المقالات

اجتياح كردستان ..صفقة سياسية أم ضعف سياسي

712 22:28:00 2011-10-29

حامد الحامدي كاتب وإعلامي عراقي

من الغريب جدا ، ومن المعيب أيضا انك ترى أبناء البلد الواحد يتآمر احدهما على الأخر ، ويحاول طرف ما إقصاء وتهميش الطرف الأخر او البحث عن أي طريقة يمكن من خلالها وضع العراقيل والمطبات أمام الطرف الأخر الذي لا يقل شأنا عن غيره بمقدار القواسم المشتركة على هذه الأرض .فما يجري الان في الأروقة السياسية من حياكة المؤامرات بين الكتل السياسية فيما بينها هو ما نطلق عليه بـ ( الغريب والمعيب ) .؟؟ فهناك كتل سياسية تحاول استغلال نفوذها بالشكل البعيد جدا عن الحرص على المصلحة الوطنية ، وبذلك يفسح المجال أمام الأعداء او من تتقاطع مصلحته مع مصلحة العراق بالتدخل وفرض أجندات كان من الممكن أن لا تتدخل ، كما هو الحال في قيام السيد رئيس الوزراء بإعطاء الضوء الأخضر للقوات التركية بالدخول الى شمال العراق وملاحقة من أسموهم بالمتمردين ، متناسين إن دخول أي قوات في الأراضي العراقية يعتبر انتهاكا صارخا للقوانين الدولية والمعاهدات والاتفاقيات بين البلدان ، وبذلك يكون السيد المالكي قد جعل مصلحة دولة معينة كتركيا أهم من مصلحة بلده لان التوغل بهذا الشكل ضمن الأراضي العراقية يعطي فرصة للقوات التركية بمهاجمة كل من تعتقد بأنه معارض للحكومة التركية ؟! مع العلم إن هناك الكثير من القرى العراقية التي ليس لها أي علاقة بما يجري سوف تكون في مرمى النيران التركية (( الصديقة )) . فقد أعلن ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي، عن إن من حق الجانب التركي الرد على هجمات حزب العمال الكردستاني . وذكرت مصادر خاصة في رئاسة الوزراء بأن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أعطى ضوءا أخضرا للقيادة التركية في قصف إقليم كردستان . وان مبعوثا سريا لرئيس الوزراء العراقي التقى قبل أيام بقيادات أمنية تركية وأعرب عن موافقة الحكومة العراقية على قصف المناطق الحدودية وإجراء عمليات عسكرية محدودة من أجل تقليص نشاطات حزب العمال الكردستاني المعارض . وقد ذكرت المصادر إن المالكي كشف لبعض المقربين منه بأنه يهدف من إعطاء الضوء الأخضر للجيش التركي بغرض تأديب القيادات الكردية ووضعهم في الزاوية الحرجة من أجل اللجوء الى أساليب أكثر مرونة مع الحكومة و تقديم تنازلات أكبر و سحب بعض المطالب التعجيزية . ويذكر إن قيادات كردية كانت قد اتهمت الحكومة العراقية بعقد صفقات سرية مع الحكومة التركية تجيز لها قصف كردستان و التوغل فيه . فما جرى في شمال العراق لا يتعدى احد الأمرين .. اما أن تكون هناك صفقة سياسية بين السيد المالكي وبين الحكومة التركية الغاية منها كما قالت المصادر هو تأديب القيادات الكردية حتى تكون هناك أوراق ضغط يمكن من خلالها تقليل المطالب الكردية او الضغط على القيادات الكردية في سبيل طلب العون من الحكومة المركزية مقابل بعض التنازلات ، وأيضا كأن يكون تخليص الجانب التركي من خطورة حزب العمال او غير ذلك او إن الموضوع لا يعدوا أن يكون هناك ضعف سياسي من قبل السيد المالكي نتيجة لبعض الضغوطات والمساومات التي تفرضها قوى خارجية ، وبالتالي فان كلا الأمرين لا يليقان بما تقوم به الحكومة العراقية ، لان ذلك يؤثر على طبيعة العلاقات مع دول الجوار كون ما يحدث في شمال العراق يمكن أن يحدث في باقي حدود العراق بالاضافة الى إن هذا العمل يعقد المشهد السياسي اكثر .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زهراء محمد
2011-10-30
ومن المعيب أيضا انك ترى أبناء البلد الواحد يتآمر احدهما على الأخر!!!!! نص من مقالتك ياأخ الحامدي.. نعم من المعيب جداَ...ان يتفق او تتفق كتل او رئيس كتلة وله خلفية طائفية يجنده لهكذا اجرام ؟! حيث يتفق مع دول اقليمة او حتى يعطيهم الضوء الاخظر بدخول اراضي العراقية!! كيف يرتقي هكذا شخص ويتفاخر انه من السياسين الشفافين!! وهو يرتكب حماقات كبيرة بحق بلده؟. حوان كان لايحب الوانهم ؟هولاء الذين اعطوا الضوء الاخضر لدول المفروض ان تكون (جارة)!! هولاءلايستحقون جلوس على كرسي البيت وليس كرسي القرار .... 
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك