حكمت مهدي جبار
دخل السيد معاون مدير المدرسة الى الصف مقتحما وداعة الطلبة ولعبهم البريء الطافح بالزهو وعشق الحياة.دخل على طريقة المداهمات الأمنية وأقتحام ألأماكن المحظورة.رأى مجموعة من طلبة الصف وهم يرسمون موضوعا معينا بألأقلام والأصباغ .فأنتزع منهم الورقة وقذفها بعيدا قائلا:- ما هذه (الشخابيط) وما أنتم فالون؟ (ياولو هذي السوالف متفيدكم .اذا شفتكم مرة أخرى متجمعين وترسمون أطيح حظكم)!! أرتعب الطلبة وبدأ كل واحد منهم يتلمض كما القط شاعرا بالذنب الكبير.وقالوا للسيد المعاون ( أستاذ بعد ما نسويها)..وفي صف آخر ويوم آخر قام أحد المدرسين بـ (ألقاء القبض ) على طالب (متلبس بجريمة) رسم تخطيط لموضوع كان رائعا جدا.فأقتيد الطالب الى ألأدارة تحت وطأة التهديد والوعيد بما سوف يلاقيه من عقاب جرا ء جريمة(لوحته الورقية البريئة) .فنال مانال من توبيخ والفاظ قاسية. قام مدرس التربية الفنية في المدرسة بألتقاط تلك (اللوحتين الورقيتين)..ومرت أيام قلائل ليقيم معرضا فنيا مدرسيا وقد قام بأعادة ترتيب الورقتين ووضع لهما أطارات وعرضهما في المعرض المدرسي.نالت اللوحتين أعجاب الزائرين وبعض من أعضاء الهيئة التدريسية.ولما طلب من اولئك الطلبة في أن يستمروا في هذا النشاط رفضوا لأنهم يخافون عقاب البعض.هكذا يتعرض الطالب الى سوء فهم مشاعره وأحاسيسه وما يكنه من قدرات تعبيرية من قبل البعض من (التربويين) فتقمع موهبته ويشعر بفقدان الثقة بنفسه.وهكذا لازالت مثل تلك الحالات وغيرها كثير تعيش كما تعيش (فايروسات) التخلف في الجسم التربوي الذي لازال يأن من أمراض مزمنة.أذ أننا لازلنا نعاني من وجود (متخلفين) في مؤسساتنا التربوية.جاؤا الى المدارس (قديما أو حديثا) بعقلية القسر والتسلط والقمع وأعتقال المواهب والأبتكارات وألأبداعات.معتبرين ان تلك ما هي الا (كلاوات وشخابيط) لا تمت بالعملية التربوية والتعليمية بصلة.أيها الزملاء من بعض أدرات المدارس ,راعوا مشاعر الطلبة وتعاملوا معهم كبشر لايختلفون عنكم بشيء سوى عامل العمر.ونحن لاندعوا للمثالية في العمل التربوي,أذ أن مدراسنا لاتخلوا من المشاكسين والمشاغبين والكسالى والأتكاليين من أبنائنا.وصحيح أن البعض ينطلق من حرصه على الحفاظ على سير العملية التربوية وتحقيق نتائج مرضية.ولكن بألأمكان أن يتعامل اولئك (التربويون) مع تلك الحالات بأعتبارها (مواهب) يمكن ممارستها في وقت ومكان آخر.أو توكل الى مدرس التربية الفنية أو مدرس آخر.أن المدرسة النموذجية ألآن هي ليست مجرد مكان يلم فيه الطالب بأطراف من المعرفة والعلم فقط,ولكنها مكاناً يتزود فيه الطلبة بطرائق الحياة لاسيما الحياة المعاصرة بأشكالها وصورها ومهارتها وأبداعاتها وأبتكارتها.وهي أيضا فوق كل ذلك مكانا لأكتشاف الموهوبين.وليس معتقلا لقمع الأبداعات والمواهب.لذلك ففي رأينا كمشتغلين بالمجال التربوي فأن من أهم مميزات المدرسة الحديثة في هذا الزمن السريع التطور هو أن تكون مكانا تتوفر فيه الفرص الأبداعية للطالب والتلميذ.وأن تكون كأرض خصبة لزرعة الثقة بنفسه ,من خلال تهيئة المستلزمات المعنوية والمادية.أننا نرى أن من أهم واجبات المدرسة مديرا ومعاونين ومرشدين تربويين وهيئة تدريسية فيما يخص الموهوبين هو أن تقوم بما يلي:-1 - تقوية العلاقات بين الموهوبين من خلال الأكثار من أقامة المعارض المدرسية2 - تعليق صور الموهوبين في لوحات الشرف المدرسي .3 - أشراكهم في اللجان الاجتماعية المدرسية.4 - تهيء لهم المستلزمات والمواد5 - أهتمام مدرسي التربية الفنية بالموهوبين والتنسيق مع ادارة المدرسة وبالطرق التربوية الصحيحة .نتمنى أن تعاد تلك الفعاليات الرائعة التي لاأدري هل نحن الذين غادرناها أم هي هي التي هربت منا ؟وهل أن البعض من المعلمين والمدرسين ومديرو بعض المدارس وحتى البعض من المشرفين والاداريين يخشون المواهب ,أم يعتبروها أشياءً تافهة (تفسد ألأجيال) ؟؟؟
https://telegram.me/buratha