حمودي جمال الدين
تعالت في الآونة الاخيره وعلى لسان إخوتنا في الوطن والدين وخصوصا أبناء المنطقة الغربية نبرة نحن مواطنين من الدرجة الثانية ,هذه المقولة السقيمة والبائسة التي كان يطلقها أهلنا بمرارة وألم وحسره في مناطق جنوب عراقنا المعذب في أزمنتنا الغابرة ابتداء من صدر الإسلام وتشكيل دولته العتيدة مرورا بتأسيس ألدوله العراقية ألحديثه برعاية حكومة صاحبة ألجلاله البريطانية إلى نهاية العهد ألصدامي المقبور الذي أزيح عن كاهل صدر العراق بفعل طير أبابيل سخرها الله لتقشع تلك الغمامة السوداء عن وجه العراق الدامي وهي تحمل في ثناياها ديمقراطية جاهزة مسلفنه بيافطتها وبنودها الصريحة والمعلنة في العدل والمساواة واحترام القانون والدولة , وعندها تنفس شعب الجنوب الصعداء كباقي أبناء جلدتهم في عموم العراق , و قلنا حمدا وبركة من الله الذي اذهب عنا تلك النظرة الدونية التي رافقتنا كل هذه السنين الطوال ونحن نئن تحت رحمة القرف والازدراء من إخوتنا في الدين والجغرافية وسنكون متساوون في الحقوق والواجبات والناس سواسية إمام هيبة القانون وستعرف كل فئة وطائفة وقومية حجمها وثقلها في المجتمع والدولة لكن حماة الديمقراطية والقوامون عليها والتي أوكلت لهم مهمة تنفيذها والإشراف عليها مثلما رسمت وخطط لها انحرفوا بمسيرتها وسلكوا بها طرقا وشعبا تصب في خانة مصالحهم ومصالح أحزابهم وذويهم وتناسوا قضية وطن وشعب استبشر خيرا بهذه الديمقراطية ,وإذا ما كان إخوتنا في المنطقة الغربية يستشعرون بأنهم متمشين ومستقصين وان الحكومة تعاملهم كمواطنين من الدرجة الثانية وهذا إحساس وشعور لاغبرار عليه لان الحكومة أثبتت وطيلة عمرها حكومة فئوية حزبيبة طائفية بكل ما تعنيه ألكلمه من معنى حيث تضيق حلقة طائفيتها ليس على أساس المذهب والانحدار ألمناطقي وإنما على الحزب والعشيرة والنسب وتنغلق تماما على شخوص منتسبيها وأقاربهم وذويهم ولمن يتأطر بهم ولمن يسير في ركابها من الانتهازيين والمتملقين متعددي الوجوه ومقتنصي الفرص وإزاء هذا الشعور الذي انتم عليه.وحيث يتقسم العراق بين مفهومين للمواطنة وهو المفهوم الذي تحاول إن تكرسه وتغذيه الأحزاب الحاكمة في نفوس أبناء العراق جميعا نتيجة لنهجها وتصرفها وتوجهها ,.وعليه نبني افتراضنا الذي لا يرقى اليه الشك إن هذه الأحزاب بهيكليتها ورموزها وحواريها ومن لف لفها مواطنون من الدرجة الأولى لكونهم خطفواالعراق واتخذوه ضيعة مرهونة بكل خيراته وثرواته وخزائنه وأرضه ومائه وأجوائه ودولته.وسلطاتها وبكل ما تملكه من مناصب وامتيازات ورواتب مهوله وقطع أراضي وقصور وفلل وعرصات من ارث النظام السابق وأزلامه وكل ما حاواه العراق ملكا مشاعا لهم .إما من نكون نحن ؟؟؟نحن الخائبون المنسيون أبناء الدرجة الثالثة في المواطنة بكل امتياز في منظور حكامنا وأحزابهم.
وأقولها بملء فمي هؤلاء الحكام والمتصدرون للمشهد السياسي العراقي لم يتركوا شيئا يذكر لأبناء الجنوب والوسط سواء من حيث الخدمات المتدنية بكل صنوفها أو في البنى التحتية والاقتصادية ولكل المرافق الحيوية التي يتطلع إليها أي إنسان يعيش على وجه المعمورة ناهيك عن الإقصاء والتهميش لأبناء الجنوب وبالأخص من ذوي الخبرات والاختصاصات الذين افنوا سنين عمرهم في التحصيل والدراسة ,جريرتهم كونهم لاينتمون لاحزاب السلطه ولا يملكون ظهرا قويا يسندون انفسهم اليه في دولة تتفشى بها مظاهر المحسوبيه والمنسوبيه.هكذا تعاملنا هذه الأحزاب التي اعتلت السلطة في غفلة من الزمن واستحوذت على الجمل بما حمل.ونحن العراق وإبائه وكريم ما أعطى بنوه وانجد. أتكون محنتنا لأننا لم ننتسب إلى أحزابكم ولم ننغمس في شهواتكم وأدرانكم وسرقاتكم التي تزكم النفوس عفونتها.
https://telegram.me/buratha