المقالات

من بقى من الحلفاء؟؟

849 19:58:00 2011-11-01

حامد الحامدي كاتب وإعلامي عراقي

بعد التسارع الكبير بالأحداث في العراق ، وسقوط اعتى دكتاتورية ربما شهدتها المنطقة والعالم العربي ، في نيسان من العام 2003 ، دخل العراق في مرحلة جديدة من عمليته السياسية وبإطار جديد لبناء دولة ديمقراطية الغاية منها تصحيح المسارات الفاسدة والغير منضبطة التي كانت موجودة في زمن النظام البائد.وبذلك بدأت التجارب الديمقراطية في العراق بشكل متعاقب وراح الشعب العراقي يبحث عن من يمثله في الحكومة العراقية بشكل حر وبدون ضغوطات ، وفي المقابل راحت القوائم السياسية والكتل النيابية تبحث عما يقويها داخل البرلمان العراقي بغية الحصول على اكبر عدد من المقاعد والحصص الحكومية والامتيازات .وهنا بدأت هذه الكتل بالبحث عن ( تحالفات ) مع الكتل الأخرى التي ترتبط معها ربما بروابط تختلف عن غيرها مثل القومية والدين والمذهب وحتى المصلحة الشخصية وغير ذلك من القواسم المشتركة بحيث بات موضوع التحالفات هو الهم الأكبر لأي كتلة نيابية تريد أن تحصل على ما تريد ، وراحت هذه الكتل في سبيل الحصول على تحالفات تعطي الوعود وتعقد الاتفاقات والصفقات لكي تكون ضمانات في حالة تنصل جهة معينة عن وعودها التي أطلقتها .وما يجري الان في الساحة السياسية العراقية من إرباكات وتشنجات وتداعيات بين بعض الكتل السياسية وخصوصا بين كتلة ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء السيد نوري المالكي وبين باقي الكتل السياسية هو نوع من أنواع تفكك هذه التحالفات ، إذ إن اغلب الكتل السياسية تتهم السيد رئيس الوزراء بعدم الإيفاء بالتزاماته تجاه من تحالف معهم ليحصل على منصب رئيس الحكومة وان هذا التنصل او الهروب من تحقيق الاتفاقات سوف يجر العراق الى سلسلة كبيرة من الأزمات والتهديدات من قبل بعض هذه الكتل السياسية التي تحاول الضغط بأي شكل من الأشكال للحصول على ما وعدت به من قبل السيد المالكي ، الأمر الذي زاد المشهد العراقي تعقيدا وضيق النطاق على السيد المالكي بحيث إن اغلب هؤلاء الحلفاء هم اليوم يطالبون السيد رئيس الوزراء أن يفي بالتزاماته ، وإلا فان التحالفات مهددة بالانهيار مما يسبب ربما كارثة حكومية قد لا يحمد عقباها .فما أريد أن أصل إليه إن التحالفات إذا ما كانت مبنية على أسس صحيحة ومدروسة ووطنية ، وهذا أهم جزء في إطار تكوين التحالفات وبالتالي نجاحها ، وإلا فان تشكيل تحالفات مصلحية ومحاصصاتية ومنفعية لا تخدم بأي حال من الأحوال المصلحة الوطنية ومن ثم فهي معرضة في كل لحظة للانهيار والتفكك ، وهذا هو الحال الان في ما قام به السيد المالكي من تحالفات التي بدأت تنهار وتتفكك بشكل مستمر ومتسارع ، الأمر الذي لم يجعل للسيد المالكي اي مجال لإقامة تحالفات جديدة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك