عبد الكريم ابراهيم
تعد الفرق الشعبية احدى منافذ توريد الطاقات الشابة الى المنتخبات الوطنية في جميع الالعاب الرياضية ولاسيما كرة القدم اللعبة الشعبية الاولى عالميا . في الفترات السابقة شهدت بوصلة الفرق الشعبية تحركا كبيرا لدرجة لاتكاد مدينة او قضاء اوقصبة او قرية الا ولديها فريق خاص بها يمارس فيه اعضاؤه هوايتهم كل حسب قدرته وملابسه الرياضية التي تصل في بعض الاحيان الى اللعب حفاة الاقدام ،لان الغاية تبرر الوسيلة كما يقال . في زمن سنوات العجاف التي مر بها العراق في ثمانينيات وتسعينيات وبداية الالفية الجديدة ، بدأ افول الفرق الشعبية يلوح في الافق ،ماخلا بعض الهواة الذين يمارسون كرة القدم وقت فراغهم . اسباب كثرة وراء هذا التراجع منها : قلة الملاعب والساحات الترابية التي تحولت الى اماكن بعيدة عن الهدف الذي جاءت من اجله ولعل التجاوز بفعل ازمة السكن هو الذي يدفع البعض الى هذا السلوك ، وهدايا النظام البائد الى شيوخ بعض العشائر التي اكلت ما تبقى من ساحات ترابية لاسيما بمدينة الصدر ، المنجم الاولى في انتاج الابطال على جميع الصعد وعلى رأسها كرة القدم فضلا عن الركض وراء لقمة العيش وعدم الاستقرار لدى اغلب هؤلاء الهواة والوضع اللامني وغيرها من الاسباب التي جعلت العزوف عن ممارسة لعبة كرة القدم هو ديدن الكثير من الشباب ،وبالتالي كل هذه الاسباب مجتمعة ادت الى اضمحلال الفرق الشعبية عن ذي قبل وفقدان بريقها اللامع . بطولة عزيز العراق جاءت لتجدد الروح الى الفرق الشعبية بعد ان خبت ،وجمع اكبر عدد ممكن منها في مختلف المحافظات حتى وصل العدد الى اكثر من خمسة الاف فريق شعبي ،ما يعني ان هذه البطولة الكروية تعد الاكبر عالميا ما يؤهلها لدخول موسوعة غينيس للارقام القياسية . بعيدا عن السعي لدخول هذه الموسوعة العالمية ،فان بطولة عزيز العراق اعادت الحياة للفرق الشعبية عبر بطولة جامعة لها ،وهو انجاز ينم عن جهد موسع ومدروس جاء بنتائج آنية ومستقبلية ،وكشفت البطولة عن مواهب يمكن ان تكون نواة للمنتخبات الوطنية لاسيما انها حظت باهتمام اتحاد الكرة والسعي لدعمها معنويا وتوفير سبل النجاح لها . بطولة عزيز العراق خلا ل السنوات الثلاث الماضية اثبتت نجاحها وفعاليتها ،لان جمع هذه الكم من الفرق الشعبية بحد ذاته انجاز يصعب تحقيقه في مثل هذه الظروف فضلا عن تصاعد وتيرها سنة بعد اخرى ، هو دليل على ان تسير على الطريق الصحيح وتشهد تحسنا في الادارة والتنظيم ،ما يخلق جوا من التفاؤل في تحقيق غاية اخرى ليست صعبة على من بدأ مثل هذا المشروع في التوسع بها كي تكون بطولة تأخذ بعدها الاقليمي والعالمي ،وهو ليس بعصي على القائمين عليه .
https://telegram.me/buratha