المقالات

اين الوطن واين المواطن؟

833 22:25:00 2011-10-31

احمد عبد الرحمن

هناك حقيقة لايمكن بأي حال من الاحوال تجاهلها او القفز عليها اذا اريد لهذا البلد ان ينهض مجددا من كبواته واخفاقاته، واذا اريد لابناء هذا البلد ان يعيشوا بعزة وكرامة وامن وامان بعيدا عن الحروب العبثية والصراعات العقيمة، والسياسات الهوجاء.هذه الحقيقة، التي طالما تحدثنا عنها واكدنا عليها، هي تقديم المصالح الوطنية العامة، على مصالحنا الفئوية والحزبية الخاصة.ما تشهده الساحة السياسية العراقية من مماحكات ومناكفات وتقاطعات سياسية حادة في هذا الوقت بالذات يبعث على الكثير من الاسف والاسى والاحباط والاستياء.صحيح ان واحدا من ابرز مظاهر الديمقراطية هو اختلاف الرؤى والمواقف والتوجهات تحت قبة البرلمان وعبر وسائل الاعلام وفي داخل الجهاز التنفيذي (الحكومة). ولكن لابد ان يكون لذلك الاختلاف من حدود وسقف، اذ من غير المنطقي ولا المقبول ان يكون مفتوح على كل الاتجاهات والمستويات، لان ذلك من شأنه ان يفضي الى الفوضى، وهذه الاخيرة تعني الذهاب الى اسوأ الخيارات، وكل ذلك ينعكس على عموم الناس، بعد ان تتحول مؤسسات الدولة وسلطاتها منابر وميادين للصراع وتصفية الحسابات بين الفرقاء السياسيين، بدلا من ان تكون ادوات لتقديم الخدمة لابناء الشعب، واصلاح الواقع السيء والتقدم الى الامام.هل يمكن ان ينظر المواطن العراقي بأرتياح الى معطيات المشهد السياسي، وهو يعاني الحرمان في الجوانب الحياتية المهمة، ويترقب من المعنيين بزمام الامور ان ينتشلوه من الواقع السيء الذي يرزح تحت وطئته امنيا وخدماتيا.في اكثر من مناسبة قال عقلاء البلد بناء الثقة بين الشركاء السياسيين هو المدخل الاساسي للاصلاح والتغيير، لانه يؤسس لشراكة وطنية حقيقية، وهذه الاخيرة من شأنها ان توصد كل الابواب والمنافذ امام الارهاب، أي بعبارة تمهد السبيل لاستقرار امني لابد منه، واذا تحقق هذا الاستقرار فهو سيؤدي تلقائيا الى ازدهار اقتصادي بالمعنى الواسع.بأختصار نقول ان بقاء الوضع السياسي مرتبكا ومضطربا وحافلا بالخلافات والتقاطعات والصراعات الضيقة، سيكون عائقا امام أي تحول وانتقال الى ظروف واوضاع امنية وحياتية واقتصادية لهذا البلد وابنائه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك