احمد عبد الرحمن
بما ان منهج البعث الصدامي ونظرائه التكفيريين في تنظيم القاعدة هو منهج دموي تخريبي قائم على اساس ايقاع اكبر قدر من الخسائر البشرية والمادية في اوساط الناس الابرياء، فأن ذلك يعني ان جميع الاماكن والمواقع بشتى عناوينها، وكل المكونات الاجتماعية تعد اهدافا لهم، وبالطبع فأن استهداف الاسواق ومحطات النقل واماكن العبادة والترفيه والاستجمام والمطاعم والمدارس والجامعات، وما شابهها لايحتاج الى جهد وتخطيط كبيرين بقدر ما يحتاج الى انعدام الوازع الاخلاقي والديني وتلاشي النزعة الانسانية وبروز النزعة العدوانية عند المرء ليقتل كيفما كان واينما كان. والا لو كان هناك وازع ديني او اخلاقي، ونزعة انسانية سوية عند من يسمون انفسهم بـ"المجاهدين" لما اقاموا مهرجانات دموية، كما حصل في الطوبجي وفي الكاظمية وفي بعقوبة وفي الكرادة، بحق الابرياء الساعين الى حياة افضل بعد عقود من الكبت والظلم والحرمان والاستبدادوعلى مر التأريخ لم تعمد حركة مقاومة ما تعمل من اجل التحرير واستعادة الكرامة والسيادة وطرد المحتل من ارضها على قتل الناس وايقاف عجلة الحياة، لانها اذا كانت صادقة في شعاراتها فأن مادتها وعنصر قوتها الرئيسي هو الناس، ودعامات حركتها بث وبعث الحياة في كل الزوايا والمجالات، لانه بالسلاح والعنف وحده، حتى وان كان موجها بالكامل ضد العدو قد لايأتي بالنتيجة المطلوبة اذا لم يقترن بفعل فكري وثقافي واجتماعي كبير تقوم به كل المكونات والعناوين الاجتماعية.وفي العراق، ولانه لايمكن القول او اثبات ان الجماعات التي تقوم بقتل الناس الابرياء بأبشع الطرق والوسائل في الاسواق والشوارع والمدارس والجامعات والمستشفيات ورياض الاطفال والحدائق والمتنزهات وفي داخل اماكن العبادة والاضرحة الدينية المقدسة، لايمكن القول او اثبات انها جماعات مقاومة حقيقية ضد الاحتلال والتواجد الاجنبي في البلاد، لان كل ممارساتها اثبتت وتثبت في كل مرة ان اجنداتها موجهة الى كل ما يمت الى الحياة والتقدم الى الامام بصلة في هذا البلد.. فهي موجهة ومكرسة لازهاق الارواح وسفك الدماء وتخريب الحرث والنسل وبث الرعب والفزع والخوف في نفوس الناس، وتبديد الموارد والثروات انه منهج البعث الصدامي الذي كان سائدا لعقود من الزمن .. واوصل البلاد والعباد الى اسوأ حال.
https://telegram.me/buratha