سعد البصري
كثيرا ما نستخدم في حياتنا اليومية بعض المصطلحات والعبارات التي تستخدم في مجالات متعددة تمر بنا يوميا تقريبا ، ونحن من خلال هذه العبارات ممكن أن نوصل فكرة معينة نريد أن نبينها لمن نتعامل معهم . ومن ضمن هذه العبارات او المصطلحات هي العبارات التي تستخدم في المجالات القانونية ، وعلى سبيل المثال لا الحصر ( المتهم بريء حتى تثبت إدانته او الاعتراف سيد الأدلة ) .أي بمعنى اقرب لا يمكن إثبات جرم معين او خطأ يسبب بعض الإشكالات إلا بإحدى هاتين العبارتين .. الأولى أن يظهر بصورة معلومة وواضحة إن هناك أدلة قاطعة وشهود موثقين حتى يتم إدانة المتهم او أن يعترف المتهم بنفسه عن قيامه بما حدث من أمور . وكلا الطريقتين تنطبقان تماما على ما يدور الان في واقعنا العراقي والأمني منه على وجه الخصوص . فما أكثر الخروقات الأمنية التي تحدث يوميا في مدن العراق وبالذات في العاصمة بغداد دون أن يظهر مسؤول واحد ويقول أنا أتحمل ما حدث او أن يقول إن الخرق الفلاني كان بسبب ما قمت به من إجراءات خاطئة او إن هذا المسؤول يعترف صراحة بأنه غير كفء لقيادة ملف معين ، مع العلم إن هناك الآلاف من الأدلة على فشل الكثير من القيادات في الملف الأمني . ولكن المساومات وغض النظر والمجاملات كانت سببا رئيسيا في عدم إظهار الحقائق بالشكل المطلوب .وألان وبعد ما يجري في الملف الأمني في العراق من إرباكات وخروقات واضحة بدأ المسؤولين على هذا الملف يلقون باللوم على بعضهم البعض وراحوا يفتحون ملفات الخروقات الأمنية وأسبابها شيئا فشيئا ، ولكن دون فائدة لان ما تتعامل به الجماعات الإرهابية والإجرامية بات على مستوى عالي من التقنية والدقة بحيث إن الإجراءات الأمنية لم تعد تواكب ما وصلت إليه هذه الجماعات من استحداث طرق جديدة للقيام بأعمالهم الإرهابية والإجرامية . على العموم وفي بداية جديدة لاعترافات المسؤولين الأمنيين عن سبب الإخفاقات المتكررة أعلن المتحدث الرسمي باسم عمليات بغداد اللواء قاسم عطا عن حاجة الأجهزة الأمنية إلى الكثير من الجهد الإستخباري في محاربتها للمجاميع المسلحة وان وفرة المعلومات الإستخبارية ستمنح القوات الأمنية فاعلية أكبر في مواجهتها المجاميع المسلحة بسبب إن المعركة الحالية والمستقبلية مع تلك المجاميع هي معركة إستخبارية تشكل فيها المعلومات عنصرا رئيسيا ، ويؤكد العديد من المراقبين افتقار القوات الأمنية إلى وفرة المعلومات الإستخبارية التي تمكنها من القيام بضربات إستباقية ضد الجماعات المسلحة التي تستهدف المواطنين ، الأمر الذي جعل هذه القوات تعيد ترتيب أوراقها بشكل هادئ ووفق خطط مدروسة . وقد شهدت عدة مدن عراقية مختلفة بين الحين والآخر خروقات أمنية عديدة تقوم بها مجاميع مسلحة وإرهابية تتمثل بتفجير السيارات المفخخة والعبوات الناسفة والانتحاريين والهجمات المسلحة فضلاً عن الاغتيالات بالأسلحة الكاتمة للصوت والعبوات اللاصقة التي تطال في كل مرة موظفين حكوميين وقيادات وعناصر أمنية ، ومن أهم أسباب ما يحدث وكما أسلفنا إن هناك خروقات أمنية في الوزارات الأمنية ، وكذلك ضعف الأداء الأمني بالاضافة إلى بقاء الوزارات الأمنية شاغرة او تدار بالوكالة . فالاعترافات التي أدلى بها السيد عطا هي خطوة بالاتجاه الصحيح ولكن ما فائدة مثل هذه الخطوة إذا لم تفعل بشكل مباشر وسريع .
https://telegram.me/buratha