حامد الحامدي كاتب وإعلامي عراقي
بعد التسارع الكبير بالأحداث في العراق ، وسقوط اعتى دكتاتورية ربما شهدتها المنطقة والعالم العربي ، في نيسان من العام 2003 ، دخل العراق في مرحلة جديدة من عمليته السياسية وبإطار جديد لبناء دولة ديمقراطية الغاية منها تصحيح المسارات الفاسدة والغير منضبطة التي كانت موجودة في زمن النظام البائد.وبذلك بدأت التجارب الديمقراطية في العراق بشكل متعاقب وراح الشعب العراقي يبحث عن من يمثله في الحكومة العراقية بشكل حر وبدون ضغوطات ، وفي المقابل راحت القوائم السياسية والكتل النيابية تبحث عما يقويها داخل البرلمان العراقي بغية الحصول على اكبر عدد من المقاعد والحصص الحكومية والامتيازات .وهنا بدأت هذه الكتل بالبحث عن ( تحالفات ) مع الكتل الأخرى التي ترتبط معها ربما بروابط تختلف عن غيرها مثل القومية والدين والمذهب وحتى المصلحة الشخصية وغير ذلك من القواسم المشتركة بحيث بات موضوع التحالفات هو الهم الأكبر لأي كتلة نيابية تريد أن تحصل على ما تريد ، وراحت هذه الكتل في سبيل الحصول على تحالفات تعطي الوعود وتعقد الاتفاقات والصفقات لكي تكون ضمانات في حالة تنصل جهة معينة عن وعودها التي أطلقتها .وما يجري الان في الساحة السياسية العراقية من إرباكات وتشنجات وتداعيات بين بعض الكتل السياسية وخصوصا بين كتلة ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء السيد نوري المالكي وبين باقي الكتل السياسية هو نوع من أنواع تفكك هذه التحالفات ، إذ إن اغلب الكتل السياسية تتهم السيد رئيس الوزراء بعدم الإيفاء بالتزاماته تجاه من تحالف معهم ليحصل على منصب رئيس الحكومة وان هذا التنصل او الهروب من تحقيق الاتفاقات سوف يجر العراق الى سلسلة كبيرة من الأزمات والتهديدات من قبل بعض هذه الكتل السياسية التي تحاول الضغط بأي شكل من الأشكال للحصول على ما وعدت به من قبل السيد المالكي ، الأمر الذي زاد المشهد العراقي تعقيدا وضيق النطاق على السيد المالكي بحيث إن اغلب هؤلاء الحلفاء هم اليوم يطالبون السيد رئيس الوزراء أن يفي بالتزاماته ، وإلا فان التحالفات مهددة بالانهيار مما يسبب ربما كارثة حكومية قد لا يحمد عقباها .فما أريد أن أصل إليه إن التحالفات إذا ما كانت مبنية على أسس صحيحة ومدروسة ووطنية ، وهذا أهم جزء في إطار تكوين التحالفات وبالتالي نجاحها ، وإلا فان تشكيل تحالفات مصلحية ومحاصصاتية ومنفعية لا تخدم بأي حال من الأحوال المصلحة الوطنية ومن ثم فهي معرضة في كل لحظة للانهيار والتفكك ، وهذا هو الحال الان في ما قام به السيد المالكي من تحالفات التي بدأت تنهار وتتفكك بشكل مستمر ومتسارع ، الأمر الذي لم يجعل للسيد المالكي اي مجال لإقامة تحالفات جديدة .
https://telegram.me/buratha