عادل العتابي
بانت النوايا غير الودية اتجاه البصرة الفيحاء واتجاه العراق من قبل الاتحادات الخليجية لكرة القدم، فقد اخذتهم الرجفة من التواجد في عاصمة الطيبة والوفاء عاصمة السياب وشط العرب وعاصمة النخيل الذي تصل قامته الى اعنان السماء، كما هو رأس البصراوي الممتدة جذوره في اعماق الارض والذي ما انحنى امام عاديات الزمن وبقى شامخا رغم المحن وثلاث حروب قاتلة ومميتة شهدها ذلك الرأس النبيل ولم تكسر شيء واحد من مجمل ما يحمل من طيبة وفكر.بصرتنا بناسها وتاريخها كانت علامة بارزة لكل الخليج واهله فيمرون عليها دوما كونها كانت تشكل انموذجا في اذهان الخليجيين، لكنها اليوم غير امنة بحسب عيون تتمركز في حدقاتها رمال الصحراء وملح الخليج، فاصيبت بنسيان تام للذاكرة لايجعلها تميز بالنظر الى الطيب من الفعل والحلو من الكلام، فتارة البصرة مصابة باليورانيوم واخرى كونها تنام في الظلمة وثالثة وهي الاتعس ان رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم بلاتر غير راض عنها.منذ اللحظة الاولى لتسمية البصرة مدينة لاحتضان خليجي (21) نزع الخليجيون لباس الرياضة الابيض المطرز بالروح الرياضية الوهاجة وارتدوا لباس السياسة القبيح المملوء باوساخ وادران الدنيا، اصبحت البصرة اسما مجهولا لهم لايعرفونها وهم بحاجة الى عشرات الزيارات ومثلها للاجتماعات واضعافها للتداولات حتى يقرروا ان كانت البصرة هي البصرة التي في اذهانهم ام انها غير تلك المدينة الكبيرة والعظيمة بساكنيها من كل الاجيال، حسنا سنلبس لبوس السياسة الوسخ ونترك الرياضة قليلا لنؤكد بان البصرة اكثر امانا من مدينة بل دولة بكاملها تهزها الاضطرابات والمظاهرات ويخرج ناسها الى الشوارع والساحات في ربيع عربي طويل، الدولة التي استندت والى اليوم على جارة لها لتحمي بضعة شوارع واماكن ودوائر يوجد مثلها في البصرة المئات، لكن البصرة غير امنة والبحرين اكثر امانا؟من المهم ان اهل البصرة وبغداد والموصل ودهوك يعرفون تماما ان السبب الرئيس في محاربة البصرة واهلها من قبل الاتحادات الخليجية هو سبب سياسي وليس رياضي على الاطلاق وانها ليست البصرة المكروه التي ولدت بنتا بل ان بغداد وديالى والنجف والناصرية هن امهات ولدن بناتا، وان اي مدينة عراقية ستنظم هذه النسخة من بطولة الخليج لن تحصل الا على ما حصلت عليه البصرة، لانهن جميعا مدنا عراقية جميلة في عيون ابناء العراق لكنهن غير ذلك في عيون وقحة!نعرف جميعا بان بطولة الخليج غير معترف بها من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) الا ان الخليجيين اشترطوا حصول موافقة الفيفا على اقامتها في البصرة قبل ان يصوتوا هم على اقامة البطولة في البصرة! وهذا واحد من الاعيب السياسة، ونعرف بان المنتخب العراقي هو ملح البطولة وانه اعطى القوة للبطولة منذ المشاركة الاولى له فيها، في وقت شهدت بعض النسخ من البطولة عدد من الانسحابات والاعتراضات والمعارك ولم يكن العراق طرفا فيها او حتى مشاركا في دوراتها، بهذا الفعل والمكر السيء لن يخسر العراق ولا البصرة شيئا الا انكم الاخسرون دوما.
https://telegram.me/buratha