بقلم .. رضا السيد
إن موضوع إقامة الأقاليم في العراق ليس بالموضوع الجديد ، او انه يحدث لوجود حاجة ماسة إليه في هذا الوقت بالذات ، بل إن موضوع الفيدرالية وإقامة الأقاليم بمضمونه الحقيقي طرح منذ فترة طويلة .. أي بعد سقوط النظام مباشرة باعتباره من المواضيع المهمة والحساسة والضرورية التي تتيح لأبناء العراق بناء بلدهم بالشكل العصري والمتطور ، بالاضافة الى إن الاستقلال الإداري يعطي فرصة للأقاليم في إجراء ما تراه مناسبا لتطوير العمل وبناء بنية تحتية قوية .فأول من دعا الى هذا الموضوع ( الفيدرالية ) هو سماحة السيد عبد العزيز الحكيم ( رحمه الله ) ولكن مشروعه هذا جوبه بالكثير من العقبات واتهم في حينها بأنه يريد أن يقسم العراق ؟! وان الفيدرالية لا مكان لها بالعراق وان العراق لا يمكن أن يتجزأ ، والكثير من الاتهامات والمغالطات التي حدثت من قبل بعض الكتل السياسية وغير السياسية آنذاك حول هذا الموضوع .. وألان وفي خضم ما يجري من أحداث سياسية غير مستقرة وكذلك الإرباكات الكبيرة في كل الملفات الحكومية تقريبا بات موضوع الفيدرالية يشكل جزءا كبيرا من الحل كما تراه بعض الكتل والجهات السياسية ، وان العراق ممكن أن يستعيد مكانته السابقة من خلال إعطاء الصلاحيات الأكبر للمحافظات في إقامة الأقاليم .ولكن مثل هكذا موضوع قد يضر بالحكومة المركزية ؟ فإقامة الأقاليم معناه إن الحكومة المركزية لم تعد قادرة على إدارة الملف الحكومي بشكل مناسب وبالتالي فان مجالس المحافظات هي من تستطيع إدارة ملفاتها الداخلية .. الأمر الذي يستدعي بذلك خطوة للأمام ، وهذه الخطوة هي ( الفيدرالية ) . فقد أكد الكثير من الشخصيات السياسية في العراق إن نظام الإدارة اللامركزية في المحافظات ستؤدي إلى أدارة محلية أفضل في تقديم خدمات مثالية للمواطن و تدعم قوة المركز في الوقت نفسه. بالاضافة الى إن العراق هو أول بلد طبق نظام الإدارة اللامركزية في التاريخ من خلال دويلات المدن التي كانت ترتبط بمركز قوي . إذن فالمستفيد الأول من موضوع إقامة الفيدرالية هو المواطن العراقي لأنه بذلك سيجد لنفسه الفرصة الكبيرة في إدارة شؤونه بالشكل الملائم لوضعه ، بالاضافة الى إن مبدأ العدالة في توزيع ثروات البلد سيكون بالشكل الصحيح ووفق ما نص عليه الدستور العراقي .ولكن لابد من تحقيق مثل هذا الموضوع أن يكون على أسس صحيحة ومدروسة بشكل جيد وبخطوات محسوبة ، كما لابد من تهيئة المستلزمات الكفيلة بنجاح مشروع الأقاليم ، فما قامت به الان محافظة صلاح الدين من إعلانها المحافظة إقليما فتح الباب على مصراعيه لتكون هناك أقاليم أخرى تبحث عن الاستقلالية الإدارية والتنظيمية ، وبذلك فان ما كان مستحيلا ــ كما كان يراه البعض ــ خلال مشروع سماحة السيد عبد العزيز الحكيم ( رحمه الله ) بات الان واقعا وسهل التنفيذ ، ونفس الكتل التي كانت تعارض إقامة الأقاليم وتنكر فكرة الفيدرالية هي الان من اشد المؤيدين لهذا الموضوع ( والعاقبة للمتقين ) .
https://telegram.me/buratha