المقالات

الاحتكام الى المنطق الصحيح

684 18:57:00 2011-11-02

عادل الجبوري

بحسب الدستور يحق لمحافظة او محافظتين او اكثر ان تشكل اقليما ضمن النظام الاتحادي الفيدرالي.. وبعض المواد الدستورية تشير بوضوح الى هذا الامر واكثر من ذلك تحدد المسارات والسياقات والاجراءات التي ينبغي اتباعها.واذا نظرنا بصورة مجردة وبمعزل عن اية خلفيات فأن اقدام اية محافظة على تشكيل اقليم كما حدث في محافظة البصرة قبل حوالي عامين، وما اقدمت عليه محافظة صلاح الدين مؤخرا ، يعد امرا طبيعيا ولم يخرج عن السياقات والضوابط والقيود الدستورية، ولكن لايمكن بأي حال من الاحوال التعاطي مع أي حدث سياسي اليوم وفي كل يوم وكأنه حالة مجردة ومعزولة عما سواها من وقائع واحداث.وقد لايجد المتابع ان بعض-او ربما كثير من-المواقف والتوجهات السياسية غالبا ما تتخذ من قبل هذا الطرف او ذاك على خلفية قضايا ومواقف سابقة لها، أي بعبارة اخرى تكون عبارة عن ردود افعال وانفعالات، وهذا مايجعل الامور وكأنها لاتسير في مساراتها الصحيحة والطبيعية، وبالتالي فأن النتائج المترتبة قد لاتكون ايجابية وطيبة.وحينما نقول ردود افعال وانفعالات، فهذا يعني ان هناك امورا وممارسات ومنهجيات وسلوكيات خاطئة وسلبية ادت الى حصول ذلك، وطبيعي انه وفقا لقانون الفعل ورد الفعل، من غير المعقول ان نتوقع رد فعل طبيعي وايجابي لفعل غير طبيعي وسلبي.مسألة تشكيل الاقاليم وفق الدستور، ومثلما شرح ذلك بالتفصيل قانون الاجراءات التنفيذية لتشكيل الاقاليم الذي اقره مجلس النواب في دورته الاولى في منتصف شهر ايلول-سبتمبر من عام 2007، مسألة طبيعية ولا غبار عليها، ولكن ان تتخذ صبغة طائفية ومذهبية لتخلق المزيد من الاحتقانات والتشنجات والتقاطعات السياسية فهذا امر خطير ومقلق ينبغي التوقف عنده طويلا ومعالجة اسبابه ومسبباته بحكمة ورويه وهدوء.ان منح الصلاحيات المطلوبة لمجالس المحافظات-الحكومات المحلية-وكسر قواعد وقوالب الروتين والمركزية الشديدة في الكثير من القضايا المتعلقة بالجوانب الخدمية، وتحسين الظروف الحياتية لابناء المحافظات وتوزيع موارد البلد وثرواته على المحافظات وفق النسب السكانية مأخوذا بنظر الاعتبار حجم المحرومية، كل ذلك من شأنه ان يصحح المسارات الخاطئة، وينزع فتيل الازمات، ويخفف الاحتقانات، ويكفل التصدي لمعالجة مسألة الاقاليم وضمان التوزيع العادل والحقيقي للحقوق بين المحافظات.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك