المقالات

استمرار التنازلات

640 09:31:00 2011-11-06

حامد الحامدي كاتب وإعلامي عراقي

من الأمور التي باتت تشكل عنصر غرابة في واقعنا السياسي العراقي هي كثرة التنازلات بين السادة السياسيين ، ولغايات مختلفة قد تكون ( الصفقات ) هي القاسم المشترك الأكبر فيها ، وهذه التنازلات عادة ما تكون على حساب الشعب العراقي .فالسياسيون الان ابتعدوا من حيث يشعرون او لا يشعرون عن المنطق الحقيقي الذي لابد أن يعملوا به وهو خدمة المصلحة الوطنية ، ووضعها من أولوياتهم بعيدا عن المحاصصة والصفقات والمساومات إلا إن ما يجري في المشهد السياسي من حدوث كثرة التنازلات وقياسا مع ما يجري في أي مشهد سياسي بالعالم ، فان المشهد السياسي العراقي يتصدر القائمة لان المصالح والضغوطات كثيرة والخوف على المناصب والامتيازات يجعل المرء لا يفكر كثيرا في إعطاء أي نوع من التنازلات . ولكن المصيبة الأكبر والأدهى إن اغلب هذه التنازلات تأتي من مصادر عليا في الحكومة العراقية ، بحيث بات المواطن العراقي لا يثق بأي قرار يمكن أن يتخذ ويحتمل تنفيذه ؟؟، لان المصالح بالتأكيد سوف يكون لها دور في إعادة النظر بأي قرار حكومي مهما كان حجمه او الجهة التي صدر منها ، فما يحدث من تنازلات من قبل الحكومة العراقية تجاه بعض الأطراف او القضايا يؤدي بالنتيجة الى انعدام الثقة بين المواطن والحكومة .فأوامر إلقاء القبض على بعض المتهمين وأوامر الإقالة وحتى إصدار الأحكام الجنائية وأحكام الإعدام ونتيجة لوجود ( سياسة لي الأذرع ) او المساومات يتم التريث بها او إلغاءها ( وحسب المصلحة ) وهي بعد لم ترى النور ؟!، وبالنتيجة فان خيبة الأمل التي تصيب المواطن العراقي تجعل من الصعب على القائمين على إدارة الملف الحكومي أن يكسبوا ود المواطن ، كما هو الحال في ما يصدر عن مكتب السيد رئيس الوزراء من قرارات ، فيما يخص بعض الذين تم اعتقالهم وخصوصا في قضية النخيب وبعض الاعتقالات والإقالات الأخيرة . ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل إن هناك تقارير سرية تشير الى إن مقدار ما يعطى من تسهيلات وتنازلات لبعض الدول المجاورة وحتى غير المجاورة بات يشكل مشكلة خطيرة بالنسبة للسياسة في العراق . إذ تشير التقارير الى إن هناك مجموعة من الشركات والشخصيات والحكومات تمارس نوع من المساومة على إقامة مشاريع او تمرير قرارات او تنفيذ صفقات معينة ومع جهات حكومية عليا ؟!، ومن ثم فان ما تمارسه هذه الجهات الخارجية او الداخلية من مساومات وضغوطات يجعل الحكومة العراقية تتنازل عن الكثير من الثوابت الوطنية والتي هي كما قلنا على حساب ثروة البلد والمواطن العراقي .لذا فان استمرار مسلسل التنازلات لا يمكن أن يخدم المصلحة الوطنية بل على العكس ربما يضر بها اكثر مما تضر الخسائر الاقتصادية لان الشعب العراقي الان بات لا يعلم مقدار ما يقدم من تنازلات سواءا على مستوى أحزاب او كتل او على مستوى شخصيات وتجار وعملاء او على مستوى حكومات .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك