المقالات

خـــذلــتـمـونا

716 12:16:00 2011-11-09

حميد الموسوي

أن تتصدى لتحمل مسؤولية ما.. قرار شجاع، وأن تتطوع لحمل راية.. فقرار أشجع. أما إذا تجشمت أعباء قيادة.. فتلك هي البطولة وذلك هو الإقدام!. والتصدي والتطوع والتجشم لانفع ولاخير فيهن ان لم يكن صادرات عن شعور صادق بقيمة ما تؤمن به، والتزام اخلاقي ثابت بما عاهدت نفسك عليه. وقناعة تامة وكفاءة واهلية لأداء الدور الذي فرضه ظرف حتمي وأوجبته حاجة ماسة، بغض النظر عن شكل وحجم ونوع الدور.. وسواء كانت المهمة وطنية او دينية او انسانية. وحتى مع وجود المطامع الشخصية وغريزة حب الجاه والمنصب لا بد من توافر تلك المزايا وبروز تلك السمات اللازمة والضرورية للعب الدور المطلوب وتحمل متاعبه. وعلى الذين يتبنون المسؤوليات، ويتبوؤون المراكز ان يلتزمو بقواعدها، ولو تصنعا، حتى لا يضيعوا ويضيعوا ناسهم!. بيت القصيد ومربط الفرس هو التلويح براية حمراء فاقعة لمن يعنيه الامر من المسؤولين!. وخاصة الذين تفاءلنا اكثر من اللازم بوجودهم.. ومنحناهم ما تبقى من ثقة.. وصبرنا على برودهم في اطفاء حرائقنا.. وتقاعسهم حيال نوائبنا.. وترددهم عند معالجة اوجاعنا ومشاكلنا!. وبررنا لأجلهم واختلقنا المعاذير متذرعين بتداخل الخنادق.. واختلاط الاوراق، وتعدد الجبهات -خوف الشماتة- وقلنا الخير قادم."شدة وتزول". ورضينا بما رضوا به.. وباركنا لهم مرتباتهم الخرافية.. ومنحهم الأسطورية.. "وخمطاتهم" الحوتية.. ورحلاتهم السندبادية، وقلنا "يستاهلون" اكيد سيتفرغون لمصائبنا.. وسينتخون لفجائعنا.. ويتفانون في سبيل ايقاف نزفنا، وتوفير رغيفنا! لكنهم تمادوا في خذلاننا وبكل بساطة تركونا وسط عاصفة الازمات، ومستنقع المفخخات، وسورة العوز والحاجات .ولا إراديا وبدون شعور يسرح خاطر العراقي المرهوق مجترا فيذكر.. ويقارن. ومن حق الجميع اختيار النموذج الذي به يقتنعون ويقارنون وعليه يترحمون، شريطة ان تكون تلك المقارنة خاضعة لمقاييس السيطرة النوعية للضمير والإنصاف والوجدان وتحت اشراف مخافة الله تعالى. وبخصوص من نعنيهم.. لاتستقيم المقارنة بالرواد الأوائل او بالأولياء والنساك فقد نحملهم مالا طاقة لهم به، لكننا نذكرهم بنموذج قريب منهم وعلى سبيل التشبيه والمثال. رجل مر في ستينات تاريخ العراق ساهم في تحرير العراق واخراجه من السلطات الوراثية والمعاهدات الاجنبية وأنجز خلال سني حكمه الأربع ما لم ينجزه قاتلوه طيلة اربعين سنة من تسلطهم الأسود، كان هذا الرجل يتناول فطور الصباح في "مسطر العمال" في ساحة الطيران، يجلس على صفيحة صدئة عند بائع شاي الرصيف ويتناول استكانه مع صمونة ساخنة من فرن شعبي مجاور بعد ان يطلب من الخباز تكبير الصمونة وتصغير صورته التي زينت الجدار.. وظل ينام على بطانية عسكرية في غرفة متواضعة في وزارة الدفاع، وقتلوه ولم ينتسب لحزب معين ومع ذلك دخل القلوب واستحق الاحترام واول صورة رفعت بعد سقوط الصنم كانت صورته التي اختفت منذ اربعين عاما!. قتلوه مع انه لم يمتلك دارا تؤويه، ولا زوجة ترعاه، ولا ولدا يؤنسه، ولا مالا يسره وزادوها فحرموه من امتلاك قبر!.ذكرتكم بجندي عراقي مخلص.. وكلكم جنود عراقيون مخلصؤن وبإقتدار.. أيها المسؤولون. ولكم ان تختاروا من النماذج ماراق لكم.. وما تشاؤون.. بعدما بان الصبح لذي عينين.. والله اكبر.. وليشمت الشامتون!!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك