثون عن حفرة تكون ملاذهم الأخير قبل اعتقالهم وقتلهم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك