جمعة العطواني
الولي لايحتاج الى شكر احدثناء منقطع النظير وباستحقاق ابداه المرشد الاعلى اية الله العظمي السيد علي الخامنئي بحق الشعب العراقي من خلال صموده بوجه الاحتلال الامريكي طيلة السنوات الثماني الماضية من حياة العراق السياسية، واكد السيد القائد الخامنئي في لقاء جمعه مع مسعود بارزاني زعيم اقليم كردستان (ان المقاومة الموحدة للشعب العراقي والاباء الوطني اجبرا الولايات المتحدة على الانسحاب من العراق ).ان الدعوة الى الوحدة بين مكونات العراق بمثابة الهدف الكبير الذي يراهن عليه المراجع الدينية وكافة الحريصين على نجاح المشروع الوطني ،في مقابل من يجعل تقسيم العراق وسائر دول المنطقة هو الاداة التي تمثل المشروع الغربي بزعامة الولايات المتحدة الامريكية .كما يعلم الجميع ان الاس الاساس في مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي تتبناه الادارات الامريكية المتعاقبة هو تقسيم الدول على اسس عرقية واثنية وطائفية ، ولهذا راهنت الادارات الامريكية على تقسيم العراق منذ الايام الاولى لغزوها العراق ، اذ بدا برايمر بتقسيم مجلس الحكم على ذلك الاساس ( العرقي - الطائفي ) وهذا يمثل وضع حجر الاساس للمشروع الامريكي .لكن وحدة النسيج الاجتماعي وتماسك جذوره اذهلت الجانب الامريكي الى الدرجة التي جعل امريكا تفكر بالبديل الاخر وهو ايجاد احتقان طائفي يكون مقدمة لتقسيم العراق، فتم تاجيل التقسيم ريثما يثمر الاحتقان الطائفي الذي هيات الادارة الامريكية مقدمات ذلك الصراع مثل السماح لتنظيم القاعدة الارهابي بتوأمة مع فلول البعث في الدخول الى العراق لايجاد هكذا احتقان ، لكن قوة وتماسك الشعب العراقي هو الاخر فوت الفرصة على الامريكان في تمرير مشروعهم .لذلك نقول ان العراق شعبا وارضا كان يعيش في وجدان السيد الولي، لذلك عندما اكد السيد على المقاومة الموحدة للشعب العراقي والاباء الوطني فان هذا التوحد والتلاحم كان حاضرا في وجدان وضمير السيد القائد ،كما كانت حركة كل الشعوب العربية حاضرة في وجدانه ابان ربيعها الذي قضى على انظمة الاستبداد والهيمنة .كنا نتوقع ان تكون ردود الافعال من قبل بعض الشخصيات السياسية على خلاف المطلوب لا لشيء الا لان بعض هذه الشخصيات الرافضة لدعوة السيد الولي لوحدة العراق اما انهم يمثلون رواسب البعث ، اذ انهم( البعثيون) عاشوا عقودا من الزمان وهم يتحاملون على العلماء بوصفهم عقدة تعيش في قلوب البعث والبعثيين حتى تحولت هذه العقدة الى كريات حمراء تسري في دمهم واقول كريات دم حمراء لان هؤلاء قد ولغوا بدم الطاهرين من علماء وشرفاء العراق.لذلك اصبحت عداوة الجمهورية الاسلامية هي الجامع بل والثابت الذي تتحرك حوله مشاريع البعث .اما القسم الاخر الذي يرفض هذا الخطاب الوحدوي فانهم ليسوا من البعث الصدامي لكنهم يمثلون جنود مجهولين للمشروع الامريكي ، لهذا فهم يتحسسون ممن يدعو الى وحدة الصف كونه يتقاطع مع مشروع الشرق الاوسط الجديد ، بينما نجدهم يتعاطفون مع اي دعوة تقسيم ،خاصة اذا كان ذلك التقسيم على اساس طائفي ، ولهذا وجدنا بعض قيادات القائمة العراقية تسرع مهرولة لدعم مشروع اقليم صلاح الدين كردة فعل لاعتقال بعض قيادات البعث ، بل تعدى الامر ذلك حتى بدا التصريح بايجاد اقليم ( سني) مستساغا لدى البعض، واصبح الجهر به مستحبا كاستحباب الجهر بالبسملة في الصلاة.لهذا كله كان متوقعا ان نسمع ردود افعال من هذين الصنفين برفضهما لدعوة السيد الولي لوحدة الصف .لكن الشيء الغريب من زعامات العراقية في تصريحها غير الموفق بقولها (ان تصريحات المرشد الاعلى تشويه للمقاومة )، والعجب كل العجب من قول العراقية هذا!.فمن الذي شوه صورة المقاومة؟ دعوة القيادات الايرانية ومن مختلف المستويات الى ضرورة اخراج قوات الاحتلال من العراق؟ ام تلك الفتاوى التكفيرية التي خرجت من افواه ( علماء التكفير) في السعودية التي اباحت دماء العراقيين كل العراقيين بعد ان صنفتهم الى سنة( مرتدين) ورافضة ( كفرة) واكراد ( خونة ) في الوقت الذي لم نسمع اي فتوى احد من ( علماء) السعودية تبيح الدم الغازي المحتل ، بل ان هذا الغازي المحتل قد اتخذ من ارض المقدسات في الحجاز مقرا ومنطلقا لانجاز مشروعه المعادي للعرب والاسلام .ولعمري ماهية المقاومة في نظر قيادات العراقية التي شوهتها ايران هل هي المقاومة الاسلامية التي كبدت الاحتلال الاف القتلى ومثلها من المعدات الى الدرجة التي جعلت قيادات الاحتلال تعترف وعلى لسان( اوديرنو) وغيره بان كتائب حزب الله هي الخطر الاكبر على قوات الاحتلال ، بل ان احد قيادات الاحتلال وهو( فيلتمان )قد ذهب الى رئيس الوزراء حاملا بيده صور لاشلاء من جنوده شاكيا ضربات المقاومة الاسلامية الحقيقة؟ .ام هي المقاومة التي شوهت صورة الاسلام من خلال تنفيذ اجندة غربية لاعطاء صورة مشوشة عن الاسلام الاصيل، بعد ان تصدى تنظيم القاعدة الارهابي المعبأ بفتاوى التكفير ليحكم على العراقيين بالاعدام، مستفيدا من خبرة البعث الكبيرة وتجربته الطويلة في التفنن بقتل العراقيين ، فحصلت توامة بين القاعدة والبعث في واحدة من اكثر الجرائم ضد الانسانية .كنا نتمنى ان تنظر قيادة القائمة العراقية بعين الانصاف الى بلد يعد اول بلد من بين الدول الاسلامية اعترف بالنظام السياسي الجديد ، في الوقت الذي لازالت بعض الدول الشقيقة وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية تبخل على العراقيين بسفير او ممثل دبلوماسي وباي مستوى كات ليمثلها في العراق .وكنا نتمنى على قادة القائمة العراقية ان تنظر بحكمة الى بلد تبرع بمليار دولار للشعب العراقي في الوقت الذي لازالت بعض الدول الشقيقة تستنزف اموال العراق من خلال استعادة الاموال التي اقرضتها لنظام البعث في حروبه الصبيانية ، بل لازال بعض الاشقاء وفي مقدمتهم السعودية تصرف المليارات سنويا لتجنيد الارهابيين من مختلف الجنسيات العربية والافريقية لارسالها الى العراق .كنا نتمنى على قادة العراقية ان تنظر بعين المصالح المشتركة التي تربطنا بالجارة ايران التي انفقت لحد الان ملايين الدولارات من خلال بناء عشرات المدارس وتقديمها هدية للشعب العراقي اما على المسوى العربي فاذا كانت القائمة العراقية تتبنى القضايا العربية الكبرى وفي مقدمتها فلسطين فعليها ان تدعم اواصر الاخوة والصداقة مع بلد هو الوحيد الذي تبنى قضية فلسطين ارضا وشعبا وسيادة بعد ان باع قادة الانظمة العربية هذه القضية، وبعد ان تاجروا بها لعقود من الزمان ، ولم يبق الا الجمهورية الاسلامية التي اعادة لفلسطين هيبتها في الاوساط الدولية وهذا مايشهد به قادة الحركات والسلطة الفلسطينية .الاعجب من ذلك اننا لم نسمع كلمة ادانة او استنكار من قادة العراقية لما تقوم اسرائيل ليس في فلسطين فحسب بل في العراق ايضا من خلال دخول الموساد بكل قوة في العراق وعمليات الاغتيال التي قام بها في جنح الظلام !ان السيد القائد الخامنئي لايحتاج الى شكر احد بالتاكيد لسبب بسيط وهو انه يشعر ان ذلك جزء من واجبه الشرعي بوصفه القائد الشرعي المعني بامور المسلمين ، ونحن كمسلمين لانتحرك وفق الاطر الجغرافية الضيقة بقدر مانتحرك وفق الاطارالاعم وهو الاطار الاسلامي الذي يحتم علينا ان نهتم بامور المسلمين في شتى اصقاع الارض نتحسس معاناتهم ونتضامن معهم ( من اصبح ولم يهتم بامور المسلمين فليس بمسلم).
https://telegram.me/buratha