المقالات

الحسين (ع) مدرسة العلوم القرانية (2)

967 18:16:00 2011-11-05

سامي جواد كاظم

احد الاوجه التي تستخدم بها بعض الايات القرانية هي وجه الدعاء اي قرائتها بنية الدعاء مثلا ربنا لاتؤاخذنا ان اخطأنا او نسينا ، وعملية انتقاء الاية التي تكون من صلب الموضوع الذي يستحق الدعاء يجب ان تكون عملية انتقائية دقيقة بحيث انها تفي باجزاء الموضوع المطلوب للدعاء ، ومن هنا يكون استخدام اية ما لغرض الدعاء من قبل المعصوم تنم عن ابعاد فكرية قد تتجاوز الدعاء وتفتح مجال للفكر في منحى اخر ، فالامام الحسين عليه السلام عندما خرج من المدينة متجها الى مكة ، ولمّا نظر إلى جبالها من بعيد جعل يتلو هذه الآية : ( ولمّا توجّه تلقاء مدين قال عسى ربّي أن يهديني سواء السبيل ) ،القصص 22هذه الاية لو صنفت ضمن المباحث التي تطرق اليها القران الكريم لصنفت ضمن المبحث التاريخي الخاص بالنبي موسى عليه السلام وما رافق حياته من مفارقات ولكن عندما استخدمها الامام الحسين عليه السلام في هذا الموضع فهذا يعني ان لها ابعاد فكرية تطرق اليها الامام عليه السلام تخص نهضته ضد الباطل ، وقد ذكرت كتب التفاسير ومنها البيان في تفسير القران معنى الاية وذلك : "و لما صرف وجهه ـ النبي موسى عليه السلام ـ بعد الخروج من مصر حذاء مدين قال: أرجو من ربي أن يهديني وسط الطريق فلا أضل بالعدول عنه و الخروج منه إلى غيره.وتفسير اخر للاية في تفسير اخر ذكر معنى "و لما توجه تلقاء مدين" التوجه صرف الوجه إلى جهة من الجهات و قوله هذا المعنى يتوجه إلى كذا أي هو كالطالب له يصرف وجهه إليه قال الزجاج معناه و لما سلك في الطريق الذي يلقى مدين فيها و هي على مسيرة ثمانية أيام من مصر نحو ما بين البصرة إلى الكوفة و لم يكن له علم بالطريق و لذلك «قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل» أي يرشدني قصد السبيل إلى مدين و قيل سواء السبيل وسطه المؤدي إلى النجاة لأن الأخذ يمينا و شمالا لا يباعد عن طريق الصواب و قيل أنه لم يقصد موضعا بعينه و لكنه أخذ في طريق مدين و قال عكرمة عرضت لموسى أربعة طرق فلم يدر أيتها يسلك و لذلك قال عند استواء الطرق له «عسى ربي أن يهديني سواء السبيل» فلما دعا ربه استجاب له و دله على الطريق المستقيم إلى مدينوهذا يعني ان توجه الامام الحسين عليه السلام لم تكن مكة هي الوجهة المطلوبة ولكنه ينتظر ما سيؤول اليه الامر ولهذا ذكر الاية كدعاء لتكن الارادة الالهية هي المتحكمة بما سيكون عليه اتجاه سيره وهذا يؤكد ان سيره باتجاه كربلاء كان بامر الهي استجابة لدعائه

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك