الكاتب ..عمران الواسطي
لقد بات الاهتمام بالملتقى الثقافي الذي يعقده سماحة السيد عمار الحكيم عصر كل أربعاء علامة فارقة في ما تتناوله الفضائيات العراقية ، وحتى بعض العربية منها حول ما يطرح خلال هذا الملتقى لما للسيد الحكيم من رؤية واضحة وثاقبة تجاه قراءة الأحداث في الشارع السياسي المحلي او العربي او الإقليمي . وهو بذلك يعطي صورة واقعية وتحليلية مقنعة عن ما يجري من أحداث ومن هنا فان الاهتمام بالملتقى الثقافي لا يشمل جهة دون غيرها او شريحة من الناس دون أخرى فهو ( أي السيد الحكيم ) يسعى الى إيجاد مشتركات بين كل العراقيين لتكون مادة لهذا الملتقى ، بحيث إن اغلب المواضيع إذا لم نقل جميعها تهم كل شرائح المجتمع العراقي . فهو يتكلم عن السياسة وعن الاقتصاد وعن الأمن والصحة والفن والرياضة وكل ما له تأثيرا في المجتمع العراقي ويحاول من خلال هذه الطروحات أن يوصل المهتمين الى مرحلة يمكنهم من خلالها أن يميزوا بين ما ينفعهم وما يضرهم بالاضافة الى انه دائما ما يشدد على ضرورة احترام الكتل السياسية لبعضها وعدم الإدلاء بأي تصريحات من قبل بعض أعضاء هذه الكتل تؤدي الى تشنج الوضع وزيادة الإرباكات . بل ودائما ما يؤكد على أهمية أن تكون الحكومة قوية وتنهض بمسؤولياتها في خدمة أبناء العراق كون هذه الحكومة قد وعدت بأنها ستكون في خدمة مصلحة الشعب والوطن . وفي قراءته للوضع العراقي خلال هذه الفترة التي يقبل فيها العراق على مرحلة مهمة هي انسحاب القوات الأمريكية نهاية هذا العام يقول السيد عمار الحكيم خلال الملتقى الثقافي في قراءة واقعية للأمر " أعلن الرئيس اوباما عن انسحاب كامل بنهاية هذا العام، أنها خطوة في الاتجاه الصحيح وتعد التزاما من الولايات المتحدة الأمريكية بالاتفاقية المبرمة مع العراق في هذا الخصوص ، وهناك الكثير من التحليلات والتوقعات بخصوص آثار الانسحاب الامريكي من العراق ونحن نعتقد إن مستقبل العراق مرهون بالعراقيين أنفسهم ،فمتى ما كان السياسيون موحدين ومتكاتفين ومتراصين ومتوحدين في رؤيتهم تجاه المشروع الوطني والقضايا الأساسية والسيادية في الوطن كنا في خير وكان العراق الى خير، ومع استمرار المزايدات والتسقيط السياسي وكسر البعض للآخر والاحتقان في الشارع فسيبقى الاستقرار منقوصا سواء كانت الجيوش الأمريكية حاضرة على الأراضي العراقية او غادرت العراق، ولذلك علينا أن نركز على المشروع الوطني في العراق، ونوحد رؤيتنا تجاه المشروع ونتأكد من إن هذا المشروع يضمن حقوق جميع العراقيين ويطمئن العراقيين بجميع انتماءاتهم في هذا النسيج . ولكن العراق سيبقى محتاجا وتواقا لبناء علاقات التحالف والصداقة مع الدول الإقليمية ومع المجتمع الدولي تحقيقا لمصالحه ومصالح شعبه وليطور إمكاناته الاقتصادية والعلمية والتكنولوجية والأمنية وليعزز دوره السياسي في الواقع الإقليمي وفي الواقع الدولي ولا يمكن للعراق أن يستغني عن هذه العلاقات مع دول المنطقة والعالم ولكن يجب أن تبنى هذه العلاقة على أساس احترام السيادة العراقية وعلى أساس المصالح المشتركة بين العراق وبين هذه البلدان وعلى أساس الندية بين العراق وبين الآخرين في مثل هذه العلاقات . . إن المرحلة الحساسة التي يمر بها العراق في هذه الأشهر وهو يستعد لخروج كامل للقوات الأمريكية من العراق تجعلنا أمام مسؤوليات تاريخية في التهدئة السياسية وفي التفاهمات الجادة والحوار البناء على نوايا صادقة يجلس من خلالها الجميع على طاولة الحوار ويتفاهموا على مصالح بلادهم ويغلبوا المصالح العامة على أية مصلحة فئوية او حزبية لهذا الطرف او ذاك ، إن هذا الأمر هو السر الذي من خلاله يمكن أن نحقق استتبابا للأمن واستقرارا سياسيا في البلاد وازدهارا اقتصاديا يحقق الرفاه لأبناء شعبنا العراقي ، ولابد من الاعتماد على النفس والاستفادة من الطاقات الوطنية الهائلة التي يتمتع بها أبناء الشعب في بناء العراق ولا يمكن أن نبقى معتمدين على دول أجنبية في إدارة شؤوننا الداخلية ، العراقيون هم الأقدر على توحيد أنفسهم وهم الأقدر على بناء وطنهم وتحقيق الأمن والاستقرار في بلادهم ، ولكن ذلك لا يتم إلا من خلال التفاهم والتشاور والتهدئة والتقارب بين جميع الأطراف العراقية .إن الجلوس على طاولة الحوار حوار الشجعان الوطنيين الحريصين على العراق وعلى شعب العراق ، على أمنه واستقراره وازدهاره وانطلاقه وتحقيق طموحات العراقيين جميعا ، إن ذلك يعد ضرورة ملحة لامناص عنها ولابد لنا أن نتفهم هذا الأمر وان نفي بالتزاماتنا في هذه المرحلة التاريخية في بناء العراق الجديد ، لنخرج من هذه المرحلة بأقل الخسائر وأعظم الأرباح لصالح الشعب العراقي ومشروعه الوطني ".
https://telegram.me/buratha