المقالات

اعتقالات وجدل وخلط اوراق /

774 09:41:00 2011-10-29

حافظ آل بشارة

مازال الجدل قائما حول حملة الاعتقالات التي تشنها وزارة الداخلية ، الحملة اسفرت عن اعتقال 240 شخصا يوصفون بالبعثيين والضباط السابقين في الجنوب والفرات الاوسط وشمالي بغداد ، وتقول الوزارة انها اكتشفت مخططا لزعزعة العملية السياسية بعد الانسحاب الامريكي عبر تنظيم سري لديه اسلحة ومتفجرات وخطة عمل . اطراف على رأسها القائمة العراقية اعترضت بشدة على حملة الاعتقالات ووصفتها بأوصاف خطيرة مثل : انها اعتقالات عشوائية ، انتقامية ، طائفية ، سياسية لصالح طرف معين ، تجري بلا أوامر قضائية ، نحذر من العواقب ، نحذر من فوضى عارمة بعد الانسحاب الامريكي ، ننسحب من العملية السياسية . أما وزارة الداخلية وناطقها وكتلة دولة القانون ومن يمثلها فقد قالوا : ان الحملة تجري بمذكرات قضائية ، وقالوا : انها مستندة الى معلومات استخبارية استمر جمعها اشهر عديدة ، وقالوا : ان القضاء يلاحظ عدة عناصر في عملية الاعتقال ، فحزب البعث محضور دستوريا ومن يعيد تنظيمه يعرض نفسه للمسائلة ، وقالوا : ان هناك اعترافات لبعض المعتقلين تؤكد وجود خطة لزعزعة الامن واثارة الشغب وقد وجدت لدى المعتقلين اسلحة ومتفجرات . والتناقض القوي بين تصريحات الطرفين يجعل الرأي العام العراقي في حيرة من الأمر ، يجب ان يكون أحد الطرفين صادقا ، والآخر كاذب ، وكل طرف يريد اثبات احقيته عليه ان يقدم ادلة قاطعة . هناك جهات ذات طابع مرجعي يفترض ان تكون محايدة وليست تابعة لأحد كالدستور وسلطة القضاء ، هل زود القضاء القوات الأمنية بمذكرات اعتقال بالفعل ؟ هل صدرت تلك المذكرات على اساس اوليات وافية ومقنعة ؟ اذا كان الجواب بنعم ، فيجب مناقشة القضاء العراقي وليس القوات التي نفذت الاعتقال ، ويجب توجيه اللوم الى النص الدستوري ، اذا كان الخلاف يتجاهل سلطة الدستور والقضاء فهل تبقى هناك عناصر تحكيم بين الاطراف الوطنية ؟ هذه الزوبعة وغيرها تكشف الشكل المتكرر للصراع القائم بين الاطراف ، والذي يتضمن التشكيك والتخوين والخطاب العنيف والتحريضي بدون تقديم ادلة على صحة ادعاء هذا الطرف او ذاك ، المعترضون على هذه الحملة من غير الواضح هل انهم يعترضون على ملاحقة حزب البعث المحظور دستوريا ام يعترضون على طريقة الاعتقال ؟ هل يعترضون على قانون المسائلة والعدالة أم يعترضون على طريقة تطبيقه ؟ هناك خلط واضح بين الاعتراض على المفاهيم أو المصاديق كما يقول المناطقة ، الجهة التي تعترض عليها توضيح تصحيح الخلط ، اذا ثبت ان الحكومة تشن حملات اعتقال عشوائية انتقامية طائفية وبلا اوامر قضائية فيجب ان تحجب عنها الثقة ثم تحال الى المحاكم ، واذا ثبت ان الاطراف المعترضة كذبت وحرضت على العنف واتهمت الحكومة بتهم خطيرة فيجب ان تحاسب تلك الاطراف وتعد متعاطفة مع التنظيمات السرية الممنوعة ، متحدية الدستور وسلطة القضاء .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك