المقالات

بقاء النظام السوري مرهون بالموقف الأمريكي من عودة القاعدة الى ليبيا وتهديدهم للمجلس الانتقالي

927 19:38:00 2011-11-09

بقلم علي الموسوي / هولندا

تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن .. مدخل للمقال عنوانه الغباء الأمريكي والتخبطات الغير مدروسة في رسم شرق أوسط جديد ضمن المقاسات الوهمية والعقلية الأمريكية ... ماذا تفعل أمريكا في المنطقة ؟ لماذا هذا التخبط العجيب في معظم دول العالم ؟.. لماذا قاتلت أمريكا تنظيم القاعدة في العراق واليمن وأفغانستان ؟ وتتصالح اليوم معه ومع الأحزاب الأصولية صاحبة الجذور القاعدية في ليبيا ومصر وتونس وتقدم لهم كل الدعم السياسي والمالي واللوجستي !! ألا يعد هذا تسفيهآ للعقلية الأمريكية ومبادئء الديمقراطية في العالم الغربي المتحضر !! لماذا هذه الأحقاد على النظام السوري ؟ هل جاء الوقت لتصفية الحسابات القديمة ودفع الفاتورة بسقوط النظام والقيادة الأسدية ؟... أسئلة ومحاور عديدة سنحاول التطرق اليها والاجابة عليها ..

لم تعد السياسة الأمريكية مفهومة وواضحة للعيان .. لقد تحير العالم وعجز السياسيون من تفسير وادراك هذه المفاهيم !!.. ولو رجعنا بالتاريخ قليلآ سنكتشف بوضوح مسلسلآ غريبآ مبنيآ على عالم من التناقضات الكبيرة في كيفية التعامل مع الزعماء والدول والحركات السياسية وباختصار شديد لقد قرب الأمريكان لنا المسافات في فهم السياسات المبنية على ازدواجية المعاير والكيل بألف مكيال !.. نعم انه لون أمريكي بامتياز ! ... انه الشيطان الأكبر والأغبر في الوقت ذاته ... علامات استفهام ستبقى محيرة وقد لا نجد جوابآ أو تفسيرآ عندهم الا بعد مرور خمسون عامآ .. أي بعد ان أكون أنا ومن كان في عمري الذي أدرك تلك اللاعيب الخبيثة في خبر كان أو دخل في مرحلة الشيخوخة والخرف وقد أصبحنا عديمي الفائدة و بلا صورة أوعنوان ... المهم ان المخططات الأمريكية ستجد من يبرر لها ويقدم لها كل الدعم المالي والاعلامي واللوجيستي متناسين ان الفلك دوار وسيأتي يوم الحساب ولم يعد التبرير مقبول بعد اليوم في ان ( الغاية تبرر الوسيلة ... ) ..

لسنا في موقف الدفاع عن أي نظام أو رئيس قاتل ومايهمنا اليوم محاولة التعرف على المخططات الأمريكية في رسم الشرق الأوسط الجديد.. لقد اكتوينا بالأساليب القذزرة للأنظمة العربية في كيفية التعامل مع شعوبها وأشقاءها في المنطقة وفوجئنا بحجم التآمر والحقد الطائفي الذي يكنه هؤلاء للعراق وشعبه والتاريخ طويل ومليء بالمؤامرات ويحدثنا عن نفسه .. كما أقلقنا الاصرار الأمريكي في تأديب النظام السوري ومحاولة اسقاطه ولوكان الثمن الهرج والمرج !! ... وقد أصبح هذا الموضوع حديث الساعة ولا يخلو أي مجلس عائلي أو اجتماعي أو سياسي من التطرق له والغوص في تفاصيله وذلك للاعتقاد السائد من الخطر القادم جراء هذا التغير المزمع تنفيذه وما سيترك من آثار سلبية على العراق بوجه الخصوص .. لقد كنا ومازلنا نعتقد ان التغير المزمع في سورية لايكتمل الا بعد تتوفر كل العوامل والمقومات لهذا التغير وفي تصورنا يمكننا ايجاز هذا الأمر بثلاث نقاط :

أولآ : بات واضحأ للجميع الارتباط الكبير بين التغير الليبي الحاصل واحتمالية تغير النظام السوري ، وليس هذا ضرب من الخيال بل هو تحليل ورؤية واقعية نحاول من خلالها استقراء الأحداث على أسس علمية وموضوعية ... لقد ذهبت أمريكا بعيدآ جدآ في عملية التغير في ليبيا دون التأمل في الواقع الليبي ! ولا نشك اطلاقآ في ديكتاتورية القذافي وحكم العشيرة ولسنا آسفين عليه بل مستبشرين بنهاية ديكتاتوريات أكبر ما زالت مصرة في احراق الحرث والنسل بأمولها وأفكارها التكفيرية ، ولكن علينا أيضآ ان لاننسى النفوذ المؤثر للحركات المتطرفة وتأثيرها على الشعوب العربية التي أبدت تعاطفآ كبيرآ مع هذه التنظيمات كردود أفعال محتملة جاءت نتيجة الممارسات التعسفية للحكام العرب تجاه شعوبهم واستفحال السرطان الاسرائيلي وسيطرته على القرارات الدولية والاحساس بالانحياز الغربي الكامل للدولة اللقيطة على حساب قضايا العرب والمسلمين وقد جاء تنظيم القاعدة في ليبيا وشمال أفريقيا على رأس هذه التنظيمات وهذا ما يفسر لنا حجم التعاون الأمني الكبير بين تونس بن علي والجزائر وليبيا القذافي في ذلك الوقت للحد من هذا السرطان ... لقد حصل التغير بارادة أمريكية وفرنسية وجاءت الرياح بما لاتشتهي السفن وباتت الأخبار تتناقل عن حجم الأخطار القادمة من ليبيا وها هم اليوم يتحدثون عن الصراعات المحتملة على السلطة وذهبت كل التطمينات أدراج الرياح لتجد أمريكا والناتو أنفسهم مهددون أمام تنظيم القاعدة الارهابي وباتت كل الاحتمالات مفتوحة خاصة بعد ان تم رفع علم تنظيم القاعدة ( أسود اللون ) والذي أعتدنا على رؤيته الكريهة في مناطق تواجدهم وحاضناتهم في المثلث المشؤوم في عراقنا الجريح ... وقد تناقلت وسائل الاعلام العالمية هذا الخبر معبرة عن صدمتها وتورط الناتو في هذا المستنقع الجديد ، وبالأمس علت صيحات التكبير في مدينة بنغازي وبدء الثوار المنضوين تحت راية تنظيم القاعدة بالاستعراض في سياراتهم ورفع الأعلام السوداء مذكرين العالم بنفس المشاهد المؤلمة التي جلبت على العراق المصائب والويلات بعد اعلان دولتهم الكارتونية ( دولة العراق الاسلامية ) من محافظة الأنبار وقد رفع نفس العلم على مبنى محكمة بنغازي.. ( ونقلت الديلي تلغراف البريطانية ) خبر مفاده ان هذا التطور «يأتي في أعقاب فرض الثوار أحكام الشريعة في بعض مناطق البلاد بعد تسلمهم السطلة فيها وبات رئيس الحكومة الليبي الدكتور عبد الرحيم كيب في مهب الريح خاصة بعد ان صرح رئيس مجلس ثوار طرابلس ومن خلال شاشات التلفزيون مهددآ ومتوعدآ حكومة الكيب ومطالبآ اياه بتنفيذ مطالب الثوار !!! والا سيسقط ويسحق كما أسقطنا القذافي !! اذن أصبح العالم مرة أخرى في مواجهة كارثية مع التنظيمات الارهابية وعلى بعد كيلومترات عديدة من سواحل اوربا !عجيب!هل جاءت هذه الأمور نتيجة للتعقل السياسي والحنكة الغربية ؟ أم هو غباء مفرط وعنجهية لامثيل لها وسوء تقدير وحسابات خاطئة !! أم هو عداء وصراع للحظارات قائم .. شاء من شاء وأبى من أبى .

ثانيآ : ضمان عدم استخدام حق الفيتو ( الروسي والصيني ) الرافض للتغير .. والواقف بوجه الحملة التي تقودها الولايات المتحدة واسرائيل في محاسبة سورية ووضعها تحت طائلة العقوبات في الفصل السابع أو حتى القيام بأعمال عسكرية منفردة لاسقاط النظام وذلك بتكثيف هذه الضغوط واضعاف المواقف المؤيدة للنظام السوري ويرتبط ذلك الى حد بعيد على مايقدمه الأمركان من ضمانات للروس في الحفاظ على تواجدهم العسكري في المنطقة والمتمثل بالاسطول الروسي العسكري الكبير الذي يرابط على ضفاف السواحل السورية ..والحفاظ على المصالح التجارية لهذين العملاقين ..

ثالثآ: ضمان عدم تدخل ايران وحزب الله في احتمال أي ضربة قادمة لسوريا والحرص على عدم توسيع رقعة الحرب وتعدد الجبهات وذلك حفاظآ على الأمن الاسرائيلي والتواجد الأمريكي في المنطقة وزيادة الضغوط الدولية على ايران من خلال ملفها النووي أو مساومتها على الملفات العالقة في المنطقة والحقيقة ان هذا الموضوع شائك جدآ ولايمكن التنبوء بنتائجه .. لأن الموقف الايراني من سورية ستراتيجي ويرتبط الى حد بعيد بملف حزب الله في لبنان ولايمكن لايران أن تساوم على هذا الملف مهما كان الثمن ..

بعد ان أوضحنا رؤيتنا وتصوراتنا لما يمكن أن تأول اليه الامور في ظل هذه الصراعات القائمة والاصرار الأمريكي والغربي في تطبيق ما تم التخطيط له في رسم الخارطة الجديدة للمنطقة عنوانها الشرق الأوسط الجديد المبني على التناقضات في المفاهيم والتطبيقات والتسويق لفكرة الديمقراطية وتصحيح الأوضاع في العالم العربي والاسلامي ضمن المقايس والمفاهيم الأمريكية ومايحدث اليوم من تقتيل واعتقالات ونزع للهويات ومحاربة للفكر وتميز طائفي مقيت على حساب أغلبية طالبت بحقوقها المشروعة في البحرين هو خير دليل لما نذهب اليه في تفسيرنا للديمقراطية الأمريكية ومن يسير في ركبها !! حاولنا الاجابة على معظم النقاط وطرح تصورتنا في ما ستأول اليه الأمور وان اسقاط النظام السوري لن يتم طالما سيطرت التنظيمات الارهابية على المجلس الانتقالي الليبي وان تجربة ليبيا لن تتكرر في سورية لتشابه نفس العوامل والضروف السياسية وقد يكون هذا من حسن حظ السوريين في الوقت الحاضر !! واننا نؤكد اعتقادنا الكامل في المتغيرات السياسية ولاتوجد ثوابت في السياسية انما هي عالم المتغيرات طبقآ للمصالح الدائمة ولكن لايعني ذلك ايقاف المحاولات من قبل أمريكا والدول المتحالفة معها وعلى رأسها تركيا ورأيسها أوردوغان الحالم بعودة العثمانين من خلال البوابة الفلسطينية والعداء لاسرائيل !! والدفاع عن المصالح العربية ومساعدة الشعوب العربية في ربيعهم وخريفهم والحث على اسقاط النظام السوري خاصة بعد ان تتوفر كل الضروف والأسباب من خلال ايجاد مناطق آمنة على الحدود التركية السورية وانطلاق العمل السياسي والعسكري من داخل هذه المناطق لاسقاط النظام أو المحاولة على قلبه من خلال الجيش وقد يكون هذا أفضل السناريوهات في رأي المراقبين للتخلص من المجلس الانتقالي السوري ونظام بشار الأسد في آن واحد وبأقل الخسائر وابعاد شبح الحرب عن المنطقة على الأقل في الفترة الحالية ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عقيل
2011-11-10
اخي الكريم اولا عرف ما هو تنظيم القاعدة ثانيا هل حقا ان امريكا تقاتل القاعدة ام تستخدمها ذريعة ثالثا هل القاعدة تشكل خطرا على امريكا رابعا هل ان القاعدة ليست لعبة امريكية او على اقل تقدير ليست مخترقة من المخابرات الغربية بعد الاجابة على هذه الاسئلة اعد النظر فيما كتبت ولك تحياتي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك