حامد الحامدي كاتب وإعلامي عراقي
من الغريب جدا ، ومن المعيب أيضا انك ترى أبناء البلد الواحد يتآمر احدهما على الأخر ، ويحاول طرف ما إقصاء وتهميش الطرف الأخر او البحث عن أي طريقة يمكن من خلالها وضع العراقيل والمطبات أمام الطرف الأخر الذي لا يقل شأنا عن غيره بمقدار القواسم المشتركة على هذه الأرض .فما يجري الان في الأروقة السياسية من حياكة المؤامرات بين الكتل السياسية فيما بينها هو ما نطلق عليه بـ ( الغريب والمعيب ) .؟؟ فهناك كتل سياسية تحاول استغلال نفوذها بالشكل البعيد جدا عن الحرص على المصلحة الوطنية ، وبذلك يفسح المجال أمام الأعداء او من تتقاطع مصلحته مع مصلحة العراق بالتدخل وفرض أجندات كان من الممكن أن لا تتدخل ، كما هو الحال في قيام السيد رئيس الوزراء بإعطاء الضوء الأخضر للقوات التركية بالدخول الى شمال العراق وملاحقة من أسموهم بالمتمردين ، متناسين إن دخول أي قوات في الأراضي العراقية يعتبر انتهاكا صارخا للقوانين الدولية والمعاهدات والاتفاقيات بين البلدان ، وبذلك يكون السيد المالكي قد جعل مصلحة دولة معينة كتركيا أهم من مصلحة بلده لان التوغل بهذا الشكل ضمن الأراضي العراقية يعطي فرصة للقوات التركية بمهاجمة كل من تعتقد بأنه معارض للحكومة التركية ؟! مع العلم إن هناك الكثير من القرى العراقية التي ليس لها أي علاقة بما يجري سوف تكون في مرمى النيران التركية (( الصديقة )) . فقد أعلن ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي، عن إن من حق الجانب التركي الرد على هجمات حزب العمال الكردستاني . وذكرت مصادر خاصة في رئاسة الوزراء بأن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أعطى ضوءا أخضرا للقيادة التركية في قصف إقليم كردستان . وان مبعوثا سريا لرئيس الوزراء العراقي التقى قبل أيام بقيادات أمنية تركية وأعرب عن موافقة الحكومة العراقية على قصف المناطق الحدودية وإجراء عمليات عسكرية محدودة من أجل تقليص نشاطات حزب العمال الكردستاني المعارض . وقد ذكرت المصادر إن المالكي كشف لبعض المقربين منه بأنه يهدف من إعطاء الضوء الأخضر للجيش التركي بغرض تأديب القيادات الكردية ووضعهم في الزاوية الحرجة من أجل اللجوء الى أساليب أكثر مرونة مع الحكومة و تقديم تنازلات أكبر و سحب بعض المطالب التعجيزية . ويذكر إن قيادات كردية كانت قد اتهمت الحكومة العراقية بعقد صفقات سرية مع الحكومة التركية تجيز لها قصف كردستان و التوغل فيه . فما جرى في شمال العراق لا يتعدى احد الأمرين .. اما أن تكون هناك صفقة سياسية بين السيد المالكي وبين الحكومة التركية الغاية منها كما قالت المصادر هو تأديب القيادات الكردية حتى تكون هناك أوراق ضغط يمكن من خلالها تقليل المطالب الكردية او الضغط على القيادات الكردية في سبيل طلب العون من الحكومة المركزية مقابل بعض التنازلات ، وأيضا كأن يكون تخليص الجانب التركي من خطورة حزب العمال او غير ذلك او إن الموضوع لا يعدوا أن يكون هناك ضعف سياسي من قبل السيد المالكي نتيجة لبعض الضغوطات والمساومات التي تفرضها قوى خارجية ، وبالتالي فان كلا الأمرين لا يليقان بما تقوم به الحكومة العراقية ، لان ذلك يؤثر على طبيعة العلاقات مع دول الجوار كون ما يحدث في شمال العراق يمكن أن يحدث في باقي حدود العراق بالاضافة الى إن هذا العمل يعقد المشهد السياسي اكثر .
https://telegram.me/buratha