الكاتب ..عمران الواسطي
الان وقبل اقل من شهرين على الانسحاب الامريكي من العراق ، يمكننا أن نطرح مجموعة من التساؤلات حول ما يمكن أن يحققه هذا الانسحاب ، سواءا من الناحية الايجابية او الناحية السلبية .فاغلب العراقيين ــ وليس جميعهم ــ يتمنون أن يعيش العراق بلدا حرا مستقلا لا يسمح لأحد بان يتدخل بشؤونه الداخلية ، وخصوصا من قبل الجانب الامريكي الذي أعلن في بداية دخوله الى العراق بأنه جاء محررا من ظلم الدكتاتورية التي كان يمارسها النظام البائد ، ومن ثم تغير الخطاب الامريكي تدريجيا ليصبح العراق بلدا محتلا حاله بذلك حال ( فلسطين ) وان كان هناك بعض الفارق . ومنذ ذلك اليوم بدأت بعض الجهات في العراق التعامل مع القوات الأمريكية ووجودها في العراق بشكل أخر يمكن أن نطلق عليه انه ( عنيف ) وراحت هذه الجهات تعلن عبر وسائل إعلامها بأنها لن تهدأ حتى يتم خروج القوات الأمريكية من العراق ، وإنها ستبقى ( تقاوم ) لتحقق للعراق الحرية والسيادة الكاملة ، متناسية هذه الجهات أنها كانت اخطر وأمر على العراقيين بكافة أطيافهم من الجيش الامريكي .وإذا كان الجيش الامريكي في بداية الأمر يتعامل مع العراقيين بما تقره المواثيق والمعاهدات التي تختص بحقوق الإنسان ، وبسبب هذه الجهات تغير التعامل الى حالة اكثر تشنجا وحذرا ؟؟ لان هذه الجهات ( المسلحة ) تجاهلت وحيدت حقوق الإنسان العراقي بطريقة تعاملهم مع الأحداث التي تسببت بالكثير من المشاكل والأزمات ، ومن هنا كان لزاما على القوات الأمريكية او القوات الأمنية العراقية التعامل معهم بعيدا عن ما أعلنوا عنه ، وبالتالي فان هذه الجهات باتت تشكل خطرا ربما اكبر من الخطر الذي يشكله بقاء القوات الأمريكية في العراق .وعلى العموم فان المدة المتبقية من موعد الانسحاب الامريكي الكامل من العراق كافية بأن تضع الأمور في نصابها بحيث إن على هذه الجهات إن كانت صادقة فيما تدعي أن تقوم بإلقاء السلاح وإعادة النظر في أيدلوجيتها لان الجهة التي كانت تعلن الجهاد ضدها قد انسحبت من العراق ، وبذلك بات لزاما على كل المجاميع المسلحة او كما تطلق على نفسها ( المقاومة ) أن تراجع أوراقها جيدا وتبتعد عن المهاترات والتهديدات لان الأمر سيكون واضحا لدى الجميع ، الأمر الذي يعطي الضوء الأخضر للقوات الأمنية العراقية أن تضرب بيد من حديد على كل من يبقى يحمل السلاح . هذا من جانب ومن جانب أخر فان الانسحاب الامريكي من العراق نهاية هذا العام سيحتم على العراقيين الدخول في مرحلة جديدة لإعادة بناء العراق من جديد ، وفق رؤية صحيحة وعلمية تخدم المصلحة الوطنية بالاضافة الى إن ما سيحققه الانسحاب الامريكي من العراق من عودة الحرية والكرامة للعراق وشعبه كفيل بشكل كبير على إن على العراقيين أن يعيدوا ترتيب أوراقهم وفق الحالة والمرحلة الجديدة ولا يعطوا مجالا للجماعات المسلحة وغيرها من ممارسة أعمالهم ونشاطاتهم التي تضر بالعراقيين . إذن فهي دعوة لاستقبال نهاية هذا العام والكل ملئوه الأمل في تقديم الأفضل لبلاده وأبناء شعبه .
https://telegram.me/buratha