الحاج طارق السعدي
الفيدرالية إي الاتحاد، مصطلح سياسي اقتصادي وأداري عام يطلق على إقليم متوحد مع أقاليم أخرى داخل حدود وطن واحد أو بلد معين له حدود وسيادة ،و أول دولة فيدرالية اتحادية حقيقية في المنطقة العربيةهي دولة الإمارات العربية المتحدة رغم أنها دولة ملكية ،و العراق ألان يعتبر أول دولة في الشرق الأوسط تطبق الفيدرالية والانتخابات الديمقراطية الحرة وفقا للدستور الجديد، ولقد مارس العراق في عهد النظام المباد المقبور الكونفدرالية مع ثلاث دول عربية عبر ما يسمى بمجلس التعاون العربي المنهار الذي لا يستند الى أية قاعدة أو شرعية جماهيرية في العراق بل كان قرارا انفراديا مغرضا هدفه الجمع بين أربعة أنظمة عربية هي (العراق ومصر والأردن واليمن )والغاية منه تقوية القاعدة الاقتصادية لهذه الأنظمة الفاشلة عبر نهب ثروة العراق وشعبه وتحويل اقتصادياته الى تمشية سلوكيات هذه الأنظمة بقيادة صدام المقبور خصوصا عندما شعرت هذه الأنظمة ان اقتصادها أوشك ان ينهار بالكامل..وعندما تكون الفيدرالية سببا أو عاملا مساعدا يحافظ على مقومات الإقليم الاقتصادية والإدارية والسياسية والاجتماعية والسكانية بحيث يتعين على سكان الإقليم الاستمتاع بثروات إقليمهم لأغراض البناء والتطور والرفاهية والازدهار الاقتصادي والتكوين السياسي الديمقراطي الذي يتمتع به الإقليم ومن ثم تنعكس حالة الإقليم على الدولة والبلاد بكاملها مما يمنح الدولة والبلد هيبة وقوة متنامية ودعماً تاماً في كل الميادين. فالدول الفيدرالية أو الاتحادية في العالم كثيرة وليست كلها قامت بتطبيق الفيدرالية بمضمونها الحقيقي. فكلمة الاتحادية كلمة أضيفت الى أسماء بعض الدول ومنها الدكتاتورية، أما من طبقت هذا النهج فهي معروفة على مستوى الخارطة السياسية ومعظمها من الدول المتقدمة أو التي تعاظم النمو بالتطور والازدهار فيها وإذا ما أمعنا النظر في خارطة العالم الحديث لوجدنا ان معظم الدول الفيدرالية هي قد تجاوزت كثيرا مما خطط لها من بناء ورقي حضاري شامل وبلغت أعلى مستويات السلم الحضاري المعاصر ،فعند تطبيق الفيدرالية في العراق يتحقق الكثير من المطالب المشروعة والمحمية دستوريا على ان لا يكون تشكيل الأقاليم على أساس طائفي ، فالحفاظ على هوية العراق الاجتماعية والاقتصادية والسياسية هو الهدف من تأيد الدستور العراقي للأقاليم لتصبح الأقاليم مرتكز للقوى والدعم السياسي. فدخول العراق المعترك الحضاري المعاصر وبناء دولة ديمقراطية متحررة واتحادية معتمدا على قاعدته الاقتصادية القوية وثروته البشرية الكبيرة.و التوزيع العادل لثرواته على الشعب حسب الظروف الاقتصادية في الأقاليم. و انتهاء عصر الظلم والتسلط والإرهاب السياسي والديني والاقتصادي والاجتماعي،و نشر ثقافة التسامح بين الأقليات والإجماع على ضرب الإرهاب والفتنة الطائفية المستفحلة منذ أمد بعيد ونبذ التفرقة العنصرية والطائفية،و إلغاء ثقافة الدكتاتورية السابقة التي مر بها العراقيون طيلة قرن من الزمان وإحلال ثقافة حقيقة أصيلة نابعة من قيمه السامية.ان إقامة نظام فيدرالي اتحادي في العراق يعد انتصارا للشعب العراقي وخصوصا للأقاليم المضطهدة والمحرومة والمغيبة التي خضعت عقودا طويلة بل قرونا طوال الى أبشع الاحتكار والتسلط المذهبي والشعوبي والفيدرالية العراقية هي خروج الى النور من نفق الظلام السياسي والقبلي والمتمثل باحتكار السلطة والاقتصاد العراقي يتعين عليه التوحد بالنظام الفيدرالي لا بالحكم المركزي البغيض و كل ذلك يمر عبر أرادة الشعب من خلال رفع المستوى الثقافي لتشخيص ما هو مفيد ونافع لهم،بعيد عن لغة التسلط عند السياسيين و التي بانت في أول خطوة لتشكيل الأقاليم في العراق...
https://telegram.me/buratha