المقالات

حينما تعتلي

750 16:18:00 2011-11-03

الكاتب والإعلامي قاسم العجرش

تشكل مفهوما "الوطنية" الحديث منذ أوائل القرن الفائت، وأرتبط هذا المفهوم المستحدث إرتباطا وثيقا بالتحرر من الإستعمار، وباتت الأنظمة التي تخلصت من الإستعمار تسمى بأسم "الأنظمة الوطنية" ويسمى نظام حكمها "بالحكم الوطني"، وسميت الحركات التحررية الكبرى التي خاضت نضالا مريريا للتخلص من الأستعمار "بحركات التحرر الوطني"، وأطلق العديد من القوى السياسية الفارغة على نفسه إسم "الحركات الوطنية"، مع أنها بالحقيقة حركات محلية، والمحلية مفهوم مقارب للوطنية من بعض جوانبه، ثم تطور إستعمال لفظة "الوطنية"، فأطلق على القوى والأفراد الميالين الى اليسار في فترة ما، فيما أطلق في وقت لاحق على القوى المغرقة بالأقليمية قبالة القوى ذات التطلع القومي، وبمرور الزمن تحدد إستخدام "الوطنية" بالعمل ذي المنفعة العامة، وأصبح كل ما سواها يعبر عن ضدها، فعندما تشكلت أول شركة نفط عراقية خالصة قبالة شركات النفط الأجنبية العاملة فيه، سميت تلك الشركة بأسم شركة النفط الوطنية، وأخذت بالحقيقة بعدا "وطنيا" كما صارت بالوقت نفسه واحدا من الرموز "الوطنية"، ومنذ ذلك الحين تَرَمَزَ العمل الحكومي الخالص بـ "الوطنية"، وهكذا أنتجنا سكاير"الوطني"!،وبنينا المسرح "الوطني"، وتأسست شركة التأمين "الوطنية"، وشركة الكهرباء "الوطنية"، واللجنة "الوطنية" للموسيقا، والمركز "الوطني" لنقل الدم!، والمركز "الوطني" لحفظ الوثائق، والمكتبة "الوطنية"، وفي البصرة شارع "الوطني" وسينما "الوطني"! وتغير إسم السلام الملكي الذي تعزفه موسيقا الجيش للضيوف الرسميين للبلاد، الى السلام الجمهوري في بداية عهد كريم قاسم، ثم تحول إسمه الى النشيد "الوطني" حينما أضاف له نظام البعث إسمه بقصيدة الكمالي (شعلة البعث صباحا)، وهكذا أصبح القادم بقطار أمريكي "وطنيا" يُقرأ نشيده صباح كل خميس بالمدارس في رفعة العلم، ومع أن مفهوم "الوطنية" كمسمى راق يعبر عن الإلتصاق بالوطن وحبه تحديدا، وهو مفهوم سياسي الأبعاد كما هو واضح، إلا أن الإسراف في إستخدامه في غير موضعه مسألة تحتاج الى إعادة نظر، ففي عهد جمهوريتنا الخامسة، أطلق على القوات العسكرية التي شكلت حديثا إسم "الحرس الوطني)" الذي ألغي فيما بعد وأضيف الى الجيش، لكنه بقي قيد الأستخدام الشعبي لحد الآن، كما أنشئت وزارة أسمها وزارة "الأمن الوطني"، وجهاز مخابرات سمي "الوطني"، فيما أستحدثت قوة عسكرية لا هي شرطة صرف ولا هي جيش صرف سميت "الشرطة الوطنية"، تدارك أهلها الأمر وسموها شرطة إتحادية، لكن إسم "الوطنية" بات لصيقا بها! والسؤال الذي يفرض نفسه: إذا كان مفهوم "الوطنية" يعبر عن مفهوم سياسي كما مر، فلماذا تضيفه الحكومة الى عناوينها الرسمية وهي ليست بحاجة الى تأكيد ذلك؟ ؟! سؤال له دلالة تحتاج الإجابة عليه إعادة قراءة ما تقدم...كلام قبل السلام: آخر المستحدثات "الوطنية" هو (التوازن الوطني) وهو إعتلاء لظهورنا مجددا بعنوان جذاب..! سلام

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك