محمد علي الدليمي
مع اقتراب موعد الانسحاب الأمريكي من العراق ،يزداد الموقف العام غموضا وتعقيدا،لتثار عدة أسئلة حائرتا ،والإجابة عنها مفقودة والكثير منها هش لا يصمد أمام النقد والواقع،فماذا لو ان أمريكا ألغت فكرة انسحابها...؟ عند ذلك ما الذي سيحدث وما هو حجم ردود الأفعال التي ستصدر من الشعب العراقي والحكومة على حد سواء..! وبعد الاعترافات الأخيرة لقادة الجيش الأمريكي باقترافهم لأخطاء جسيمة في العراق خلال الفترات الماضية،وتصاعد الأزمة الإعلامية المتبادلة مابين أمريكا وإسرائيل من طرف وإيران من طرف أخر حول إمكانية توجيه ضربة عسكرية محددة للمفاعل النووية الإيرانية و من الأراضي العراقية ومياهٌ الإقليمية والقواعد العسكرية الأخرى في الخليج،زاد من مخاوف نشوب حرب طاحنة أخرى في المنطقة،و لا شك أن افتعال التهديدات و الصراعات والمناورات العسكرية والسياسية صنيعة أمريكية غربية تصب في صالح شركات تصنيع السلاح وتعزز من التواجد الأمريكي في المنطقة خاصة في منطقة الخليج الغني بالنفط.....
فالعلاقات الإقليمية والدولية لا تفهم ولا تجيد لغة الصدق والالتزام الأخلاقي والحضاري..ما يربطها دائماً هو المصالح المشتركة التي تخضع للمتغيرات الزمانية والظرفية لذا يجب على كل الساسة أن يضعوا دائماً هامشاً لمصداقية الاتفاقيات السياسية والاقتصادية لتخضع للتبدلات والتحولات العالمية والإقليمية فصديق اليوم قد يكون عدو غدٍ والعكس صحيح..لا مجاملات ولا التزامات تضمن بقاء الحال على ما هو عليه...ويجب ان يكون البديل جاهز دائماً ويجب أن لا يضع السياسي كل طموحاته وتطلعاته ووسائله في سلة و خانة واحدة..إي ضربة لمنشآت إيران ستحول المنطقة الى كرة محترقة و لان إسرائيل تملك سبع مفاعلات نووية بينما إيران تملك منشآت كلها لا تعادل مفاعل تجارب إسرائيلي و بالتالي الضربة إذا تمت إما ستكون بحرب شاملة و هذا ما تعجز عنه أمريكيا و إسرائيلو إما ضربة موضعية و إسرائيل هي الخاسر مهما كان الرد الإيراني صغير أو محدد،والاحتمال الثاني هو الأبعد.
و بالتالي من يدرك الورطة الأمريكية الإسرائيلية اليوم في ظل أزمة الديون والصحوات الإسلامية والذي يعرف ب(الربيع العربي) والتحولات الكبيرة في موازين القوى في منطقة الشرق الأوسط يدرك بان أمريكا لا تريد ضرب إيران حاليا ولكنها تريد غير ذلك وهو أطالة بقاءها في المنطقة تحت أسباب أزمة ضرب إيران،وحماية حلفاءها في منطقة الخليج العربي،وانتظار ما سيصدر من العراق..
https://telegram.me/buratha