بقلم : مصطفى ياسين
عيدكم مبارك، ولكن...؟ بقلم : مصطفى ياسينما يشهده البلد اليوم من اختلال واضح في الاستقرار الأمني والسياسي مضافا إليه التخبط بجميع الجوانب الأخرى،يكشف وبلا شك ان البلاد بمأزق ومنزلق خطير ،يتحمله المتشبثون بالحكم القهري والمستفردين باراهم التي لا تضمد جرحا ولا تعالج حالا،ولاسيما بعد الخورقات الأمنية الواضحة المعالم والدلالات،وكأن المصائب مكتوب عليها(العراق أولا) والأحزان نصيب شعب سكن مابين النهرين،لتسمى بأرض السواد،والأفراح تأبى ان تطول في وجودها عندهم،ولبس السواد هو المألوف وما عداه هو النشاز والمخالف للمعروف،هذا هو حال بلدي من قديم العهد الى يومنا هذا،ويقال لي لما أنت متشائم و تفاءلوا بالخير تجدوه، فما ان أطيح بالصنم الذي جثا على صدر العراق أكثر من ثلاث عقود،حتى تباينت واختلفت الآراء حول القادم للشعب وما سيتحقق لأبناء هذا الوطن المظلوم،وأخذا الحالمون برسم الصورة التي سيرون بلدهم فيها،صورة مشرقة وأحلام وردية، لأفقر، ولا حرمان ،وحرية في التعبير والإرادة ،بناء وأعمار وتقدم وازدهار،ولم يكن يتوقع الجميع بما فيهم حتى المتشائمون ان أيام صعبة سوف تمر بهذا البلد وشعبه بعد ذلك اليوم الذي سقط فيه اعتى نظام دكتاتوري أذاق أبناء الوطن أبشع الألوان العذاب والظلم،كنا نتصور ونحلم ان القادمون سيمحون تلك الذكريات الأليمة ويكفكفوا عن دموعنا الغزيرة وسيعلو صوتنا عاليا ونحن نحدث الآخرين عن قادتنا الكرام وتجربتهم البراقة وعن قيادتهم لشعب انتظرهم بشوق وحنين لينقلوا لنا تجارب متراكمة لما راؤه ومارسوه وهم خارج السلطة،أضافتا وهم يتمتعون بحملهم لأعلى الشهادات الدراسية والتخصصية، وكانت هناك اعتراضات ومعاكسات كلامية وغيرها من البعض،والذي كنا لا نطيق سماع حديثهم ونعتبرهم ناقمين علينا و ما يمكنه ان يتحقق،ونجادلهم بالأدلة الدامغة المعززة بالأرقام والمستهلة من التجارب الديمقراطية المماثلة للدول المجاورة لنا و العالم،ولم تكن لهم أية حجة مقابل كلامنا سوى السكوت والتوعد بكلمات يكررونها وبدون أدلة منطقيتا...لقد صدقوا حديثهم والذي لا يستند للواقعية حسب فهمنا،فلم يصدر ممن كنا ننتظرهم أي مما توقعناه فقر مدقع قاهر وجهل مستشري و فوارق طبقيه مابين أبناء الطبقة الواحدة،وجيش من العاطلين عن العمل ،وجيوش من الأرامل والأيتام والمعاقين،الشعب يعيش اشد ألوان العذاب وهو يفتقر لأبسط مقومات الحياة الكريمة من خدمات وعيش بسيط ولو متساويا لمن لا يملك اقل من جزء بسيط من ثروات العراق المتعددة...فبدلا من الالتفات للفقراء في بلد الأغنياء وإدخال السرور على الأسر التي تنتظر ذلك من حكومتها الموقرة،أخذت الحكومة عهدا على نفسها ان لا تنفق الأموال إلا على الميسورين،وأصحاب الدرجات الرفيعة والفقراء حصتهم موجودة في الميزانية القادمة،ولن يضيع حقهم (مادام أبو إسراء موجود)..
https://telegram.me/buratha