المقالات

ويل للعربان من حكومة الصبيان

2921 21:00:00 2011-11-06

حمزة الدفان

كلنا نتمنى ان يظهر الامام المهدي (ع) باسرع مايمكن لينقذنا من الجور والظلم ، وكلنا مولعون بقراءة علامات الظهور ، وربما يعيد البعض قراءة الملاحم والفتن مئات المرات وبطبعات مختلفة ليقنع نفسه ان الفرج قريب ، وبائع الكتب في باب جامع السهلة ينادي بصوته الجهوري حاملا الكتاب المطبوع في أحد مطابع بيروت باناقة وهو ينادي : ملاحم ملاحم ملاحم ، يله ياولد خلص خلص خلص ، علامات الظهور علامات الظهور علامات الظهور ، والى جانبه سائق كيه ينادي ابوصخير نفر واحد يله قبط قبط قبط ، فيختلط النداءان ، الظهور حتمي في تاريخ البشرية ولكن كذب الوقاتون ، جلبت نظري علامة من علامات الظهور ، عن ابي بصير عن ابي عبد الله (ع) قال : من العلامات (حكومة الصبيان) وفي رواية اخرى (اذا اعتلى الصبيان المنابر) ، وفيه ان المنابر للخطابة او للحكم أي السلطة وادارة شؤون الناس ، وقائع الدنيا ودورة الأيام تدل على ان الحديث انما يقصد هذه الايام وما يجري فيها على الانام ، فقد انتفض العرب على حكامهم في كل مكان بموجة انقلابية عارمة توصف بثورات الشباب ، والفيس بوك ، حشود من الصبيان وليس في ذلك منقصة ، مما يدل على الجيل الحاضر ونشاطه ، هؤلاء الشباب يسقطون الحكام ويبطلون جبروتهم ، فقد طردوا زين العابدين بن علي من بلده وجعلوه لاجئا في جدة ، وطردوا حسني مبارك وحولوه الى مريض عاجز يسحبه الجنود على سرير الى قفص المحكمة ، وقتلوا القذافي في الشارع بعد ان اهانوه ، وها هم يطوقون رئيس اليمن ورئيس سورية وملك البحرين ، الحمد لله الذي قتل رؤساء العرب وملوكهم واذلهم واراح العباد منهم فمنهم من هلك ومنهم من ينتظر وعذاب الآخرة أشد وادهى ، وبعد ان يفلح الصبيان في اسقاط رموز الطغيان سيسعون الى تشكيل الحكومات وعقد الرايات وحكم الولايات ، والسؤال المطروح : لماذا الاهتمام بحكومة الصبيان والجواب : ان هذه الأمة ياسبحان الله أمة غير موفقة ، كانت هذه الأمة عبدة مملوكة لغيرها من الأمم في العصر الجاهلي بين روم وفرس واحباش ، وعندما تركت الاوثان وآمنت بالاسلام أعزها الله به فاكرمها وجعلها سيدة الامم ، ثم تركت الاسلام ثانية بمحض ارادتها فتفرق أمرها وهانت وذلت وعادت مستعبدة مسترقة لبقية الأمم ، وفي دوامة ضياعها قالت هذه الأمة انها نادمة وستعود الى الاسلام فطاش شبابها وهاموا على وجوههم في ظلمات البر والبحر يبحثون عن الاسلام المزعوم ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور ، فلم يجدوا الا عصابات القاعدة واوباش التكفير وعفونة الطالبان ، فامتشقوا سيوفهم وعاثوا بهذه الامة المستعبدة ذبحا وتمثيلا وتشفيا والعدو يسرح ويمرح لا ينالونه بسوء ، وفي حواضن الارهاب في العراق قتل شباب التكفير اباءهم وامهاتهم واخوانهم كما في ديالى والانبار ونينوى والحلة وصلاح الدين واطراف بغداد ، ثم صالوا وجالوا ثانية فكانت ثوراتهم الحالية وستعقبها حكوماتهم ومثلما وقعوا في مصيدة القاعدة التكفيرية سيقعون ثانية في مصيدتها ولا توجد لديهم اي حصانة من السقوط ، فيعلنونها حكومات تكفير لينصبوا لشعوبهم المشانق ، فيكون حال الرعية كحال من قال : (دعوت على عمرو فلما فقدته / بليت بأوباش بكيت على عمرو) ، يوصف هذا العصر بأنه عصر الظلم والجور خاصة في منطقة الشرق الاوسط وكذب من قال ان السبب هو امريكا او اسرائيل ، ان السبب هذه الأمة المتخبطة فهي لا تحتاج لمن يقتلها لانها تقتل نفسها ، ولا تحتاج لمن يسرقها فهي تسرق نفسها وهي راعية للفساد متعايشة معه ، كل الذي تفعله قوى الشر في العالم هو انها تستثمر انحطاط هذه الأمة بافضل طريقة ، لا يوجد في التاريخ البشري مثال واحد يدل على ان الصبيان قاموا ببناء تجربة سياسية ناجحة او أقاموا دولة منتصرة أو بنوا امجاد أمة متفوقة ، أحد علامات الظلم المستمر والتدحرج المتواصل الى وادي الانحطاط ان هؤلاء الشباب يفتخرون بانتصاراتهم المؤقتة ، ولديهم قوة ممانعة عجيبة تمنع السياسي والمفكر والمثقف المعمر والاستاذ من كبار السن من الاشتراك في هذه التجربة بل لديهم عقدة ضد كل من ظهر الشيب في رأسه ، وهذه لا من علامات التوفيق بل هي من الخذلان الالهي بعينه ورب الكعبة ، هذه الموجة الشبابية الفارغة اصبحت تلتهم العراق ايضا وتفتح الباب للجراوي والدائحين من ابناء الشوارع ليقدموا انفسهم على انهم الطليعة الشبابية التي ستغير الواقع ، اي واقع هذا ثكلتكم امهاتكم ايها الاوباش اللقطاء المخنثون ، لا ثقافة لكم يعتد بها ولا ادب ولا معرفة ولا دين ولا تأريخ ولا وعي ولا حكمة ولا تجربة ولا هوية دينية ولا تربية أسرية ، أميون لا تفهون ، وطائشون لا تهدأون ، هذه الموجة تجتاح بلدان المنطقة ، فويل للشام والعراق والحجاز منها ، انها فتنة تخبط بذراعها مابين جيحون والنيل الى حواضر اليمن ، انها حكومة الصبيان ، وممالك الجراوي ، ارتقوها قبل ان تنفتق ، وأخمدوا اوارها قبل ان تتأجج .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
العايدى محمد
2011-11-20
ليس لنا مقياس نقيس به الامم بل وانفسنا قبل الامم الا دستور الله الاعظم وسنة النبى الكريم فاقرا معى قول الله الاعظم فى كتابه العظيم (ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا اشدكم ومنكم من يتوفى )الاية اى بعد الطفولة تاتى مرحلة القوة فالشباب هو القوة فالشباب هو الذى ازاح الظلم عن البلاد فعلى النخبة والمفكرين والقادة التخطيط الجيد واقرا معى قول النبى الكريم ( اوصيكم بالشباب خيرا فحينما ابتعثنى الله بالحق فقد حالفنى الشباب وخالفنى الشيوخ)الشباب قد حققوا النصرة وعلى ان يكبروا النصرة الله اذن وكبر النصرة تكبر
محمد أبو النواعير
2011-11-13
حبيبي الدفان , الكثير من الدول حكمها شباب وأبدعوا وطوروا حكم بلدانهم هذا من ناحية الحكم , أما من ناحية الثورات فصدقني إن هي مجرد ( فورة ) وبعد أن تستتب الأمور , يرتقي عرش البلاد ممن هم من اهل المكر والحيلة من الوصوليين والنفعيين , من الذين تزول الجبال من مكرهم , وتعاد هذه الجدلية , حيث يأتي اولئك الجدد بشعارات ووجوه ووعود وردية جديدة , وعادة الناس في المجتمعات الشرقية هو الغباء ( كما حدد ذلك المختصين بسيكيولوجية الجماهير ) , فيصدقونهم ويمشون خلفهم , ومن ثم يقوى عود الحكام الجدد فيتحولون الى طغاة
ابو حسنين النجفي
2011-11-11
لا مناص لرتقها بل هو قول رسول كريم وان هذه العلامات وضعها ربك وان الظلم واقع لاريب من لدن عزيز حكيم الا ما رحم ربي انها الهاويه للنزول من عمر البشرية التي لا بد لها من يوم معلوم لظهور امام عادل تسعد به الارض والسماء والبشرية جمعاء بعد ظلم قد انتشر وسفك دماء حرمها الله انه استمرار لقول ربك واعبدوه ولا تشركوا به شيء واما الباقيين فهم الممهدون وهم الممتحنون وعليهم اثقالها اي عبىء الحياة ولملمت الجراح وها هي الايام تلوح بالافق القريب ممحدة للظهور فعلى من يعتبر العبره وعلى من اراد التقوى فليغنم
المهندسة بغداد
2011-11-08
طبعا التوجه ايجابي نحو الثورات لكني اشاطرك القلق اخي الفاضل فشباب الثورات وان استطاعوا ولكنهم للان لم يرسموا الطرق الصحيحة . لو قلنا ان سلوكهم كشباب بشكل عام الى حد ما منحرف خاص الشاب المصري لكان لنا امل في تصحيح الانحراف لكن اخشى ما اخشاه ان الانحراف قد وصل الى المفاهيم وهذا ما تكلم عنه محمد قطب منذ 40 عاما وليس الان ان كان خلل مفاهيم فلا اتوقع استمرار النجاح
ابو مصطفى
2011-11-08
لا اخي مو لهذه الدرجة.. الشباب هم وقود الثورات ولايصح ان نصفهم بالجراوي والمخنثين وما الى ذلك من الاوصاف القاسية هل كان (الكبار السن) قبلهم رجال!!هل كانو اصحاب مبادئ واخلاق! بالتأكيد كلا الشباب (المتميع) غير قادر على ان يقوم بثورة لان هؤلاء يتمنون حكومات علمانية قذرة مؤمنة بالانحلال والتحلل اما ماشاهدناه في مصر وتونس واليمن من شباب فهؤلاء نفخر بهم لانهم هم الرجال حقا..حري بنا ان نفخر بشباب انزلوا علم اسرائل واحرقوه .. يكفي هذه الثورات انها اضعفت العلاقة بين هذه الدول وبين اسرائيل
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك