في خطبة الجمعة الماضية في الحرم الحسيني لممثل المرجعية السيد الموقر احمد الصافي حفطه الله وسدد خطاه اشار في الخطبة الثانية والتي نشرتها الوكالة مشكورة الى اصحاب الكفاءات ودورهم في المجتمع . وكانت هناك اشارة وعتب على ذي الخبرة ومحاولاته الخجولة في بناء العراق والاشارة لمن هم بالخارج وربطها ايضا بتقصير مؤسسات الدولة ازاء احتضان هذه الخبرات والكفاءات .
الموضوع نكأ جرحا في قلبي خرجت على اثرها نهدة واه من صميم القلب فتأهب العقل الى الكتابة لينفض ما يجول بخاطره . وبماذا ابدأ هل ابدأ بعرض انواع الخبرات في العراق ففي الداخل خبرة كافية لبناء بلدان عدة وليس العراق فقط لو انها استطاعت ام هل اعرج على نظرية المؤامرة لهدم العقل العراقي والتي ساقتها قوى الغرب الينا فسبق سيل الستلايت والموبايل خطط بناء المشاريع وكان هذا امرا مقصودا في توقيت ركود البلد فبدء الكسل ام هل افتح ملفات الفساد التي تنهار امامها اقوى خطة جدوى للنهوض ببلد ام هل اقدم احصائيات عن نسبة المفسدين في دوائر الدولة والتي تتصاغر امام جبروتها اعداد المخلصين ام هل اتصفح صفحات الارهاب التي كتبوها بدماء الابرياء وخاصة اصحاب الشهادات واساتذة الجامعات ام هل اسلط الضوء بان السقوط مضى عليه 8 سنوات كافية لبناء اسطول من ذوي الخبرة من الخريجين ام هل اذكر لكم قصص المهندسين الذين هاجروا قبل سنوات قليلة ليكتسبوا خبرات في بلدان عربية مثل الامارات خلال اشهر ليمسك الشاب عراقي مشروع هندسي كبير هناك بعد سنة من عمله معهم ! ام هل انقل لكم طرق تجميد ادمغة المهندسين في اروقة دوائرنا حيث لا تبقى مجلة ولا لعبة في الموبايل لا يلعبها المهندس حتى ينتهي الدوام ام نلطم الخد على الاخلاق ام هل نشق الصدر على المرحومة المبادىء ام ام ام ...........
كل ما ذكرت تناقشنا فيه مئات المرات هنا وهناك وفي شوارعنا وفي بيوتنا حد اننا صرنا خبراء في كل هذه الجروح ولكن ومن باب ايجاد الحلول وقبلها اود ان تلتمس المرجعية لذوي الخبرات المعذرة فصاحب العلم لايمكن ان يقبل الاهانة واستصغار علمه هذا اذا ما وضعنا سلامته ضمن الضمانات ولدينا شرطي يرتشي ب 10 دولار ليٌقتل العشرات واين في كربلاء !
من واقع تجربة صغيرة دامت 3 سنوات في دوائر العراق ما بعد السقوط استقتلت فيها على ان اكسب الخبرة لكني خرجت باكتساب حرفة الكتابة باسلوب متواضع لكثرة المطالعة في الدائرة !! عشرات الافكار ودراسات الجدوى قدمناها ولا صدى لها وبمرور الوقت صارت دائرة اللصوص تكبر في دائرة معرفتي حتى اصبحت 90 بالمية !! وصار شغلي الشاغل ان لا اتلوث لكن كيف انهم خبراء في رسم بقع الفساد وفعلا وقعّت على امور ندمت بعدها بعدد شعر رأسي فلقد مرروا وباستغفالي مواد مخالفة على انها مواد من الدرجة الاولى وفارق المبالغ في جيوبهم وحتى اكتسبت الخبرة الكافية كانت قد مرت عشرات الحالات واقنعت نفسي بان الله سيغفر لي واني الان صاحبة معرفة جيدة وساحاربهم واقف بوجههم واول موقف رتبوا لي ما يضمن لي السجن مدى الحياة حتى ان مدير النزاهة التي قدم للتحقيق ما ان دخلت نظر الي ومن ثم الى ورقة اتهاماتي وقال ( هاي شوكت لحكت تسوي كل هذا!!! )
في ايام التحقيق تمنيت الموت فيها من كل قلبي فلم اكن مستعدة لان اسجن باطلا ولولا لطف الله ونزاهة المحقق الذي شك بهم وبجملة سقطت سهوا من فاه لص استغليتها بطريقة اثبت بها برائتي وصرت بطلة قومية لايام وتسلمت كتاب شكر وتقدير من الوزير !! وبعدها جائتني كتب وشكر تقدير الارهاب تهديدات مكتوبة وصوتية لم يقم صاحبها الا بالضحك عاليا !! وعندها فقط تركت كل شيء لا خوفا من الموت فلو ضمنوا لي رصاصة في الشارع اسقط فيها على ارض بلدي لافتخرت لكن خشيت قذارة اكبر ووصلت الى حد لا اللوم فيه نفسي ابدا فلقد حاولت لكني لم انجح .
وبناء على تجربتي التي لخصتها في السطور السابقة لا اؤيد مطلقا ان يعمل ذو الخبرة من الخارج مع مؤسساتنا في الداخل سينهار وسنحتاج الى مستشفى امراض عقلية ! هذا على فرض كونه نزيه فلا نستبعد ان يكون خائن ربما ليس لعمله فحسب ربما للبلد كله كل شيء جائز فبلدنا مستهدف وبقوة .
وقبل اعطاء حل ربما يكون ناجح اريد ان اعتذر ممن اجهدهم بقراءة سطوري الطويلة ولن اعتب الا على اثنين على كيبورد لا يتنهي حبره وعلى قلب لا تنتهي اناته فالتمسوا لي العذر .
الحل مشروع عمل به الطاغية صدام وزبانيته لحرق نقود العراق الموقع في صحراء الانبار قرب الرمادي وهو مجمع صناعي لعمل المدافع الفاشلة فكان هذا المصنع محرقة حقيقة لاموال العراق وتابع الى مؤسسة عسكرية هندسية وزيرها المجرم حسين كامل والمجمع عبارة عن مباني سكنية راقية جدا ليس لها مثيل في العراق اضافة الى المصنع وفي الصحراء يتم فيها اسكان مهندسين ذوي خبرة مع عوائلهم ولسنين يقدمون فيها ابحاثهم ويتم تسفيرهم الى دورات خارج العراق لزيادة الخبرة وكان عملهم متطور غير ان تدخلات حسين كامل تفسد كل شيء كما وحسب ما يقول احد مهندسيها الذين تحرروا منها بعد السقوط بان ( البطانة اغلى من الوجه ) في اشارة انهم لو اشتروا المدفع لكان انسب لهم لكن فقط لهدر الاموال بني هذا المصنع الكلام كثير لكن لما لا ناخذ الفكرة .
يتم بناء مشروع كبير كأن يكون صناعي في اطراف مدينة ويتم فيها اسكان الخبرات ويجذب اليه ذوي الخبرة داخل او خارج لا فرق وان كنت افضل ان ياتي اهل الخارج بدراسة الجدوى والعمل التقني لاهل الداخل وان يكون المشروع بعيد عن مؤسسات الدولة من حيث المد المالي ولكن وبينما انا اكتب تقافزت امام ناظري المعوقات اولها اننا لا نملك قوى اقتصادية وجهات تفرض قوتها على روتين الحكومة ما تريد والطاقة الكهربائية لابد ان نبني اولا محطة تكفي المشروع وهذه المعوقات ليست مستحيلة لكن تحتاج اصحاب نفوذ وقوى وحكومة متفهمة . بهكذا مشروع يستطيع صاحب الخبرة الشعور بالامان وان المجمع فيه كل شيء بحيث لا يحتاج الى الخروج الا في الضروريات ويتم اختيار نخبة تصبح قدوة لمشاريع مشابهة اتمنى ان تتحول الاحلام الى حقائق ونحن اذ نشيد بدور خطباء الجمعة في اثارة هكذا مواضيع تحاكي الذات الانسانية للنهوض وتحميلها مسؤولية لتخرجها من حالة اللامبالاة والكسل والفساد , اتمنى ان يستمروا في استنهاض الذوات فنحن نحتاج ذوات نظيفة اكثر من ذوات خبرة !
واختم والكلام موجه الى السيد الصافي حفطه الله في سلبية استشعرتها صدفة وهي لا تتعدى نطاق الحرم الحسيني فهناك توجه حسب ما نقل لي بان تقام لجان خاصة بدراسة القران والاهتمام بالحفظة واقامة دورات وغيرها وهو امر جيد ولكن والعهدة على الراوي بانهم ينتظرون دراسة جدوى من شخص متخصص عراقي في الخارج له خبرة كبيرة في هذا الجانب فاستبشرت خيرا رغم استغرابي بانهم ينتظرون منه الدراسة من سنة مضت وهم منتظرون بدون تحريك ساكن !! والمصيبة التي نزلت على رأسي عندما رايت مسودات الدراسة بين يد سمحت لي بالاطلاع كانت الدراسة تقسم لهم لجان فرعية وتعطي كل لجنة وظيفة وتستمر في التقسيم وبشكل تلقائي بسيط وواضح وجزا الله الكاتب خيرا ولكن هل نعجز عن هكذا عمل بسيط !!!! . كادر الحرم الحسيني يستعين بخبرة الخارج لهذا الامر السهل !!! هل من الصعب على احد ان يعصر محتوى عقله لاعداد لجنة وتقسيم الوظائف .!
ولاني اجد الموضوع ذا صلة طرحته فهناك توجه للعراقي من ثنايا عقله باني لا اعرف شيء واني تعرضت الى مأساة وعقلي صدأ واريد كل شيء جاهز . لا عقولنا لا زالت تعمل ومن المشين ان نستعين الا اذا كانت خطوط مهمة واساسية وليس بهكذا امور نرجو التوجه للمسالة فما خفي كان اعظم فبالصدفة المحضة علمت بالامر ولكم ان تفتشو ا عن امور مشابهة فخدمة الحسين يجب ان يكونوا اكثر جدية نحن شيعة امير المؤمنين ع اولى بالاصلاح واولى ان نكون قدوة للعالم لاننا وفقط لاننا شيعة امير المؤمنين ع
اريد ان تعلم المرجعية امرا ربما ليس خفيا عليها اغلب المهاجرين اصحاب الشهادات يتمنون الرجوع ليس من باب خدمة الوطن وان كان هذا ضمن اهدافهم ولكن لانهم يعيشون الذلة مهما ارتفعت مكانتهم ذلك التقصير لمن يحبون خدمتهم شعورهم مؤلم حتما كما ان صاحب الشهادة في الداخل لا يعلم ما يفعل فمنهم ضاع مع موجه الفساد وبعضهم يعيش الذهول ولكن في كل الحالات العقول تفكر لكن ينقصنا الدعم وقبلها السداد من الله .
هذا ونسال الله التوفيق والسداد للجميع
المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha