المقالات

صورتان متناقضتان!!..

826 18:26:00 2011-11-13

احمد عبد الرحمن

لاشك ان التجارب المريرة التي عاشها العراقيون طيلة ثمانية عقود من الزمن، والتي ارتفعت وطأتها وحدتها خلال العقود الثلاثة الاخيرة قبل الاطاحة بنظام النجرم المقبور صدام، تكفي لان تكون حافزا ودافعا قويا وحقيقيا لكافة ابناء الشعب العراقي، على اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم ومكوناتهم القومية والدينية والمذهبية والطائفية والمناطقية والعشائرية الى ان يتجنبوا تكرار أي جانب من جوانب تلك التجارب المريرة، بل واكثر من ذلك يكون لديهم اقصى درجات الحرص بأن يسيروا في اتجاه اخر يؤدي الى اعادة الروح الحقيقية لبلادهم، ومغادرة القهر والفقر والظلم والتخلف والحرمان.أي بعبارة اخرى، الاتجاه الى بناء تجربة جديدة مشرقة على انقاض وركام التجربة-او التجارب- المريرة المؤلمة، وهذا يتطلب اكبر قدر من التفاهم والتوافق والانسجام وتفهم وادراك اهمية وضرورة المصالح العامة، وتحديد الاولويات بما يضمن تأمين وصيانة وحفظ تلك المصالح للجميع دون استثناء، وكذلك حقوقهم السياسية والمدنية العامة.وبعبارة اخرى..كانت هناك الديكتاتورية والقمع والاستبداد والتسلط والطغيان، ولابد ان يكون البديل لها الديمقراطية والحرية والعدالة والمساواة والانفتاح.وكانت هناك سلطة الحزب الواحد والشخص الواحد والقائد الضرورة.. ولابد ان يكون البديل لها هو سلطة الشعب ومشاركة الجميع في ادارة شؤون الدولة والمساهمة في المغانم والمغارم على السواء. وكان هناك التبجيل والتقديس والتمجيد للقائد الضرورة وللحزب ولكل شيء يمت الى السلطة بكل عنجهيتها وحماقاتها بصلة.. ولابد ان يكون البديل النقد البناء والواضح والصريح، والمحاسبة والمساءلة لاي شخص من دون استثناء مهما كان موقعا في الدولة ومهما كانت صلاحياته وسلطاته.وكان هناك غياب كامل وفاضح للقوانين والدستور التي تضمن الحقوق وتحدد الواجبات، وتشخص المسارات، ولابد ان يكون البديل وجود الدستور وسيادة القانون، بحيث يكون الجميع خاضعا للدستور والقانون لا مهيمنين عليهما ومتحكمين بهما.وكانت هناك مركزية شديدة ومقيتة وتهميش لاحدود لها لكل الوحدات الادارية في العراق، ولكل الوجودات والمكونات. ولابد ان يكون البديل هو اللامركزية المحكومة بالضوابط والقيود القانونية والدستورية لا الامزجة والاهواء والاجندات السياسية الخاصة والضيقة.وكما قال رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي في خطبة صلاة العيد السياسية "ان مشروع الدولة العراقية الجديدة ولد في اليوم الذي صوت فيه ابناء الشعب العراقي على الدستور وانتخبوا حكومتهم واصبح الشعب لاول مرة هو من يمتلك ادوات التغيير الحقيقية, ولكن من الولادة لحين استكمال المشروع شوط طويل وعلينا ان نستعد لخطوات شاقة وطويلة حتى نستكمل بناء مشروع الدولة العراقية الجديدة".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك