سعد البصري
لازالت المدينة التي يعتبرها الجميع من أهم مناطق العراق تأثيرا وتأثرا بمجمل الأحداث تعاني وتستغيث . تلك المدينة التي تمارس الدوائر والمؤسسات الحكومية عملها بفضل موظفين هم من سكان هذه المدينة ، بالاضافة الى إن اغلب ما يقام من مشاريع واستثمارات في بغداد فان اغلب الأيادي العاملة تكون من تلك المدينة .هذه المدينة التي شهدت ــ تقريبا ــ اعلى معدلات في كل شيء .. فمعدلات البطالة هي صاحبة الرقم الأول بها وهي أيضا صاحبة المرتبة الأولى في معدلات الفقر واليتم والترمل ؟! ،ولكنها أيضا صاحبة اعلى رقم في معدلات رفد الدولة العراقية بالكفاءات والنوعيات الفذة من الرجال والعلماء والأبطال والمفكرين والمثقفين والرياضيين .إذن فهي قلب العراق إذا ما فرضنا إن مدينة بغداد هي قلب العراق ، فالمدينة التي أتكلم عنها هي قلب بغداد فتكون المحصلة بذلك إن هذه المدينة هي قلب العراق بلا منازع .أنها ( مدينة الصدر ) او ( مدينة الثورة ) كما يحلوا للبعض أن يسميها . فلازالت هذه المدينة للأسف الشديد لم تجد من العناية والاهتمام ما كانت تصبوا إليه بعد سقوط الصنم البعثي بحيث إن ما كان يثار حول أهمية هذه المدينة وضرورة تقديم كل ما يسهم في تطورها وإعادة بناءها بالشكل العصري والمتقدم قد ذهب أدراج الرياح حتى إن الأموال التي كانت معدة ومرصودة لتجديد هيكلية هذه المدينة لا احد يعلم أين ذهبت وفي أي ( جيب ) استقرت ؟؟ وها هي المدينة تبقى على حالها ولا يوجد أي نوع من الاهتمام بها سوى ( والحق يقال ) كثرة تجديد الأرصفة للشوارع ، بحيث إن عدد المرات التي تم فيها تبديل أرصفة الشوارع فاق عدد دورات كرة القدم في ( الخليج العربي ) ..؟؟!! وليس هذه المدينة وحدها من تعاني الإهمال او إن الأموال التي خصصت لها ( راحت ما ادري وين ) بل إن مدينة ( الشعلة ) هي الأخرى تشاطر مدينة الصدر بالموضوع. وهي أيضا لا تقل شانا عن مدينة الصدر . فقد كشفت لجنة النزاهة النيابية ، عن أن الأموال التي خصصت لأعمار مدينتي الشعلة والصدر عام 2008 والبالغة 150 مليون دولار صرفت بغير الأوجه المخصصة لها، فيما تم فقدان جزء من المبلغ . وكانت الحكومة العراقية قد قررت عام 2008 عقب الأحداث الأمنية التي شهدتها مدينتي الصدر والشعلة تخصيص مبلغ 100 مليون دولار لأعمار مدينة الصدر، و50 مليون دولار لإعمار مدينة الشعلة . وتقول مصادر في لجنة النزاهة إن تأهيل المناطق في العاصمة بغداد ومنها مدينتي الصدر والشعلة لم يتجاوز 20 في المائة بينما تتحدث تقارير حكومية غير دقيقة عن انجاز 70 في المائة . وان جزءا كبيرا من المبالغ المالية المخصصة لإعمار المدينتين اختفى، وان الملف تم تحويله الى هيئة النزاهة للتحقيق به ومعرفة الجهات المتورطة والمبالغ المالية المفقودة . أي بات حاله بذلك حال الـ( 17 ) مليار التي اختفت أبان فترة الحاكم المدني للعراق ( بريمر ) .وتعد هذه المشكلة من المشاكل الكبيرة التي تمر بها الحكومة العراقية في الوقت الذي يسعى فيه السيد رئيس الوزراء الى تجميل صورته أمام ناخبيه ولكن وكما يقولون ( تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ) . وأنا هنا اسأل واستوضح عن النتائج .. ومتى سيتم المباشرة في المشروع .. أم إن قيمة ما تبقى من أموال لا تسمح بإكمال المشروع ؟؟ ثم أين ذهبت باقي الأموال ؟؟ وأين هم المسؤولون عنها من قبضة المسائلة والعدالة ؟.فالذي اعتقده إن الأمر إذا ما لم يتم إكماله بالشكل الصحيح فان الجماهير التي خرجت على نظام البعث المقبور وأعطت وضحت بالكثير مستعدة مرة أخرى لتعيد الكرة من جديد . (فإذا الشعب يوما أراد الحياة .. فلابد أن يستجيب القدر ).
https://telegram.me/buratha