فلسفة وجود الإمام المهدي(عج) (الحلقة الاولى)عزيزي القارئ اليك محاضرات فلسفة وجود الأمام المهدي المنتظر (عج) وتكون هذه المحاضرات في حلقات من تاليف الدكتور الشيخ عباس الانصاري واعداد الشيخ حيدر الربيعاوي ومن اصدارات المجمع العلمي للدراسات والثقافة الاسلامية في النجف الاشرف سائلين المولى العلي القدير ان يتقبل منا ومنكم نعم المولى ونعم النصير .
المقدمه:بسم الله الرحمن الرحيم«وَنُريدُ أَنْ نَمُنَّ على الذَّينَ أستضعفوا في الأرضِ وَنَجعَلهُمْ أَئمَّةً ونجعلهُمْ الوارثينَ».( )الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا و نبينا ومحمد وعلى آل بيته الطاهرين.إمتدّ صراع الخير والشر على هذه الارض، منذ فجر الحياة، وستبقى المعركه قائمةً بين الخطين، خط الهدى، وخط الظلال، خط الانبياء وخط الجاهلين الطغاة. الى أن يرث امام مهدي من آل محمد(صلى الله عليه وآله) فيحكم بحكم الله العادل.ويمثل ائمة الهدى وعلماء الاسلام وابنائه الامتداد الحركي والتواصل الفكري لخطّ الانبياء، فلقد واصلت أمّة الهدى الملتزمه بخطّ الانبياء دورها ومهامها في حمل الرساله، فكان هذا يتجسّد في الائمه(عليهم السلام).ولقد تحقّق النصر للرساله الاسلاميه على يد الرسول(صلى الله عليه وآله) وسارت المسيرة الطاهره، وبنيت حضارة التوحيد، وقطعت البشرية اشواطاً متقدّمه على أساس العلم والأيمان، فأستضاءة بهذا النور، واهتدت بذلك الهدى المشرق. إلاّ اِنَّ حركة هذه المسيرة قد ضعفت شيئاً فشيأ، فنشطت الحضاره الجاهليه المفسده، وبدأ التقهقر في حركة الحضاره والدعوه والقياده الاسلاميه، وحرم الانسان من العيش في ظل الحقّ والعدل والاسلام، وبدأت الشرور الجاهليه تعود مرة أخرى الى حياة الانسان، و لم يكن لطف الله تبارك و تعالى ليغيب عن الارض.فقد شاء الله تعالى بعد أن انقطعت النبوه وختمت بسيّد المرسلين محمد(صلى الله عليه وآله)، أن يجعل مصحاً يتحمل مهمه الانبياء في الدعوه الى مبادي الهدى والعمل بما جاء به الهادي محمد(صلى الله عليه وآله). وذلك وعد حق نطق به القرآن، ووعدت به الكتب الالهيه. مما أشار به القرآن الكريم الى ظهور المصلح العظيم الامام المهدي المنتظر(عج) الذي جعله الله تبارك و تعالى من ولد فاطمه الزهراء بنت محمد(عليها السلام) وذريتها المباركه، كما ذكر المفسرين ذلك هو قوله تعالى:«ولقد كتبنا في الزّبورِ من بعد الذكر أنَّ الارضَ يرثها عبادي الصالحون»( )بعد تفسير هذه الايه روي العلامه الشيخ الطبرسي(قده) قال أبو جعفر(عليه السلام): هم أصحاب المهدي (عجل الله فرجه) في آخر الزمان، ويدّل على ذلك ما رواه الخاص والعام عن النبي(صلى الله عليه وآله) انه قال: «لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد، لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث رجلا صالحاً من أهل بيتي، يملأ الارض عدلا و قسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً».( )وإنه (عجل الله فرجه) وبمشيئه إلهيه، كانت له غيبه وانقطاع واختفاء، وان غيبته كانت بمرحلتين، وكما ورد في الروايات فعن ابو عبدالله الصادق(عليه السلام) قال:«للقائم غيبتان: احداها قصيره والاخرى طويله، الاولى لا يعلم بمكانه إلا خاصة شيعته، والاخرى إلا خاصه مواليه في دينه).وهما على النحو الاتي:1 ـ مرحلة الغيبه الصغرى: وكان خلالها يتصل به اربعه سفراء متعاقبين.( )وامتدت من ولادته في حياة أبيه الذي عايشه مدة خمس سنوات حتى سنه 329 هـ.2 - مرحلة الغيبة الكبرى: وبدأت بأنتهاء السفاره بوفاة السفير الرابع وقد انقعطع فيها اتصاله عن الامه بعد أن أخبرها بذلك، ووجهها بالرجوع الى الفقهاء، حتى تتهيأله الظروف المناسبه للظهور ويأذن الله تبارك وتعالى له بذلك لممارسة مهمّه الاصلاح الكبرى، وأقامه دولة العدل الألهي المنتظر.وأود أن اشير الى إنني لا أدعي إستقصاء كل ماورد عن الامام المهدي (عجل الله فرجه) وغيبته المقدسة وكذلك فيما يتعلق بنوابه الاربعه (رضى الله عنهم) وأنما أستحسنا أن نعطي المختصر المفيد والنافع لمحاوله الالمام بما يحتاج اليه البحث أن شاء الله تعالى.ومنه تعالى الحفظ و التوفيقاصدارات المجمع العلمي للدراسات والثقافة الاسلامية في النجف الاشرف
https://telegram.me/buratha