حافظ آل بشارة
كبداية موفقة لعمله الجديد رئيسا لشبكة الاعلام العراقية اجتمع السيد محمد عبد الجبار الشبوط مع مدراء الفضائيات العراقية ، استنطقهم فتكلموا ، فكان حديثهم توليفا لمجموعة عتابات وشكاوى ومشاريع وأمنيات ، قالوا : شبكة الاعلام هيئة وطنية كباقي الهيئات اي بحجم وزارة ويجب ان تتحرك بحجمها عملا وقرارا وامكانيات ، وهي ذراع الدولة الاعلامي الثقافي وليس ذراع الحكومة وقد وجدت لرعاية التغيير في البلد المهدم ثقافيا قبل ان يكون مهدما أمنيا وعمرانيا واقتصاديا، اعادة اعمار الانسان مهمة خاصة لا يمكن ان تقوم بها شركات كورية او يابانية او صينية ، يجب ان تقوم به جهات عراقية مسؤولة أمام الله ، شبكة الاعلام العراقية من ابرزها ، الاعلام الوطني الحالي بصحافته وتلفزته واذاعته ومواقعه الالكترونية اعلام غير حكومي ، الحكومة تخطب وتقول انها تتبنى مشاريع التنمية الشاملة واهمها التنمية الثقافية ، ولن تستطيع القيام بها لوحدها يجب ان يكون هناك برنامج وطني شامل لهذا النوع من التنمية ، أي الشراكة القوية والمقنعة والمثمرة بين شبكة الاعلام والقنوات الفضائية الوطنية التي تزيد عن 30 قناة بعضها عراقي اهلي وبعضها عراقي حزبي ، وبعضها شركات لها اجندات واجتهادات معينة ، اذا دعيت الفضائيات العراقية لتنفيذ رؤية الدولة في التنمية ورعاية التغيير التأريخي فعلى الدولة ان تمنح هذه القنوات حقوقها المادية ، وتشارك في تمويلها والعراق مثل غيره من الديمقراطيات لدى برلمانه بنود انفاق على وسائل الاعلام ومنظمات المجتمع المدني وهناك سهم لكل وسيلة اعلام يجب ان يصلها بدون استجداء . كما شكا المجتمعون من ضرائب هيئة الاتصالات التي قصمت ظهور الفضائيات بملياراتها ، تقول الهيئة انها تبيع الفضاء الذي تسير فيه موجات البث وتعتبره ثروة كالنفط ، هذا الاثير الذي هو ملك الله وفيه تسبح الملائكة ليلا ونهارا تبيعه هيئة الاعلام بالمتر المربع ولو تمكنت لباعت معه الملائكة ، ومعنى ذلك ان الحكومة بدل ان تساعد الفضائيات الوطنية ماليا تبيعها الهواء باغلى الاسعار وهذا طراز غريب من الصداقة والشراكة الأخوية ، الشبوط اعلامي قديم ولا يفتقر للغة المشتركة مع ضيوفه الفقراء . وقد تحدث وكأنه يقرأ ما في نفوسهم وما بين سطورهم . اسفر هذا الاجتماع المتفائل عن الاتفاق على ان تتخذ شبكة الاعلام من مدراء الفضائيات العراقية هيئة استشارية عليا لها من أجل توحيد الرؤية والثوابت وتقريب وجهات النظر والخروج برسالة مشتركة قدر الامكان في المعالجة الاعلامية الخبرية والبرامجية ، هذه الهيئة المستحدثة تجتمع شهريا ، وتشكل وفدا عند الحاجة يتواصل مع مجلس النواب والوزارات المختصة لحل مشاكل وسائل الاعلام الوطنية ، ربما من عجائب الصدف ان هذا الاجتماع جاء في وقت قلصت الحكومة منحة الصحفي العراقي لتصبح مليون دينار في السنة ، اي مايعادل أجرة يوم واحد لنائب او وزير في هذه الدولة ، فتأمل هذه الأرقام . اصبحنا نتمنى ان يصلح لنا شبوط الاعلام ما أفسدته تماسيح الحكومة .
https://telegram.me/buratha