عبد الغفار العتبي
بعد أن تهاوى صرح الظلم ،صرح الطغيان والأمل يحدو الناس الى فردوس الحياة الجديدة الذي تتلاشى فيه الآلام وتتحقق فيه الأحلام ويغدو العراق جنة لم نخطر لأحد ببال ومنذ ذلك التاريخ والمناضلون القدامى والمناضلون الجدد واؤلئك المتشبثون بهم والمرتدون لأوجههم والمعتمرون لطافيئاتهم ينعشون أفئدتنا بالوعود ويصورنا لنا الآتي كما لو انه الوعد بالنعيم والأمل بالسعادة المطلقة .وقد مرت السنين تلو السنين فما كان غير ذلك الذي أطلق الألسن من عقالها فراحت تنحني بالحظوظ باللائمة فهي عقيمة لم تلد غير الذي كنا نشكوه ونعده مايبرر برمنا به أن لم تكن الثورة عليه .نعم لقد استجرنا بالرمضاء من النار ،هكذا كان أمرنا ونحن نتطلع الى أصحاب البدلات والأربطة اؤلئك الذين جعلوا فيها شروطاً أساسية لتولي أخطر المناصب وأكثرها علاقة مباشرة بحقوق المحرومين في الحياة وفي ثروات البلد التي صارت نهباً.وحتى يكتمل الديكور فقد التجأ بعضهم الى ماتعمد اليه النساء في التزين للرجال فبم يترك مايستدل به على رجولته ألا وتناولته بالنفي والأبعاد . فبعض قادة اليوم عارضوا أزياء بارعون ومؤسسون كبار لمدارس الموضة السياسية الجديدة فتخيلوا أية صورة هي صورتهم وهم لايحسنون ألا أن يكونوا كما يكون العرسان في كل محفل .أما العمل ذلك الامتحان الحقيقي للشعارات والدعاوي ومعيار صدق كل غيور فهم منه براء وقد أتكأو على المعاذير الكثيرة فف كل مناسبة يحرمون بها ماحل الله ودعا اليه بقوله تعالى ((وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ)وقال تعالى ( وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما ) فيترك القاعدون الساحة للعاملين الساحة للمخلصين الغيارى فهم وحدهم من يخلص البلاد مما تشكوه وتنوء بحمله .نعم اتركوها للغيارى أولئك الذين يعرفون بالغيرة على الوطن فيرفضون كل مايلحق يه الضرر ويحطم قدرته على ان يخل نفسه باستمرار أتركوها للغيارى وابحثوا عنهم تجدونهم في الزوايا وما وراء الكواليس . اتركو لهم فرصتهم أن يقودوا البلاد الى بر الأمان ...
https://telegram.me/buratha