عباس المرياني
كنا نتوقع ان صور السلب والنهب التي طبعت جبين بغداد والمحافظات الاخرى بعد سقوط نظام صدام المجرم عام 2003 قد انتهت وطويت صفحتها الى الابد وان مصطلح الحواسم الذي اقترن بها وبالتجاوز على الاملاك العامة والخاصة سيتلاشى وينتهي بنهاية تلك الحقبة المظلمة".لكن الاحلام والامنيات شيء والواقع شيء اخر وبين الواقع والامنيات مساحة لا يمكن التغاضي عنها او نسيانها او تجاهلها".وما حدث ويحدث في المعسكرات العراقية التي انسحب منها الامريكان امر محزن وبالغ الخطورة في نفس الوقت لانه يؤشر خللا كبيرا في بناء المنظومة العسكرية المعروفة بالتزامها وجبروتها وقوتها ويدعوا الى وقفة جادة من قبل المسؤولين لمعرفة حقيقة ما جرى في عدد من المعسكرات من سلب ونهب وتخريب من قبل الضباط والمراتب للمعدات والمواد الكهربائية والاثاث التي كانت تحتويها تلك المعسكرات".والى متى يستمر هذا الوضع المأساوي القائم على تبديد وسرقة المال العام ومن هي الجهة المسؤولة عن مثل هذا الانفلات في الضوابط والسياقات الادارية المعروفة".وانا هنا اتسائل هل الاملاك التي تركها الامريكان بعد انسحابهم هي من اموالهم الخاصة ام هي اموال عامة ..ولو اننا افترضنا انها املاك خاصة فمن هي الجهة صاحبة الحق في الاستيلاء عليها او تخريبها او توزيعها على طريقة وهب الكريم ما لا يملك ولماذا لم تشكل لجنة مشتركة من وزارة الدفاع العراقية والجانب الامريكي "وهذا هو المعتاد في مثل هكذا امور" لجرد كل المواد التي ستبقى في المعسكر لتدخل في سجل الموجودات الثابتة حتى يتم الاستفادة منها في تجهيز المعسكرا وابقائها على رونقها وبهائها ونظافتها؟؟؟؟؟.ان ما جرى في عدد من المعسكرات امر محزن جدا والاسوء ان بعض هذه المعسكرات لم يغادرها الامريكان بعد وحدث فيها السلب والنهب وتوزيع المغانم من قبل الضباط والمراتب وكانهم فتحوا بلاد الزنج او الروم او بيت المقدس ولم يخجلوا حتى من عدوهم وهو يلتقط صور للذكرى عن جيش يسرق بيته واهله ونفسه؟؟؟ ... وكلما كانت الرتبة عالية وصاحبها ذو سطوة ومن اولي الباس كلما كان حظه في الحواسم كبيرا وقدرته على اخراج المواد الكهربائية والمنزلية الى الاحبة والاعزة من احسن الماركات وافضلها".وهنا اتسائل مرة اخرى كيف لنا ان نطمأن لهذه المنظومة العسكرية الغير قادرة عن لجم دنائتها اما صغائر الامور في الوقوف بوجه الاغراءات الكبيرة التي من الممكن ان تقدم في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها الشعب العراقي من الارهاب الدولي والسياسي والارهاب الصدامي التكفيري".واذا كنا نجد المبرر ونختلق الاعذار لبسطاء الناس عندما قاموا بعملية الحواسم سيئة الصيت فما هو العذر والمبرر لاشخاص لا يقل راتب احدهم عن مليون دينار..انه ليس الفقر ايها السادة الكرام بل هو السقوط في وحل الدنائة والخسة وانعدام الشعور بالمسؤلية". لا يمكنني ان استشف من غدي القريب اشراقة امل بما هو افضل لي ولوطني، وحماة القانون لا يجيدون غير سرقة الاموال العامة ونهبها او تكسيرها!.
https://telegram.me/buratha