حامد الحامدي كاتب وإعلامي عراقي
منذ وقت طويل والشعب العراقي ينتظر أن تقوم حكومته العراقية بإجراءات لتصحيح بعض المسارات الخاطئة التي صنعتها الأجندات الخارجية وبعض المنتفعين ممن لا يريدون للعراق الجديد أن ينهض ويواكب حركة التطور في العالم .وبذلك كان دور هؤلاء كدور العصا التي تريد إيقاف حركة الدولاب .وفي خضم التقاطعات والتشنجات التي اكتنفت المشهد العراقي بشكل عام نجح بعض هؤلاء في التغلغل إلى مفاصل مهمة في الحكومة العراقية مارسوا من خلالها برامجا أدت إلى إرباك الوضع بشكل عام ، بحيث راح التأثير يصل حتى إلى نوعية القرارات التي تتخذها الحكومة كون بعض هؤلاء استطاعوا من خلال ما كونوه من منظومة أن تكون لديهم أوراق ضغط وعلاقات لكي يحققوا ما يصبون إليه . ولهذا فقد كان المتضرر الوحيد في ذلك كله هو الشعب العراقي المسكين . وها هو الان ينتظر الإجراءات التي يمكن أن تقوم بها الحكومة العراقية ضد هؤلاء ، كونهم باتوا مكشوفين ليس للعراقيين فقط بل لكل العالم . فقد كشف تقرير دولي وجود بعض السياسيين العراقيين المتورطين بقضايا إرهاب ممن سيتم الكشف عنهم قريبا ، وان هناك ملفات سرية وصلت إلى محكمة الجنايات الدولية بصورة سرية مؤخرا حيث تم إيداعها في أماكن سرية قبل وصولها ، ومن ابرز الملفات التي سيتم التحقيق بها هو عملية قتل العراقيين والتي وصفت بـ( الإبادة الإنسانية ) التي حصلت ما بين الأعوام 2005 إلى 2007 . وأكد التقرير بان عاصفة سياسية ستحدث في العملية السياسية لو فتح التحقيق الان ، وهناك متابعة كثيفة من قبل جهات حكومية حول الاعترافات التي أدلى بها الإرهابيين والكشف عن المسؤولين الذين أوعزوا لهم بتنفيذ تلك العمليات . بالاضافة إلى إن هناك عراقيين يحتفظون بشهادات سيدلون بها مستقبلا عن المتورطين بقتل أبنائهم . كما كشف التقرير عن مصدر امني كبير تورُّط جهات سياسية عراقية معروفة بتأجيج أعمال العنف التي ضربت البلاد أبان المحنة الطائفية ، وإن جهات سياسية معروفة قامت منذ عام 2005 والى حد الان بتأجيج أعمال العنف التي تضرب بالبلاد بين الحين والآخر،كما إن كشف هوية الأحزاب والكتل التي تقدّم الدعم والإسناد لخلايا الإرهاب سوف تعلن بعد البدء بتنفيذ هذه الإجراءات ، لان الأوضاع في البلاد الان لا تسمح بإعلان هوية تلك الأطراف السياسية ، لكن إلاجراءات الأمنية والقانونية تمضي بسلاسة ( حسب ما يقوله هذا التقرير ) وستشهد الأيام المقبلة إصدار مذكرات اعتقال بحق بعض الشخصيات المعروفة . بكل تأكيد فان مثل هذه الإجراءات كان لابد أن يعمل بها منذ وقت طويل لأنها لو طبقت منذ ذلك الوقت لحافظنا على الكثير من الدماء العراقية التي راحت بلا ذنب ولما هجرت العوائل ورملت النساء وأيتم الأطفال . ولكن وكما يقول المثل ( أن تأتي متأخرا خيرا من أن لا تأتي ) ربما إن القيام بمثل هذه الإجراءات سيفي بالغرض . ولكن لابد أن تكون هناك جدية وضمانات في تطبيق هذه الإجراءات ، حتى لا يكون للصفقات والمساومات والمجاملات رأي أخر ، كما أتمنى كما يتمنى الشعب العراقي أن لا يكون التصريح بتنفيذ مثل هذه الإجراءات لا يتعدى زوبعة إعلامية .
https://telegram.me/buratha