المقالات

الاستئثار بالسلطة إجهاض لوحدة الوطن

683 16:51:00 2011-10-26

علي حميد الطائي

حينما ينتمي شعب من الناس لوطن واحد، بما يعنيه الوطن من حدود جغرافية ،وكيان سياسي ،ونظام دولة قائم على مؤسسات مختلفة ،فأن هذا الانتماء يخلق بينهم عيشاً مشتركاً ،ومصلحة متداخلة مما يوجب وجود صيغة عادلة للتعايش والتعاون تتحقق بها المشاركة في المنافع والمكاسب ،والوحدة أمام الأخطار والتحديات .وقد تختلف الانتماءات الدينية والعرقية والسياسية للمواطنين، لكن الوطن يجب أن يبقى إطاراً جامعاً لكل أبنائه بمختلف انتماءاتهم وذلك يستدعي منهم الاعتراف المتبادل بين الجميع بالشراكة والتساوي في حقوق المواطنة وواجباتها ،أما أذا أختلت هذه الشراكة وحدث شئ من الاستئثار بالسلطة أو بالثروات أو التمييز بين أبناء الوطن الواحد، يسبب تنوع التوجهات ،واختلاف وجهات النظر أو تقاطع البرامج فإن ذلك يهدد وحدة الوطن ،وأمن المجتمع واستقراره كما تدل على ذلك أحداث التاريخ وتجاربه في الماضي والحاضر أن اخطر شيء على وحدة الأوطان ومصالحها هو ان تتضخم الانتماءات على حساب الانتماء للوطن فتنظر كل جهة للجهات الأخرى عبر دائرة انتمائها الخاص وهنا تضيع المصلحة العامة وتضعف وحدة الوطن !ولمواجهة هذا الخطر لابد من وجود وعي وطني ، ومساواة حقيقية بين جميع المواطنين ،وتلك لاتتم ألا بوجود ا لدستور الذي يقر في لوائحه صيغة التعايش المشترك بين أبناء الوطن الواحد، فإذا ماوجدت تلك اللوائح والقوانين فيجب على الجميع العمل بها كقناعات راسخة في نفوس أبناء المجتمع، وان تكون منهجاً في تفكيرهم ،وسلوكاً في حياتهم اليومية ولايمكن أن تتحقق تلك القوانين عبر طرحها كعنوان وشعار، ولا بالحديث عنها في قاعات المؤتمرات والندوات واللقاءات وإنما تتحقق بالسلوك العملي والفعلي على ارض الواقع !فيجب أن ننفض عن نفوسنا وعقولنا غبار ثقافة اليأس والاتكالية ،وذلك يبعث ثقافة وحدوية /تنطلق من محورية حقوق الإنسان ،وتركز على حرمته وكرامته وتساوي المواطنين في الحقوق والواجبات حيث ينظر بالنتيجة كل مواطن الى أخوانه المواطنين بمختلف انتماءاتهم من منظار الإنسانية ،فيحترم حقوقهم كبشر ، ويراعي جميع مباد الوطنية وضمان إطارها العام ،وحتى يعترف كل واحد منا بأخيه ويتعاون معه كشريك مساو له في الحقوق والواجبات ...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك