المقالات

ماذا سيحقق الانسحاب الامريكي للعراقيين

830 08:09:00 2011-11-03

الكاتب ..عمران الواسطي

الان وقبل اقل من شهرين على الانسحاب الامريكي من العراق ، يمكننا أن نطرح مجموعة من التساؤلات حول ما يمكن أن يحققه هذا الانسحاب ، سواءا من الناحية الايجابية او الناحية السلبية .فاغلب العراقيين ــ وليس جميعهم ــ يتمنون أن يعيش العراق بلدا حرا مستقلا لا يسمح لأحد بان يتدخل بشؤونه الداخلية ، وخصوصا من قبل الجانب الامريكي الذي أعلن في بداية دخوله الى العراق بأنه جاء محررا من ظلم الدكتاتورية التي كان يمارسها النظام البائد ، ومن ثم تغير الخطاب الامريكي تدريجيا ليصبح العراق بلدا محتلا حاله بذلك حال ( فلسطين ) وان كان هناك بعض الفارق . ومنذ ذلك اليوم بدأت بعض الجهات في العراق التعامل مع القوات الأمريكية ووجودها في العراق بشكل أخر يمكن أن نطلق عليه انه ( عنيف ) وراحت هذه الجهات تعلن عبر وسائل إعلامها بأنها لن تهدأ حتى يتم خروج القوات الأمريكية من العراق ، وإنها ستبقى ( تقاوم ) لتحقق للعراق الحرية والسيادة الكاملة ، متناسية هذه الجهات أنها كانت اخطر وأمر على العراقيين بكافة أطيافهم من الجيش الامريكي .وإذا كان الجيش الامريكي في بداية الأمر يتعامل مع العراقيين بما تقره المواثيق والمعاهدات التي تختص بحقوق الإنسان ، وبسبب هذه الجهات تغير التعامل الى حالة اكثر تشنجا وحذرا ؟؟ لان هذه الجهات ( المسلحة ) تجاهلت وحيدت حقوق الإنسان العراقي بطريقة تعاملهم مع الأحداث التي تسببت بالكثير من المشاكل والأزمات ، ومن هنا كان لزاما على القوات الأمريكية او القوات الأمنية العراقية التعامل معهم بعيدا عن ما أعلنوا عنه ، وبالتالي فان هذه الجهات باتت تشكل خطرا ربما اكبر من الخطر الذي يشكله بقاء القوات الأمريكية في العراق .وعلى العموم فان المدة المتبقية من موعد الانسحاب الامريكي الكامل من العراق كافية بأن تضع الأمور في نصابها بحيث إن على هذه الجهات إن كانت صادقة فيما تدعي أن تقوم بإلقاء السلاح وإعادة النظر في أيدلوجيتها لان الجهة التي كانت تعلن الجهاد ضدها قد انسحبت من العراق ، وبذلك بات لزاما على كل المجاميع المسلحة او كما تطلق على نفسها ( المقاومة ) أن تراجع أوراقها جيدا وتبتعد عن المهاترات والتهديدات لان الأمر سيكون واضحا لدى الجميع ، الأمر الذي يعطي الضوء الأخضر للقوات الأمنية العراقية أن تضرب بيد من حديد على كل من يبقى يحمل السلاح . هذا من جانب ومن جانب أخر فان الانسحاب الامريكي من العراق نهاية هذا العام سيحتم على العراقيين الدخول في مرحلة جديدة لإعادة بناء العراق من جديد ، وفق رؤية صحيحة وعلمية تخدم المصلحة الوطنية بالاضافة الى إن ما سيحققه الانسحاب الامريكي من العراق من عودة الحرية والكرامة للعراق وشعبه كفيل بشكل كبير على إن على العراقيين أن يعيدوا ترتيب أوراقهم وفق الحالة والمرحلة الجديدة ولا يعطوا مجالا للجماعات المسلحة وغيرها من ممارسة أعمالهم ونشاطاتهم التي تضر بالعراقيين . إذن فهي دعوة لاستقبال نهاية هذا العام والكل ملئوه الأمل في تقديم الأفضل لبلاده وأبناء شعبه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك