بقلم : الشيخ محمد الحسين
لم تغير تسمية نايف وليا للعهد شيئا على أرض الواقع إيجاباً ، فالبلاد كانت ولا تزال قلعة أمنية وسجناً مركزياً يحكمه نايف ووزارته .الذي تغير هو انكشاف بعض الحقائق التي كانت غائبة على بعض المحللين والمراقبين والمتلقين في خضم التجييش الإعلامي والقراءات الخاطئة لعقلية ونفسية وسياسة رموز السلطة .
بتنصيب نايف وليا للعهد من قبل عبد الله تذوب الحدود المصطنعة بين الشخصيتين ، ولا يعود للتصنيف الذي ارتكز في أذهان بعض من لا خبرة له بشؤون بني سعود ومعرفة حقيقتهم أي أهمية ، فلا يوجد بين رموز النظام هذا التقسيم الوهمي العالق في وعي البعض إلى متشدد ومعتدل وإصلاحي ومحافظ .
ولا معنى للقول أن عبد الله بن عبد العزيز شخص يسعى للإصلاح ، ولكن هناك ثمة جناح في السلطة يترأسه نايف يرفض هذه الإصلاحات ، فلو كان هذا المعنى صحيحا لما عينه وليا للعهد ولا اختار شخصية تتجاوب مع تطلعاته الإصلاحية وتنسجم مع مشاريعه التنموية ، هذا إذا ثبت أن هناك نية حقيقية لدا الملك الفعلي بخوض غمار إصلاحات حقيقية وجدية .
والقرار الذي أصدره رأس النظام مؤخرا حول ما سمي بجرائم الإرهاب ، الذي تفوح منه رائحة نايف ووزارته القمعية ، لا يعطي أي فرصة للقول بحسن نية( الملك ) على أقل تقدير ورغبته في الإصلاح والانفتاح على أي أفق من آفاق الإصلاح السياسي وإطلاق الحريات والحق في المشاركة السياسية ، بل من يقرأ هذا القرار ستتعزز لديه القناعة بتكريس سلطة الأمن وعسكرة البلاد واتجاهها نحو المزيد من كبت الحريات وقمع الرأي وتكريس العقلية الديكتاتورية الشمولية دينيا وسياسيا .
بعيدا عن البالونات الدعائية والتطبيل لقرارات ميتة عديمة الجدوى ، وتضحك الثكلى ، رغم مباركة هذه القرارات من قبل بعض الدول الكبرى التي رفعت الدفاع عن حق الشعوب في الحرية والديمقراطية شعارا لها لكن بعين واحدة ، بعيدا عن كل ذلك فلا وجود لشيء اسمه إصلاحات ، ولا حتى إيمان ورغبة لدا رأس النظام في التحرك نحو إصلاحات تلبي آمال وطموحات الشعب أو حتى جزءا يسيرا منها ، خاصة في ظل المتغيرات الكبرى التي عصفت بالمنطقة العربية والعالم أجمع .
وصف نايف بأنه الشخصية الأكثر تشددا وذو توجه محافظ ، فماذا يعني هذا النعت في حقه ؟ ، هل يعني ذلك أنه الشخصية الأكثر تشددا في الالتزام بالتعاليم الدينية والمحافظة على تطبيق الشريعة ورفض أي إصلاح من شأنه التعارض مع الدين والشريعة ؟ ! .
وهل ما عرف عنه بعلاقته المميزة مع المؤسسة الدينية ودعمها والدفاع عنها وعن تشددها الديني له أثر في رفضه لأي نوع من الإصلاح تحت ذريعة مخالفته للشريعة ؟.
كل ذلك ليس له من الحقيقة نصيب ، فنايف كغيره من رموز النظام من غير تصنيف او تفريق ، يسير وفق نهج متشدد انطلاقا من الروح الشمولية والعقلية المتجبرة المتغطرسة المستبدة والمستأثرة والآخذة بتلابيب السلطة دون منازع ، وهو كغيره من رموز النظام يتسم بالمحافظة ، ولكن المحافظة على أي شيء ؟ ، إنها المحافظة على بقاء هذا الكيان الفاسد بصبغته الفرعونية الهرقلية وبلباسه الديني المنحرف المشوه الذي له الفضل في مباركته وإضفاء الشرعية عليه ، دون حق لأحد من أبناء الشعب في نقده فضلا عن المطالبة بأي نوع من الإصلاح فيه .
وما يقال عن علاقة نايف المتميزة مع المؤسسة الدينية هي في جوهرها علاقة الكيان السياسي السعودي بكل رموزه منذ تأسيسه القائمة على أساس المصلحة المتبادلة بين الديني والسياسي بغية تثبيت دعائم نظام الحكم اللاشرعي ، الذي لم يولد من رحم الشعب ولم يستمد شرعيته منه ، فجاءت المؤسسة الدينية لتبارك شرعيته وتجبر الضعف والخلل والفساد والانحراف المقوم لشخصية هذا الكيان ، ليكون فسادا و طغيانا إسلامياً ، وجاء الكيان السياسي ليستفيد من عناصر التحجر والتخلف والانحراف الفكري والديني عند هذه الجماعة ليوظفها في خدمة كيانه الفاقد للشرعية الشعبية والمنطلقات والأهداف الإسلامية الحقة ، كما استفاد الكيان الديني من دعم الكيان السياسي وحمايته ومساعدته في ترويج وانتشار هذا الفكر المنحرف .
هذه هي حدود علاقة بني سعود بالإسلام والدين والشريعة التي فُصِّلت وصِيغت وطُوِّعت بطريقة تنسجم مع مصالح أهل الحكم ، والحق أن المؤسسة الدينية السعودية بما تحمل من مرتكزات فكرية وعقائدية وفقهية متحجرة منغلقة على الذات نابذة للآخر قد وضعت نفسها في خدمة الكيان السياسي وتلبية رغباته وتحقيق مطامعه ومصالحه وبسط هيمنته ونفوذه ، في مقابل الحماية والدعم والتبني المطلق من قبل النظام لهذا الفكر الديني ، هذه المؤسسة بهذه المواصفات والخصائص قد أصبحت جزءا مقوما لماهية الكيان وحقيقته ووجها آخر يمثل البعد الديني الديكتاتوري الشمولي القمعي الإقصائي المتخلف بصبغة دينية مشوهة بأهداف سياسية .
لقد حاول حكام بني سعود طيلة سني حكمهم عبر تبنيهم للفكر الديني المنحرف ورجاله المتحجرين ، وعبر خطبهم وتصريحاتهم المحشوة بكلمات ومصطلحات إسلامية جوفاء تفوح منها رائحة النفاق ، وعبر تطويع وتسخير الأقلام المأجورة ووسائل الإعلام المملوكة لهم أن يصوروا أنفسهم أنهم أولياء أمور المسلمين والقيمين على الشريعة ، وأنهم أعلام في التقى والدين والالتزام بمبادئ الشريعة ، وحكام بالعدل والمساواة ، إلا أن كل تلك المحاولات عادت عليهم بالفشل وافتضاح أمرهم داخليا وإسلامياً بفضل ممارساتهم وسلوكياتهم وسياساتهم البعيدة كل البعد عن تعاليم الإسلام و أخلاقه وقيمه ومبادئه .
قد يستطيع حكام بني سعود بشكل مؤقت أن يستميلوا الناس من حولهم ويكسبوا تأييدهم وإيمانهم بهويتهم الإسلامية المزيفة من خلال سلطة المال وبريق الذهب والدرهم والدينار ، إلا أن أثر ذلك محدود بزمن معين وفي جماعة معينة من الناس مستعدة لبيع ضمائرها ودينها وذبح قيمها ومبادئها على مسلخ المال الحرام .
إن وعي شعبنا ويقظة شعوب العالم التي نشهدها اليوم بفعل العودة للذات والفطرة وبفضل تطور وسائل الاتصال والمعلوماتية كانت سببا في كشف الزيف وإزالة نقاب النفاق والكذب والخداع السعودي الذي ظل حاكما على وعي الكثيرين من الناس ردحا من الزمن .
لم تضرب الشيخوخة برموز النظام من الجيل الأول من خلال بلوغهم من الكبر عتيا فحسب ، ليتسنى للبعض القول بجدوائية بعث روح الحياة مجددا في جسد هذا الكيان من خلال شخصيات أكثر شبابا من الجيل الثاني أو الثالث من قبيلة بني سعود ، بل إن الشيخوخة قد نخرت النظام السياسي بكل رموزه وأشخاصه وتركيبته ودعائمه وأسسه ، حيث أن السلطة باتت عاجزة عن القيام بأعباء المسؤولية بالشكل الذي تتحقق فيه مصالح الوطن والشعب بحكم طبيعة نظام الحكم المتخلف وأسسه القائمة على مبدأ الفساد الفكري والأخلاقي والاقتصادي والسياسي .
إلا أن ما يميز نايف بن عبد العزيز عن غيره من رموز النظام هو تجلي ووضوح وتبلور العقلية الفرعونية والسياسة الاستبدادية والروح العدوانية الشوفينية في شخصيته من خلال احتكاكه المباشر بشؤون الناس وقضاياهم الحياتية والمصيرية من خلال وزارة الداخلية التي تحظى في ذاكرة الشعب بالكثير من صور العذاب والآلام والقمع والإرهاب والحرمان من أبسط الحقوق والحريات ، فالأصل في مملكة بني سعود هو مبدأ ( اللايجوز والممنوع ) حتى أصبحت قائمة المحرمات والممنوعات هي الحكم الأولي لكل شيء يرتبط بحياة الناس الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والفكرية والثقافية والدينية ، بل حتى تنفس الهواء والانتقال والحركة محكومة لرخصة ولي الأمر! ، وأما المباحات فقد انقلبت إلى استثناءات نحتاج في معرفتها والعمل بها إلى مرسوم ملكي أو فتوى من شيخ ملكي حتى غدت دائرة الاستثناءات تلك تتقلص لدرجة الاختناق حتى الموت ، ومن يجرؤ على مخالفة مبدأ المحظورات السعودية فوزارة نايف وأجهزته الإرهابية القمعية بما فيها المؤسسة الدينية التي أصبحت جزءا من وزارته له بالمرصاد .
كما تحولت القاعدة العقلية والشرعية القائلة بأن كل متهم بريء حتى تثبت إدانته في مبدأ نايف إلى كل بريء متهم حتى تثبت براءته ، وهو مبدأ الأخذ بالتهمة والظن المتبع لدا الطغاة والجبابرة والفراعنة .
لقد حول نايف بن عبد العزيز البلاد إلى سجن كبير قد اعتقلت بداخله حرية الشعب وحقوقه وماله وعزته وكرامته ، حتى غدت بلادنا بكل مرافقها الحكومية والخدمية قلعة بوليسية ومركزا أمنيا تابعا لنايف و أجهزته الإرهابية القمعية .
لقد استحوذ نايف ووزارته و أجهزته الفاسدة على كل مفاصل السلطة حتى أصبح ملكا فعليا يمارس دوره الديكتاتوري بالإمساك بمراكز السلطة الحساسة بشكل مباشر وغير مباشر ، فإضافة إلى منصبه في وزارة القمع فهو يترأس العديد من المجالس واللجان من أهمها : رئيس اللجنة العليا للحج ، رئيس المجلس الأعلى للإعلام ، رئيس مجلس القوى العاملة ، رئيس مجلس إدارة التنمية البشرية ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العليا للسياحة ، عضو في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ، هذا إضافة لسيطرته على جهاز القضاء الذي يفترض فيه أن يكون مستقلا ونزيها وضامنا لتحقيق العدالة بين الناس ، ولا أريد الإسهاب أكثر من ذلك في هذا المجال تاركا الحكم والتعليق للقارئ الكريم .
انجازات نايف على المستوى الأمني
لم يحقق نايف شيئا يذكر على مستوى الاستتباب والاستقرار الأمني الذي من شأنه خدمة الوطن ومصالح الشعب ، على عكس ما يحاول الإعلام السعودي تصويره وإثباته للرأي العام المحلي والعالمي .
لو اكتفينا بتسليط الضوء على ما تتناقله وسائل إعلام النظام من ارتفاع مستوى الجريمة والانحراف والفساد الاجتماعي كجرائم القتل والسطو المسلح والجرائم الأخلاقية البشعة ، وارتفاع عدد المدمنين على المواد المخدرة بشكل مخيف لخرجنا بنتيجة تؤكد كذب مقولة استتباب الأمن والاستقرار في هذا البلد ، ولو أمعنا النظر لوجدنا أن لوزارة الداخلية وبعض ضباطها ومسؤوليها الفاسدين المفسدين في الصف الأول الدور الرئيس في انتشار هذه الظواهر المفزعة ، لقد كان لهذه الوزارة الفاسدة الدور المشهود في انتشار تجارة السلاح والمخدرات والحماية والإشراف على بيوت الدعارة و أصحاب الرايات وتجارة الرقيق الأبيض .
نعم من زاوية أخرى قد حققت هذه الوزارة الأمن والاستقرار لسلطتها وكيانها من خلال الاهتمام ببناء السجون ، وشراء صفقات الأجهزة والأدوات المتطورة المخصصة لقمع المواطنين وتعذيبهم داخل السجون ، لقد استطاعت إلى حد ما عبر الإرهاب والسطوة والبطش والتنكيل الوقوف بشكل مؤقت أمام عواصف المعارضة والرفض الشعبي ، وحركات المطالبة بالإصلاح في محاولة يائسة منها لإسكاتها والتقليل من تأثيرها وانتشار رقعتها ، إلا أن ذلك لن يدوم طويلا حيث أن للظالم جولة وللمظلوم دولة .
نايف بن عبد العزيز الذي كان يسعى منذ زمن طويل للتألق في وزارته والحصول على انجازات ترفع من نصيبه في استلام السلطة ، فشل فشلا ذريعاً أمام كشف حقيقة أهم حدثين وقعا في البلاد ، وهما انفجار العليا في الرياض عام 1995 ، وانفجار الخبر عام 1996 ، فلم تستطع وزارته أن تحل لغز هذين الحدثين وتكشف عن الفاعلين الحقيقيين المسؤولين عن هذين الحدثين الكبيرين ، فأقدم على حملة اعتقالات واسعة في صفوف المواطنين على أثر الانفجار الأول في الرياض ، ومن أجل أن يواري نايف سوأة عجزه في الوصول الى نتائج حقيقية قام بالتحقيق مع عدة أفراد من المعتقلين وأجبرهم أمام كاميرات أعدها لهذا الغرض على الاعتراف تحت وطأة الضغط والتعذيب بالمسؤولية عن الانفجار ، وكانت المجموعة المكونة من أربعة مواطنين قد أعدموا فيما بعد بتهمة المسؤولية عن الانفجار واحدة من مجموعات كان النظام قد صورها أيضا وأخذ منها اعترافا بتنفيذ الانفجار ، وكانت كل تلك المجموعات تنتظر تنفيذ حكم الإعدام بها إلى أن فوجئوا بتنفيذ الحكم في غيرهم ، ولعل الاختيار قد وقع على أولئك الأربعة المساكين بحكم أن القصة والسيناريو والمونتاج والتصوير كان الأفضل من بين تلك السيناريوهات المصورة ، والقصص المفبركة ، فقام نايف على الفور بإغلاق الملف المعقد الذي لا طاقة له على حله قاطعا بذلك الطريق على أمريكا التي كانت تريد التدخل في مجرى التحقيقات باعتبارها المعني الأول في هذا الحادث ، الأمر الذي أغضب الأمريكان آنذاك كثيرا لرغبتهم في كشف الفاعل الحقيقي وعدم اقتناعهم بنتائج التحقيقات السعودية .
والفشل الآخر الذي أكد بما لا يدع للشك مكانا ضعف نايف وخواء مؤسسته الأمنية التي يتباهى بها ويتبجح ، ويستقوي بها على الضعفاء من أبناء الشعب ، كان بعد الانفجار الذي استهدف المجمع السكني للقوات الأمريكية في الخبر ، حيث بدأت أصابع الاتهام في هذا الحادث تتنقل من جهة إلى أخرى ، إلى أن استقر رأي نايف بعيدا عن نتائج التحقيقات والمعطيات والأدلة على توجيه أصابع الاتهام للشيعة ، فأطلقت وزارته أكبر حملة اعتقالات تعسفية شهدتها المنطقة الشرقية عام 1996 ، فانطلقت فرق الذئاب البشرية لتداهم المنازل والمساجد والمدارس والجامعات والدوائر الوظيفية ، فاعتقلت العشرات من العلماء والشباب فزجت بهم في سجونها ، ومارست بحقهم أبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي بغية الحصول على اعترافات تخدم توجه نايف في إلصاق التهمة ببعض شباب الشيعة ، وأجبر كما في القضية الأولى بعض الشباب كل على انفراد تحت وطأة التعذيب والتهديد على الإدلاء باعترافات قد أعدت وفبركت سلفا أمام كاميرات دراما وزارة الداخلية لتكون دليلا على مسؤولية بعض الشباب الشيعة عن انفجار الخبر ، حيث أسند لكل واحد من هؤلاء الشباب دورا وهميا في هذه التمثيلية الهوليودية ، فخرجت على أثرها رواية الاتهام السعودية بحق مجموعة من شباب الشيعة ، والتي سلم على أثرها المواطن هاني عبد الرحيم الصايغ من السلطات الكندية لأمريكا التي استدرجته ليعترف بدوره المزعوم في تلك الرواية ، إلا ان القضاء الأمريكي وبعد التحقيق معه تفاجأ بأن الرجل بريء مما نسب اليه ، بعد دخول الأمريكيين على خط التحقيق مع المعتقلين بشكل مباشر تبين لهم كذب الرواية النايفية وأن المعلومات التي قدمها نايف للأمريكان بحسب تصريحاتهم لم تكن سوى معلومات عديمة الفائدة انتزعت بالقوة والإكراه .إلا أن رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي آنذاك لويس فريه وبعد عدة سنوات من الفشل والعجز عن الوصول إلى الحقيقة ، وعلى وقع ضغوط عوائل القتلى في الحادث ، ومشارفة انتهاء خدمته كرئيس للمكتب من دون تقديم نتائج ملموسة ، وغيرها من الأسباب السياسية اضطر للقبول برواية نايف ، واتهام من برأه القضاء الأمريكي مرة أخرى بدوره المزعوم .
وهكذا أغلق الملف بنصر موهوم وانجاز معدوم لرجل فقد ماء وجه وبان عجزه وضعف وخواء وزارته على حساب مجموعة من أبناء هذا الشعب مازالت تعاني من عذاب و آلام السجون منذ أكثر من ستة عشر عاما .
لقد كان نايف بحاجة إلى أحداث مصطنعة و أهداف وأعداء من نسج خياله ليبرز أمام الرأي العام المحلي والعالمي كضحية من ضحايا الإرهاب ، و كبطل منتصر ، قد حقق لوزارته منجزات عجزت عن تحقيقها على أرض الواقع ، فدخل كممثل في مسرحية الحرب على الإرهاب الأمريكية ، حيث كان هو ونظامه أحد صناع هذه المسرحية الدولية ، وكان العدو المزعوم في هذه المسرحية ( القاعدة ) البيوض المفرخة سعوديا ، والموجهة حسب المصلحة أمريكيا .
ولا نريد القول أن ما جرى في بلادنا من أحداث ومجازر بحق المدنيين على أيدي عصابات القاعدة كان كله من نسج الخيال ، إلا أن القنبلة الموقوتة التي يصنعها صاحبها لتكون أداة غبية للموت والخراب المتنقل وفق أفكار وأيديولوجيات منحرفة ومتحجرة ، لا يمكن أن تعطي صاحبها صك الأمان بعدم إصابته بشرارها وشظاياها .
إلا أن المقطوع به أن نايف قد استفاد من تلك الأحداث المحدودة في بلادنا ليصنع منها ملاحم وبطولات ومواجهات وكشف عن خلايا ومخازن أسلحة مزعومة ، وإحباط عمليات لا وجود لها ، على أمل استرجاع الاعتبار والهيبة التي فقدتها وزارته ، و جبر العجز والضعف الذي مني به .
https://telegram.me/buratha