جمعة العطواني
طلت علينا السيدة مريم الريس ومن على قناة ( الحرة عراق) ليلة 1/11/2011م لتنهال بسيل من (الشكر) و(الامتنان) و(التقدير) و(العرفان) للجيش الامريكي ( الصديق )، واكثر منه الى الرئيس الامريكي السابق ( بوش الابن ) الذي لولاه _حسب تعبيرها _ لما استطاع ( احد) ان يحرر العراق من نظام البعث.انها رسالة للسيد المالكي التي هي مستشارة في مكتبه و الى حزب الدعوة وسائر القوى الاسلامية والوطنية التي قارعت النظام المقبور، وقدمت تضحيات جسام لاتستطيع السيدة مريم احصاءها باي حال من الاحوال ، اقول هذه الرسالة مفادها انكم ياقادة العراق الجدد يامن تحملون تاريخا مشرقا بدمائه وعذاباته ، يامن وضعتم في مقابر جماعية ، يامن( تانفلتم وتحلبجتم ) ، ان كلامكم عن اسقاط النظام كان هذيان واضاعة وقت ليس الا ، لانكم لم ولن تستطيعوا ان تسقطوا نظام البعث ، ولولا امريكا وبوش (الابن) لبقي العراق يرزح تحت ظلم البعث، ولبقيتم في عواصم الدنيا تعتاشون على موائدها.اذا بناءا على حديث السيدة الريس عليكم ياقادة العراق ان تعترفوا بعجزكم عن الاطاحة بنظام صدام.! لقد علمت السيدة مريم الريس شيئا وغابت عنها اشياء ، فالذي علمته انها فتحت عينها على عالم السياسة فوجدت اساطيل من الجيوش تغزوا العراق من اجل ( تحريره ) من براثن البعث الصدامي ،لكن الذي غاب عنها انها لم تعلم ان العراق بقواه المعارضة الاسلامية والوطنية كاد ان يقطف ثمار جهاده وجهوده ودمائه ابان الانتفاضة الشعبانية، بعد ان نجحت هذه القوى في تحرير اكثر من اربع عشرة محافظة لولا التدخل السافر من قبل الادارة الامريكية بقيادة بوش الاب ( والد المشكور)، والذي اقل ما يقال عنه انه موقف ( لا اخلاقي ) ،في واحدة من اكثر المواقف غدرا بالشعب العراقي، من خلال الاتفاق في خيمة صفوان مع البعث الصدامي واعطاء الضوء الاخضر لصدام بابادة الشعب العراقي امام (مراى) و(مسمع) و((دعم الجيش الامريكي) ( المشكور)) وكان من نتيجة ذلك ان قدم الشعب العراقي مئات الالاف من شبابه ورجالاته وعلمائه .ثم جاءت مرحلة الحصار الجائر الذي فرض على الشعب العراقي ( دون النظام )، والتي اعطت امريكا والغرب لنظام البعث الفرصة لتجويع هذا الشعب الكريم تحت مظلة الحصار ، اذ ان الطاغية صدام امر بقتل عشرات الاطفال يوميا واقامة تشييع جماعي لهم تحت حجة الحصار من اجل ان يتاجر بالعراق ونظامه ، في الوقت الذي استمر راس النظام ببناء القصور الفارهة وكان يسميها بقصور ( الشعب ) نكاية بالشعب العراقي الابي الذي انتفض بوجهه .لوكانت امريكا تمتلك قيم انسانية وتبحث عن مصلحة الشعب العراقي لاتاحة الفرصة للشعب ان يكلل جهاده في عام 1991م ، بل كان بامكان امريكا ان تقدم الدعم اللوجستي وتعمل حظر جوي في محافظات الجنوب كما عملت ذلك في اقليم كردستان ، لكن التنسيق الامريكي مع بعض دول المنطقة وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية وكما يذكر ذلك السيد حسنين هيكل في كتابه (حرب الخليج )جعل امريكا هي الاخرى تتعاطى بطائفية مع ابناء المقابر الجماعية .اتصور ان السيدة مريم الريس لم تكن في ذلك الوقت تعيش اجواء سياسية او على اقل تقدير لم تكن معنية بالشان السياسي ،لذا هي نسيت ذلك كله ولم تتعلق في ذهنها الا صورة الجندي الامريكي وهو يلف تمثال الطاغية بعلم امريكا الغازية .كان على السيدة الريس وهي تشكر الرئيس بوش الابن ان تتذكر خطابه التاريخي الذي عبر عن غزوه للعراق بانه حرب( صليبية) !، كنت اتمنى على السيدة الريس وهي تشكر الرئيس بوش، بانه هو وراء دخول تنظيمات القاعدة لتصفية حساباته معها، كما اكد هو ذلك في احدى خطاباته! وبالنتيجة قدم العراق عشرات الالاف على منحر الاحتقان الطائفي الذي اشعل اواره تنظيم القاعدة امام( مراى) و(مسمع) و(رضا كامل) من ادارة بوش الذي لولاه لما حصل قي العراق هذا القتل وسفك الدماء .كان على السيدة المحترمة ان تتذكر كذبة بوش على العالم بان سبب غزوه للعراق كونه يمتلك اسلحة دمار شامل .!كنا نتمنى عليها ان تتذكر القوى الاسلامية التي قدمت شهداءها لتصبح هي مستشارة عند احدى قياداتها، وهذه القوى هي التي ارهقت نظام البعث الى الدرجة التي جعلت الادارة الامريكية تتدخل بصورة مباشرة لتفويت الفرصة على الخيرين .كنا نتمنى على السيدة الكريمة وهي تستحضر لحظات الانسحاب ان تستحضر المآسي التي جناها العراق من الغزو الامريكي ، وكنا نتمنى عليها ان تقول ان هذا الغزو غير قانوني وهي( حاصلة على شهادة اولية بالقانون)، على اعتبار ان امريكا تفردت بقرار الغزو وهذا يتنافى مع ابسط القوانين الدولية.لا اتصور ان يشرف احدا بما فيهم السيدة مريم ان تشكر دولة اعلنت عن نفسها انها دولة محتلة ! هل نعرف ماذا يعني ( دولة محتلة )؟ بالتاكيد يعني انتهاك السيادة والكرامة والاستقلال.وبعد تسع سنوات من الاحتلال وقتل المئات من العراقيين في النجف والفلوجة وميسان والبصرة وواسط وديالى وكربلاء وسائر المحافظات المنكوبة بايادي الجيش الامريكي ناتي لنشكر هذا الجيش القاتل ؟اتمنى على السيد المالكي ان يختار مستشاريه عن ادراك وبينة وهو ابن الدعوة وابن المقابر الجماعية،وعلى اقل تقدير ان يطعمهم باولئك الرجال والنساء الذين تلوت على ظهورهم سياط الجلادين ليقولوا للمحتل اخرج لامرحبا بك ولا سهلا
https://telegram.me/buratha