بقلم .. رضا السيد
بشكل مباشر وبدون ( لف او دوران ) فان ما موجود بالحكومة العراقية الان صنفان من الشخصيات ، فهناك من يريد أن يصبح سياسيا وبأي شكل او طريقة ، ولكن الأمر خارج عن إرادته .فمنذ فترة طويلة لم نشهد بروز أي سياسي مهني على المستوى العراقي سوى بعض الشخصيات التي حاولت إخراج العراق من المآزق الذي ادخله البعض بها ، ومن ثم سعت تلك الشخصيات على قدر ما تستطيع في أن توفر المناخ المناسب لنجاح العملية السياسية في العراق ، ولكن الظروف كانت اقوي منهم ؟؟! فبعض المبادرات التي قاموا بها سجلت لغيرهم او لم يتم الاستفادة منها بالشكل المطلوب والصحيح والبعض الأخر مما قامت به هذه الشخصيات تم استغلاله من بعض القوى السياسية الأخرى بما يخدم مصالحها الشخصية او الحزبية . والصنف الأخر من الشخصيات الموجودة في الحكومة الان هم من يطلق عليهم الشارع العراقي ( الشقاوات ) الذين لا يرضون بأي شيء ، فما يهمهم هو فرض إراداتهم وآراءهم الشخصية التي تكون بعيدة جدا عن الواقع العراقي او ما تتطلبه المصلحة الوطنية وهم بذلك يسيرون عكس التيار ، الأمر الذي سبب لهم ولمن يساندهم الكثير من المشاكل وخلق الكثير من الأزمات التي أدخلت الشعب العراقي والسياسة في العراق بمتاهات كثيرة . فما يقوم به هؤلاء ( الشقاوات ) لا يدل بأي حال من الأحوال عن وجود حنكة سياسية او وعي سياسي ، فهم لديهم بعض المستشارين ( المأجورين ) الذين يؤيدون ما يقومون به من أعمال او ما يصدر عنهم من قرارات ، وبالتالي فان النتائج لا تهم بقدر ما أن التنفيذ هو الأهم .وهذا ما رأيناه واضحا في القضية التي أثيرت بين السيد علي الأديب وزير التعليم العالي والبحث العلمي والسيد صالح المطلك والتي خلقت أزمة كبيرة جاءت نتائجها عكسية ، وكذلك أزمة اعتقال البعثيين في عدة محافظات عراقية وما ترتب على ذلك من إعلان محافظة صلاح الدين كإقليم منفصل .لقد كانت المشادة الكلامية العنيفة التي حدثت بين صالح المطلك و علي الأديب أثناء اجتماع مجلس الوزراء هي الشرارة الأولى للازمة الجديدة في العراق الأمر الذي أدى الى تدخل رئيس الوزراء نوري المالكي لصالح وزير التعليم العالي والقيادي في حزب الدعوة الحاكم . ومن المعلوم إن المشادة الكلامية حصلت على خلفية القرارات الأخيرة لوزير التعليم بشأن إبعاد و فصل عدد من عمداء و أساتذة الكليات في العراق ، الأمر الذي دفع بصالح المطلك الى الاعتراض على كلام علي الأديب بخصوص التهم الموجهة ضد هؤلاء الأساتذة . وأدت هذه المشادة الى تدخل المالكي لصالح علي الأديب وهو يدافع عن قراراته مخاطباً المطلك " سيأتي يومك يا صالح" .. مما اثأر غضب المطلك و دفعه الى ترك جلسة مجلس الوزراء . اعتقد إن الموضوع ليس موضوعا عاديا وان ما يحدث الان من قبل بعض الشخصيات في الحزب الحاكم ربما يؤجج المواقف لدى الغير وبالتالي فان ما قام به السيد رئيس الوزراء لم يكن في مصلحة احد بل إن ما حدث زاد الأمور تعقيدا بحيث لو كان هناك مجال لحل الموضوع بشكل هادئ ومتعقل لما حصل ما حصل ، ولكن بين من يعتبرون أنفسهم سياسيين وبين ( شقاوات السياسة ) ضاع الخيط والعصفور .
https://telegram.me/buratha