المقالات

الانسحاب الأمريكي من العراق والسيناريوهات التي سيخلفها..

846 09:55:00 2011-11-13

محمدعلي الدليمي

حجم الخلافات بين قادة الكتل السياسية زرع حالة الخوف وعدم الثقة بين المواطنين اتجاههم،مما ينذر بعدة سينار هات من المحتمل ان تتجه صوبها أمريكا للتغطية على انسحابها،وهو المصطلح الأكثر تحضرا والبديل عن انهزامها الذي كانت تطمع بتحقيقه بمشروعها الشرق أوسطي،والمتتبع لمجريات الأحداث في العراق لا يرى بارقة أمل حقيقية تبشر بتحسن الأوضاع نحو الأفضل، إلا إذا كانت لدى قادة الكتل السياسية النية الحقيقية والصادقة على العمل من أجل بناء مشروع شراكة وطنية جامع لكل الشخصيات العراقية الوطنية والكتل السياسية التي اختارها الشعب، والتخلي عن لغة التعنت في الآراء والمواقف والتصريحات المعادية التي تخلق حالة من عدم الاستقرار السياسي الذي يرمي بظلاله على الشارع العراقي،و أن خروج القوات الأميركية من العراق لا يعني نهاية الوجود الأميركي في العراق ومنطقة الشرق الأوسط .. فهل ستكون مرحلة ما بعد الانسحاب الأميركي من العراق صعبة بالنسبة للسياسيين العراقيين والشعب بما سيواجهونه من تحديات؟؟ إن ما يجري في العراق لم يعد شأناً داخلياً محضاً، وإنما تجاوز إلى محيطه الإقليمي والدولي..

أيضاً إن بيان النتائج والتداعيات التي سوف يخلفها الانسحاب الأميركي من العراق، حيث بروز تحديات تواجه العملية السياسية الرامية إلى إعادة بناء الدولة ومؤسساتها العسكرية والأمنية والسياسية والدستورية إلى وضعها الطبيعي وفق الآليات والصيغ الجديدة من ممارسة السلطة القائمة على الانتخابات والتداول السلمي للسلطة, إضافة إلى كشف الدور الذي لعبته وما سوف تلعبه دول الجوار الإقليمي للعراق ولاسيما العربية التي لا يروقها ما ألت إلية أحوال العراق الجديد، وتأثيرها على سير العملية السياسية، وعلاقات المحاور والتشابك التي نسجت ما بين الداخل والخارج، هذا إضافة إلى الدور الأميركي في نسج خيوط اللعبة السياسية والأمنية ليس في الداخل العراقي أو من داخل العراق فحسب ولربما من خارجه، و محاولة الضغط على الملفات السياسات الإقليمية تحت الرعاية للمصالح الإستراتيجية الأميركية في المنطقة..

لا شك أن الانسحاب الأمريكي من العراق ستكون له تداعيات إستراتيجية وتكتيكية واسعة النطاق على المستوى الدولي والإقليمي والمحلي . ومن ثم فإن من الضروري رسم سيناريوهات ما بعد هذا الانسحاب، والموقف الصحيح لهذه المرحلة الحساسة..فالاحتمال الأول هو نشاطات كبيرا ومتنوعا للمجاميع المسلحة الهدف منه إرباك المشهد السياسي وأثارت حالة الخوف والرعب لدى المواطنين لكسب تأيد بعضهم وخاصة الضعفاء منهم،واستمالتهم الى البكاء على الرحيل الأمريكي..والاحتمال الثاني تفتيت العراق الى دويلات صغيره لتصبح متشرذمة وهو شعارهم القديم (فرق تسد)لتسهل عملية السيطرة عليهم والاستفراد بهم..ومن الاحتمالات الواردة كذلك هو الضغط على دول الجوار لدعم الحكومة الحالية وتركها هشة لحين ان تهيئ الظروف للانقضاض على الوضع بعد أيجاد جماعات أكثر ولائا لها من غيرها..ولا يستبعد ان تلجأ الولايات المتحدة الأمريكية الى اللجوء الى الأمم المتحدة لإصدار قرارات تعتبر الوضع العراقي هش ولابد من وجود مظلة دولية لحمايته,تحت ذريعة الحفاظ على المكاسب الديمقراطية المتحققة..والعشرات من السيناريوهات التي سوف تطبخ على نار هادئة وتحت أشراف ورعاية مباشرتا من قبل المخابرات الأمريكية في غرفهم المغلقة المظلمة،لكي يصلوا الى ما عجزت عنه القوة العسكرية من تحقيقهويعتمد الوضع القادم على حرص القادة السياسيين لإحباط أي مشروع سلبي يهدف الى إعادة العراق الى المربع الأول لان أول الخاسرين آنذاك سيكونون هم من بعد هذا الشعب المسكين..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك