المقالات

هناك اشياء لا تشترى بالأموال

725 18:09:00 2011-11-10

الكاتب ..عمران الواسطي

ليس كل شيء يشترى بالأموال ( كما يقولون ) .. إذ ان هناك اشياء لا يمكن لأي ثمن ان يكون قيمة لها . وهذه الأشياء قد لا تكون مادية بل هي الى الدعم المعنوي اقرب .فربما يشتري المرء بالأموال ما يحقق له الاستقرار المعيشي او الوظيفي او غير ذلك ولكنه لا يمكن ان يكسب قلوب بعض النوعيات من البشر الذين لا تؤثر بهم المفاهيم المادية بقدر ما يؤثر بهم الالتزام بالثوابت وقوة الشخصية ، فما أريد ان أتحدث عنه هو ما يجري الان في العراق من قبيل إقدام الحزب الحاكم في العمل على ضخ الأموال الضخمة وتسخير المؤسسة الحكومية لأجل تحويل الرأي العام الى جانبها ، وهذا ربما بات الان من قبيل المستحيل إذ ان الشعب العراقي الان يعلم جيدا ان المتصدين لسدة الحكم في العراق لا يمكن ان يقدموا اي شيء وعدوا به سابقا ، وليس باستطاعتهم ان يميلوا الرأي العام الى صالحهم مرة أخرى كما فعلوا قبيل الانتخابات البرلمانية الماضية ، وبذلك بات الطريق أمامهم صعب جدا . وبعد كل تلك المحاولات اليائسة اتجه الحزب الحاكم في العراق الى العمل وفق إستراتيجية جديدة .. ولكنها للأسف لم تنفع إذ ( وكما قلنا سابقا ) ان هناك أمور لا تشترى بالأموال والمناصب .حيث تبنى حزب الدعوة الإسلامية وبعد رحيل المرجع محمد حسين فضل الله مرجعية أخرى عله بها يكسب ود الجماهير وخصوصا إذا ما علمنا ان من تم تبني مرجعيته في حزب الدعوة هو سماحة السيد محمود الشاهرودي الرئيس السابق لمجلس القضاء الأعلى وعضو مجلس الخبراء وتشخيص مصلحة النظام في إيران حاليا . مما يعني ان الغطاء الشرعي لكل ما يقوم به سوف يكون من اعلى المستويات الفقهية والعلمية الأمر الذي يعطي مجالا اكبر وأوسع للتحرك حسب وجهة نظر الحزب الحاكم . ولكن ( تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ) كما يقولون ؟! فقد كشف مصدر مطلع من محافظة النجف الاشرف بان السيد محمود الشاهرودي بعث وكيله الشيخ محسن برويزي وزير العدل الإيراني الأسبق ليكون منسقا لشؤون حزب الدعوة الحاكم في العراق بعد اختيار الحزب للسيد الشاهرودي مرجعا له ، وفور وصول البرويزي مدينة النجف الأشرف تم استقباله بوفد رسمي من مكتب رئيس الوزراء ونواب من حزب الدعوة ومدير مكتب الشاهرودي في النجف الشيخ إبراهيم البغدادي وأقيمت له احتفالية بحضور أكثر من مائتين شخص وتم إبلاغه ان جميع الحضور هم من مقلدي السيد الشاهرودي . وقال برويزي في بداية حديثه "أسمحوا لي ان أتكلم لكم بالفارسية لضعف عربيتي ،انقل لكم تحيات المرجع و إني سأعمل على تنشيط الواقع السياسي للحزب من خلال خبرتي في العمل السياسي حيث كنت وزيرا للعدل في إيران لثماني سنوات ومستشارا قانونيا لرئيس الجمهورية محمود احمدي نجاد اربع سنوات ، وان السيد الشاهرودي أبلغني بأنه لا يستطيع الانتقال الى النجف بسبب عمله الرسمي في إيران وأيضا لا يستطيع الدخول بمنافسة مع مراجع النجف الأربعة العظام خاصة المرجع الأعلى الإمام السيستاني ، وان الشارع العراقي سيرفضني ( نقلا عن السيد الشاهرودي ) وكذلك فان دعم الحزب لنا لا يكفي خاصة وبالذات وأنتم لا تمتلكون مسجدا ولا حسينية في العراق وجمهوركم فقط هو من مجالس الإسناد الحكومية " الأمر الذي أثار حفيظة الساسة الحضور وربما جعلهم يعيدون حساباتهم .. ليس هذا فقط بل ان السيد البرويزي نوه الى ان رأي الشاهرودي هو ان يختار المالكي أما رئاسة الحزب او الحكومة ؟؟ ، وقال ان تذمر الشارع العراقي من انعدام الخدمات وعجز الحكومة في تحقيق أي منجز للشعب خلال أكثر من ست سنوات مضت ووصول تقارير الى السيد الشاهرودي من المناطق الشيعية تفيد بأن السيد المالكي فشل فشلا ذريعا في السيطرة على الملف الأمني رغم سيطرته على كافة الوزارات الأمنية ، وان أحدى الاستفتاءات وصلته من مدينة السماوة تفيد بأن المالكي أفشل رئيس وزراء جاء في تأريخ العراق وهذا ينذر بكارثة. ولكن الضربة القاضية التي وجهها السيد البرويزي وعلى لسان السيد الشاهرودي الى كل من كان حاضرا ممن كانوا يأملون ان تكون هناك مساندة في كل القرارات والأعمال التي يقوم بها حزب الدعوة هو ما قاله في نهاية حديثة "هذه جزء من توجيهات السيد الشاهرودي أن قبلتم بها أهلا وسهلا وبخلاف ذلك هو غير محتاج لتقليدكم له ولولا زياراتكم وزيارات المالكي المتكررة وإلحاحكم عليه لم تكن له رغبة بفتح مكتباً في النجف الأشرف ". وهنا بات الإثبات واضحا بان هناك من الأمور لا تشترى بالمال او المكاتب الفخمة او الاستقبالات الكبيرة بل لابد من العمل النزيه والواقعي لخدمة المواطن حتى تبنى العلاقات بشكل صحيح ودون مصالح .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك