المقالات

اعادة تشكيل النوايا الخيرة /

640 10:34:00 2011-10-27

حافظ آل بشارة

هناك أخبار حول خطة الحكومة بعد انسحاب الجيش الامريكي نهاية السنة ، الخطة تتحدث عن بناء القوات المسلحة بطريقة متوازنة دستوريا ، ومنع المليشيات ومكافحة الارهاب . هذه امور لا يختلف اثنان على اهميتها ولكن مطلوب ايضا ان تكون لدى الحكومة واطرافها رؤية في كيفية حسم ملفات أخرى أكثر خطورة ، من ناحية تشكيل القوات المسلحة اتبعت الحكومة اسس دستورية وتوازنات معقدة ولم تظهر قوات مسلحة وطنية بالمستوى المطلوب لحد الآن ، وما زال الارهاب قادرا على الضرب في الزمان والمكان المختارين بلا عوائق ، ومهما كثر المدح للقوات المسلحة فان الاختبار الحقيقي هو في قدرتها على كشف الجريمة ومنعها واحلال الامن الحقيقي وهذا غير متحقق الا بقدر ضئيل ، لا يوجد نقص في التوازن والتوافق في تشكيل القوات الحالية ولكن هذه النتيجة كما يراها الجميع ، لماذا لا تبحث الحكومة عن قواعد جديدة لبناء الجيش وتترك نغمة التوازن والتوافق التي لم تثمر شيئا ؟ ولكن يبدو ان الملف الأخطر الذي لا يذكره أحد هو انعدام التكامل بين الأمن والقضاء في البلد ، فلم تنفذ احكام المحكومين الكبار والصغار والاسباب مجهولة ، بل هناك هروب متكرر لمحكومين ، وهناك اطراف مشاركة في الحكومة لا تحترم الدولة ولا القضاء ولا القوات المسلحة فتطالب باطلاق جميع السجناء دون قيد او شرط وهذا مطلب مضحك مبك ، هذه القضية كيف تعالج ؟ ثم ظهرت في العراق تسمية المناطق المتنازع عليها كيف تكون هكذا والبلد بلد واحد كما يقال ؟ هل الخلاف بين حدود المحافظات في بلد واحد يتحول الى معضلة بهذا المستوى ؟ ثم العراق هو البلد الوحيد الذي يعلن أحد ساسته الرسميين تشجيعه لأقليم ما بأن ينفصل عن البلد ويؤسس دولة مستقلة قبل فوات الأوان ! القضية تمثل تحديا لصدقية الوحدة الجغرافية والسياسية للعراق ، الذين يتكلمون بهذه اللغة كيف سيشتركون في برنامج اعادة بناء المنظومة الامنية ؟ وهناك من لا يعترف بالدستور وهو مشترك في الحكومة فلا يمكن اذن اتخاذ الدستور مرجعية لحل الاختلاف ، ومع ان الحكومة تتحدث بلغة التوازن والتوافق ما زالت هناك احزاب تروج بأنها مظلومة وحصتها قليلة وتبدو غير متحمسة لأي برنامج اصلاحي تتولاه الحكومة ، طرف آخر يرى انه صاحب الحق التأريخي في سلطة العراق ولا يسمح لأحد ان يحتل مكانه وهو محتفظ بهذه القناعات قبل الاحتلال وبعده لا فرق ، طرف يريد الغاء المسائلة والعدالة بلا قيد او شرط وهو نفسه يرعى بشكل شبه علني عملية اعادة تنظيم حزب البعث المحظور دستوريا ، لذا تبدو العملية السياسية كلها بحاجة الى مخطط لقلب النموذج الحالي على البطانة ، واعادة النظر في جميع العناصر وليس فقط القوات المسلحة ولا يحتاج ذلك سوى اعادة تشكيل النوايا لتكون كلها خيرة وكلها لاجل مكسب جماعي يخص العراق وليس طرفا من الاطراف .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك