المقالات

في العراق .. أفكار جديدة لجرائم جديدة

665 10:27:00 2011-10-29

الكاتب ..عمران الواسطي

في ظل التطور الجديد ، والحديث في كل مجالات الحياة .. العلمية منها والاقتصادية والاجتماعية والفنية والفكرية ، بل وفي كل صغيرة وكبيرة شملت بالمستحدثات الأخيرة لحركة التطور ، راحت تتولد أفكار جديدة من شانها تسهيل مهمة البشر في التعامل مع كل ما حولهم من أمور .والجريمة هي واحدة من هذه المجالات التي شملها التطور ؟؟! فلم تبقى جامدة على أسلوب معين او آليات بسيطة بل إن الموضوع قد اخذ شكلا أخر ربما اكبر بكثير من بعض المجالات الأخرى وخصوصا قي العراق مع زيادة حجم الأموال والتجارة والثراء الذي حصل بعد أحداث نيسان 2003 للكثير من العراقيين ، الأمر الذي حتم على العصابات الإجرامية أن تواكب هذا التطور حالها بذلك حال غيرها من المجالات الأخرى . فتطورت أيدلوجية المجرم وتطورت معها خططه وأدواته وبات يفكر في تحقيق جريمته من خلال الحاسب الالكتروني بعد أن كان يدير جرائمه بواسطة الأساليب القديمة .كما إن ما يعرض في الفضائيات العربية والعالمية من أفلام ومسلسلات وتقارير كشفت عن حجم التطور في مجال الجريمة عند غير العراقيين بحيث إن هذا الموضوع القى بظلاله بشكل مباشر على طبيعة الجريمة في العراق وراح المجرمين بالعراق يتعاملون مع تطور الجريمة بالعالم بشكل متفاعل وكبير بينما بقيت الجهات الأمنية الحكومية في العراق تراوح مكانها دون أن يكون هناك أي نوع من التطور في طريقة إيقاف مثل هؤلاء المجرمين ، وربما إن الإجراءات المترهلة والقديمة لازالت هي المعمول بها في الأجهزة الأمنية العراقية في التعامل مع الجريمة المنظمة ، مما أعطى مجالا أوسع للمجرمين في حرية الحركة لتنفيذ جرائمهم التي هي الأخرى كما قلنا قد أخذت طابعا أكثر تطورا وحداثة من ذي قبل . فقد أظهرت دراسة متخصصة تم من خلالها الوصول إلى نتائج رهيبة تكشف عن نشاط أكثر من 8 عصابات تعمل في مجال شراء وبيع الأطفال على صعيد بغداد فقط ، ( وبشكل متقن ومنظم ) ولديهم أيادي تعمل في المستشفيات ودور الأيتام مكلفة باختيار الضحايا للعصابات . وهناك إحصائيات غير مؤكدة تشير إلى عدد الأطفال الذين يتم تهريبهم من قبل هذه العصابات إلى خارج البلاد تتجاوز 35 طفل شهريا . وقالت الدراسة بان هذه الظاهرة قد انتشرت في العراق بسبب تفشي الفقر والبطالة وفقدان الرقابة اللازمة من قبل السلطات العراقية على المنافذ الحدودية الأمر الذي ساهم بتهريب أطفال العراق إلى دول عربية وغربية بهذا الشكل . وتتم هذه الجرائم والعمليات باستخدام أساليب معقدة وتوظيف عناصر محترفة من قبل العصابات المهربة لاستهداف العوائل الفقيرة ودفع مبالغ ضئيلة لشراء أطفالهم وتهريبهم إلى خارج البلد . فمثل هذه الجرائم وغيرها تحدث يوميا بالعراق وبعيدا عن أيدي وأعين الجهات الحكومية الأمر الذي يثير الكثير من التساؤلات عن كيفية تهريب هؤلاء الأطفال عن طريق الحدود وعدم وجود ضوابط معينة لمعرفة الأمر مما يدفعنا إلى أن نقول إن هناك جهات حكومية متورطة بالموضوع ، وان هناك صفقات ربما على مستوى عال ٍ في الحكومة العراقية تريد لمثل تلك الجرائم أن تستمر ؟؟ وهذا ما يضع الحكومة العراقية أمام مسؤوليات جديدة وكبيرة تخص الإنسان العراقي وحياته ، بالاضافة إلى مسؤولياته الأخرى التي للأسف الشديد لم تنهض بها ( أي الحكومة ) بالشكل المطلوب وبالنتيجة مهدت الطريق من حيث تشعر او لا تشعر أمام هؤلاء المجرمين في القيام بجرائمهم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك