سعد البصري
يبدوا إن العراق بات مميزا في كل شيء .. بحضارته العريقة التي تمتد لآلاف السنين ، وبعمقه التاريخي والإسلامي ، وموقعه الجغرافي ، وطبيعة أرضه وكمية ونوعية ثرواته ، وقيمة موارده الطبيعية والبشرية والكثير من المميزات التي اختص بها العراق دون غيره من الدول العربية بل دول العالم .وألان فان عدد هذه المميزات قد زاد وبدأ يتكاثر شيئا فشيئا ، ولكن بالاتجاه المعاكس ..؟؟! أي بمعنى أخر إن ما يجري الان من أحداث سياسية في العراق أثرت بشكل كبير جدا على قيمة ومكانة العراق في العالم ، وهو الان مميز لا بكثرة ثرواته ونوعية موارده كما قلنا ، بل إن ما يميز العراق الان هو ( كثرة أزماته ) ..؟! فالأزمات بالعراق باتت هي العلامة الفارقة في مشهده اليومي فلا يكاد يخرج من أزمة حتى يدخله السياسيين العراقيين بأزمة أخرى اكبر منها ، وراحت الأزمات تتوالى حتى باتت تتراكم يوما بعد أخر . والمصيبة الأكبر إن هناك من الأزمات في العراق ما يرتبط أحداها بالأخرى أي إن الموضوع أصبح شائكا ومعقدا .فالأزمات بين بعض القوائم والكتل العراقية تزداد ضخامة يوما بعد أخر كما هو الحال في الأزمة التي بدأت ولا ندري متى تنتهي بين القائمة العراقية وقائمة ائتلاف دول القانون ، فكلا القائمتين لا يثق بالأخر وكلا الجانبين لا يسمح للأخر بتجاوز خطوطه الحمراء ، وكلاهما قد زادا الوضع العراقي تأزما وتعقيدا .. فالقائمة العراقية وفي تسارع جديد للأحداث أعلنت إن العملية الديمقراطية في خطر، وان العملية السياسية التي تسير اليوم في العراق يراد لها أن تكون لشخص واحد وحزب واحد ، وهي جزء من محاولات زيادة التوتر لإيجاد مبررات للإبقاء على القوات الأميركية او لتمرير بعض القرارات او الضغط على بعض الجهات للحصول على تنازلات او تسهيلات ؟ ، وان من الممكن إذا ما استمر هذا الوضع أن يتم انهيار الديمقراطية والعملية السياسية في العراق جراء أسلوب التفرد في إدارة السلطة، كما إن اعتراض رئيس الوزراء نوري المالكي على تحقيق التوازن الوطني في مؤسسات الدولة وإيقاف الاعتقالات التي تطال أبناء الشعب العراقي، والكف عن إقصاء الكفاءات ، لا تؤسس لدولة ديمقراطية أو مصالحة حقيقية في البلاد كما هو مقرر حسب الاتفاقات السياسية . هذا من جهة ومن جهة أخرى فان باقي الأزمات في العراق لم تجد طريقها الى الحلول حتى ندخل بأزمات أخرى ، وبالإضافة هذا الكم الكبير من الأزمات ، فهناك التعثر والتخبط الواضح في إدارة الملفات الأمنية والصحية والتربوية والاقتصادية وغيرها من الملفات الحكومية والتي تعتبر من كذلك من الأزمات . كما وان بقاء الحدود العراقية مفتوحة لكل من هب ودب هي الأخرى أزمة تبحث عن حل ولو إننا أردنا أن نذكر جميع الأزمات التي تعصف بالعراق جراء السياسات الغير مدروسة من قبل المسؤولين بالحكومة العراقية لاحتجنا الى عشرات الصفحات لان العراق الان أصبح وكما يقول واقع الحال بأنه بلد ( الأزمات لا بلد الخيرات ) .
https://telegram.me/buratha