المقالات

المجلس الاتحادي أسير الصراع على السلطة.

546 14:31:00 2011-10-29

الحاج طارق السعدي

المجلس الاتحادي المزمع تأسيسه له صلاحيات تشريعية ورقابية نص عليها الدستور، فهو يوضح العلاقة بين الأقاليم والمحافظات غير المنتظمة في إقليم، ويشبه الى حد ما مجلس الشيوخ الذي يتكون أعضاؤه من رؤساء الأقاليم الاتحادية كما في الولايات المتحدة وباقي الدول التي تعمل وفق هذا النظام. و يضم المجلس في عضويته المحافظين ونوابهم، لكن الدستور ينص على أن يضم في عضويته ممثلين عن مجالس المحافظات يتم انتخابهم وفق آلية معينة متفق عليها و أن المجلس سيكون بمثابة الرقيب على أداء المحافظات وطبيعة العلاقة بينها وبين حكومة الإقليم أو المركز، كما سيراقب آلية توزيع عائدات الثروات الطبيعية التي تمتلكها المحافظة و ان قانون المجلس الاتحادي مهم جداً، كونه سيكون قادراً على حل الإشكالات القانونية بين الأطراف الإدارية. ففي الدستور العراقي هناك فقرة تؤكد منح المجلس صلاحية تفويض للحكومات المحلية وبالعكس، مثل منح الإذن لوزير ما، في حال وجود حاجة، إلى إن يفوض صلاحية وزارته في مواضيع معينة غير حصرية إلى المحافظين، وكذلك الحال بالنسبة للمحافظ في حال وجود مشكلة غير قادر على حلها فيكلف الوزير حلها..وعمل المجلس يختلف جذرياً عن المجلس الوطني للسياسات العليا وقد يكون بديلاً عنه لأنه لا يقتصر على التشريعات التي تخص المحافظات والحكومات المحلية.وفي ظل الظروف التي يمر بها العالم من أزمات وتغييرات سياسية واقتصادية وتكنولوجية، و التنمية الشاملة والمستدامة التي يمر بها العالم والدول المجاورة لنا،مع وجود التحديات الأمنية في الشرق الأوسط ضمن منطقة تتصف بالاضطراب وعدم الاستقرار ، مضافا الى أزمات اقتصادية عالمية باتت تضرب الاقتصاد العالمي بجميع مفاصله، تبرز أمام المجلس الوطني الاتحادي القادم جملة من الاستحقاقات النيابية، وحزمة من الأهداف الوطنية التي يجب التفات إليها من أجل أن تكون هناك رؤية خاصة بالمجلس الاتحادي،كهدف استراتيجي لا بد منه في المرحلة الراهنة والمراحل المقبلة. فالاستحقاقات النيابية مطلوبة لتكون الديمقراطية حاضرتا في عملية انتخاب المجلس الاتحادي القادم، وفي طريقة اتخاذ القرارات داخله وتقدير المواقف والحالات التي تدخل في صميم عمله، كما هو الحال في العديد من البرلمانات الأخرى، حيث الخلافات والمصالح الشخصية والاشتباكات الكلامية وتشكيل التكتلات بحسب المصالح والميول والانتماءات، هي سيدة الموقف في تلك البرلمانات، وكل ذلك تحت عباءة الديمقراطية.التي اصبحت منافع للحزب الحاكم فحسب.. و الديمقراطية التي نتوخاها في المجلس القادم، يجب أن تشتق من خدمت الوطن والمواطن و أن نرى ملامحها في تنافس انتخابي شريف ونزيه، واحترام متبادل لوجهات النظر بين أعضاء هذا المجلس..ليصبح منارة للديمقراطية التي ننشدها، ليبقى أبرز هدف وطني أمام المجلس الاتحادي القادم، هو طبيعة العلاقة التي تجمعه مع السلطة التنفيذية، هذه العلاقة التي يجب أن تبنى على توازن دقيق بين عاملين، الأول هو ضمان تنفيذ السلطة التنفيذية لبرامجها بأكمل صورة، والثاني هو عدم إعاقة عمل السلطة التنفيذية بالشكل الذي يؤخر تنفيذ برامجها ويؤدي إلى خسائر جسيمة. و على المجلس الاتحادي القادم، أن يصنع لنفسه قنوات اتصال جماهيري متنوعة ليتفاعل مع حاجات الشعب وتطلعاته، ضمن حلقة تفاعلية متكاملة رباعية الأبعاد حتى نصل إلى أعلى مستوى من الاندماج والوحدة الوطنية الحقيقيه والغير مزيفتا..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك