مــــــهدي زايـــــــر جـــــــــــاسم
لا يمر يوم دون ان نسمع عن تشكيل لجان تحقيقة في كل حدث يحدث في بلدنا لمملؤ بالاحداث المتوالية ، فبعد كل حدث او انفجار او خلاف سياسي ، يأمر رئيس الوزراء بتشكيل لجنة تحقيقية في الموضوع وتنقل وسائل الاعلام من هو رئيس للجنة واعضائها ، وتمر الايام دون ان نعرف اي شيء بل حتى النتائج التي تخرج بها هذه اللجان التحقيقية ، ونظل نترقب عمل هذه اللجان واين وصلت ! وماذا استنتجت ؟ وماهي الحقائق التي توصلت لها ؟ ومن هي الجهة المتورطة او المستفيدة منه !! كل هذا واسئلة أخرى تظل حائرة على لسان المواطن العراقي دون ان تجد لها تفسيراً منطقياً والنتائج التي توصلت لها اللجان لايعرفها الا الله والراسخون في العلم .
فهناك لجنة تحقيقية في حادثة النخيب ولجنة اخرى في قضية ميناء مبارك ، ولجنة في التفجيرات التي تقع هنا وهناك فلماذا لايتم اعلان نتائج هذه اللجان التحقيقية على الشعب ليطلع على الحقائق ، ويعرف السياسيين على حقيقتهم من يخدم البلد منهم ومن يعمل لمصالحه الخاصة ومصالح الحزب او الكتلة التي اوصلته الى هذا المنصب ، وما يدور حوله أم ان هناك جهات خارجية لها اليد الطولى في جعل الشعب (مثل الاطرش بالزفة ) ويظل السياسيون يسرحون ويمرحون دون رقيب وتظل المعلومات التي تصدر عن هذه اللجان محصورة في غرف مظلمة لاترى النور تعيش في الاجواء الرطبة بعيداً عن الشمس .
نسمع كثيراً عن لجان تشكل دون فائدة تذكر سوى التخفيف من غضب الشارع العراقي الذي مل الوعود الوهمية ومن كثرة اللجان التي تشكل هنا وهناك ، نسمع عن تشكيل الكثير من اللجان والتي هي بغير فائدة وتمييع للمشكلة اوللقضية والتهرب من المسؤولية .
لقد انتهت لجنة البرلمان من التحقيق حول مسالة الاتصالات ولكن ما هي النتائج ؟؟؟؟ عدم عرض الموضوع للتصويت داخل قبة البرلمان ونسيانه والمواطن يدفع الثمن حتى هذه الشركات السيئة مدينة الى خزينة العراق اربعة مليارات دولار مع الفوائد وما زالوا يزاولون عملهم وسرقة ملايين الدولارات يوميا بدون رقيب ، وهناك اموال تدفع من أجل عدم اثارة لموضوع اللاعلام ، ولنعترف جميعا بضعف مجلس النواب ، وعدم أيفاء الكتل السياسية بوعودها الانتخابية .فكل كلامهم هو مجرد تصريحات اعلامية لا أكثر.
واقول اننا اذا اردنا بناء دولة ديمقراطية حديثة تقوم على المساواة وعدم التمييز بين شخص واخر ، ونحترم حقوق الانسان ،فعلينا ان نعتمد مبدأ الشفافية في نشر النتائج التي تتوصل اليها اللجان التحقيقية المشكلة في اي موضوع كان ،ومهما بلغت سرية وتعقيد هذا الموضوع ،لان الشعب سيكون عاذراً للحكومة في اجراء تتخذه لحل تلك الازمة ، وسيتفهم دوره والمسؤولية التي تقع على عاتقه ،وضرورة القيام بدورة الصحيح للمساهمة في بناء وطنه.
https://telegram.me/buratha