د.طالب الصراف
ايران وحدة للعرب والمسلمين والجامعة العربية فرقة وفتنة لسفك دمائهم
ان الذي لديه المامة بالتأريخ والمتتبع للاحداث منذ فجر الاسلام الى العصر الحاضر يرى ان ايران على اختلاف حكوماتها سواء كانت سنية قبل العهد الصفوي او شيعية لم تشتبك في حرب مع شعب العراق, بل ولم يحدث ذلك مع اي شعب اخر من شعوب الدول العربية باستثناء حروب صدام على ايران ثم الكويت. والسبب في عدم تورط ايران في حرب مع العرب بعد دخولها الاسلام هو: حب الشعب الايراني في الماضي والحاضر للاسلام والمسلمين وشريعته السمحاء, لذا انخرط علماء ايران ومفكريه بالبحث والعلم والمعرفة من اجل خدمة الاسلام من خلال كل فروع المعرفة سواء كان ذلك في العلوم الفقهية والفلسفية او في الطب والفلك والرياضيات وبالاحرى كل مصادر العلوم والمعرفة, وخاصة ان ايران حين دخلت الاسلام كانت هي تواجه روما بكل مالديها من مقومات حضارية باعتبارهما اقوى امبراطوريتين في العالم؛ ليست من الناحية الحربية وحسب بل في كل مجالات الحياة, ولابد لنا هنا من الاشارة الى ماكتبه الاستاذ البرفسور اربري (A.J.Arberry ) المتوفي 1969 في اللغة الفارسية في جامعة لندن ورئيسا لقسم الدراسات الكلاسيكية لجامعة القاهرة واستاذا في جامعة كمبرج اذ يقول في مقدمة كتابه Classical Persian Literature (الادب الفارسي الكلاسيكي):" لقد دخلت الدولة الساسانية الاسلام ومعها حضارة هائلة تحمل كميات كبيرة من المخطوطات القديمة واغلبها من التراث الادبي الذي دوّن عبر الاف السنين وخلال تقلبات تأريخية متعددة....". وقد وظفت ايران كل امكاناتها العلمية والتقنية المتطورة في خدمة الاسلام. ولابد هنا من الاستشهاد بالحديث النبوي الذي يؤكد القدرة العلمية لدى الايرانين حين قال (ص):"لو كانت العلوم في السماء لتناولتها ايادي من بلاد فارس", وقد وصل الامر بان طالب العلم والمعرفة المسلم لابد له من ان يتتلمذ تحت يد عالم من اصول ايرانية. ولا يخفى على اغلب المثقفين ان الذين كتبوا الصحاح الستة كلهم ايرانيون بل ان الكثير من أئمة المسلمين هم كذلك كالامام ابي حنيفة واحمد بن حنبل, وقد كان القاضي ابو يوسف - وهو عربي- تلميذا لابي حنيفة. ان الذي دفع بالايرانيين وغيرهم من القوميات الاخرى الى المنافسة في مجالات العلوم هو ايمانهم العميق بالاسلام فتنافسوا في طلبه بجد واجتهاد وكتبوا فيه من المؤلفات التي لاتزال تعيش معنا وتدرس في جامعاتنا ومراكزنا العلمية الاسلامية اينما وجدت في العالم وبكل المذاهب الاسلامية الى هذا اليوم. وينبغي ان نذكر هنا ان الدولة العثمانية حين قامت باحتلال العراق وسوريا ومصر وبقية الاقطار العربية نقلت مركز الخلافة الى القسطنطينية وجعلتها عاصمة للاقطار العربية امام الدول الاجنبية, الا ان الدولة العثمانية لم تستطع احتلال ايران فبقيت بعيدة عن نظرية وطموحات التتريك العثماني. ولكن محاولة تتريك المنطقة العربية كان لها تأثير سلبي على مشاعر الكثير من المفكرين العرب تجاه الاحتلال العثماني فاحبطت المساعي التتريكية التركية واصبحت دون جدوى وذلك لتمسك العرب بالقرآن ولغته. اما ايران فلم تتأثر بتلك المحاولات التتريكية العثمانية التي لايزال بعض حكام تركيا الجدد امثال اردوكان وعبد الله غول ووزير الدفاع وجدي غونول يحلمون ويفكرون بنفس طريقة اسلافهم بل زادوا على ذلك ببيع انفسهم للامريكان والصهيونية, حيث اصبحت تركيا قطب الرحا في التفاوض ما بين اسارئيل والاقطار العربية. وفي الوقت الذي احتلت فيه تركيا الاقطار العربية وسلبت ثرواتها وبثت الجهل وشجعت الاجرام والطائفية والعنصرية بين ابناء الشعب الواحد, كانت ايران بعيدة عن ذلك الاحتلال المظلمة والمتخلفة اقطاره. فبدلا من ان تكون ايران تحت نير وسطوة الاحتلال العثماني استطاع الصفويون في القرن الخامس عشر الذي احتل فيه الاتراك المنطقة العربية ان يستلموا زمام الحكم ويشكلون الدولة الصفوية التي قامت ببناء ايران وشيدت صرحا لايزال يأخذ بيد الشعب الايراني نحو التقدم والازدهار فقد اقيم في لندن معرضا من تأريخ 19-2-2009 الى 14-6-2009 يعرض قوة وتقدم ايران في عهد عباس الصفوي الذي بدأ بوضع ستراتيجية لها خطط متينة في بناء ايران اقتصاديا واجتماعيا, واقامة علاقات مع الدول الاوربية في ذلك العصر, وقد ازدهرت في زمنه صناعة السجاد والخزرفة وبناء المساجد والعمران بشكل عام ووضع الاسس والقوانين للدولة كما اشارت الى ذلك المسؤولة الانكليزية لجناح المعرض في المتحف البريطاني.ان متابعة المعرفة في العلوم القرآنية وسنن النبي وال بيته والدراسات العلمية البحته واستمرار التطور التكنولوجي بشكله العام في ايران لم ينقطع كما مر على العراق والاقطار العربية اثناء الحكم العثماني. واما التحول الكبير الذي تمر به الجمهورية الاسلامية الايرانية اليوم يعتبر قفزة علمية وتكنولوجية كبيرة يشهد بها العالم ويعترف بها المعادي والموالي, وقد اصبحت ايران اكثر من غيرها تطورا وتقدما في منطقة الشرق الاوسط رغم الحصار الظالم والغير انساني الذي ضرب عليها منذ الثورة الايرانية 1979 الى هذه الساعة.ورغم ما صدر من قرارات معادية من مجلس الامن والمخابرات الامريكية وحلفائها ضد الجمهورية الاسلامية ومعاداة بعض الحكومات العربية العميلة لها, الا اننا نرى الغرب قد اكتشف انه لاجدوى من هذا الحصار رغم قساوته لان ابناء الشعب الايراني المسلم اختاروا طريق المقاومة والتحدي لكل صعوبات وعوائق الحصار الذي كان عقابا امريكيا-اوربيا لايران منذ غلق السفارة الاسرائيلية ودعم القضية الفلسطينية وكذلك لاحتجاز العاملين في السفارة الامريكية, والخروج عن تبعية دولار النفط ومحاولة توحيد الصف الاسلامي والعربي بعد الاطاحة بالشاه, وكذلك استقلال ايران عن سياسة امريكا والغرب بعد ان كانت ايران تمثل دور الشرطي في المنطقة الذي عهدته اليوم المخابرات الصهيونية الامريكية الى قطر وال سعود الذي يظهر واضحا بدورهم الخياني في (جامعة قبائل الاعراب الاشد كفرا ونفاقا ).هذه الجامعة التي تسمى (بالعربية) اصبحت المصدر الرئيسي لتعميق التنازع والزيغ والانشقاق بين ابناء الشعب الواحد.ان سياسة الجمهورية الاسلامية في ايران اصبحت واضحة لكل شريف ومؤمن حيث تجلت برفضها ومقاومتها لوجود الكيان الصهيوني المحتل, ثم قامت بدعم عدالة القضية الفلسطينية وفتح سفارتها في طهران والوقوف مع حماس ودعم خط التصدي والممانعة اينما كان وخاصة في جنوب لبنان واقامة علاقات ايجابية بين الاقطار العربية والاسلامية. وتبذل الجهود الكبيرة والمضنية لاقامة الاستقرار في العراق رغم الدعم الوهابي للمجرمين التكفيرين في العراق, وقد استطاعت الجمهورية الاسلامية وحلفاؤها من تحقيق ما كان يعجز حكام العرب تحقيقه منذ الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين المغتصبة, فقد استطاعت المقاومة اللبنانبة ان تلحق هزيمة بالعدو الصهيوني سنة 2006, وكذلك صمود ابناء غزة امام عمليات الرصاص المسكوب التي جعلت من غزة قطعة زيت ملتهبة الا ان ابناء غزة اعطوا درسا في الصمود والتحدي لجيش يعد احد اكبر الجيوش البربرية في العالم. وكانت هذه الانتصارت التي سجلها التأريخ كانتصار للاحرار وهزيمة للصهيونية, سوف تجعل اسرائيل تقبل وترضخ للقبول بالسلم والسلام لامفاوضات افلام هوليود في كامب ديفد واتفاق اوسلو والاتفاقات الاخرى بين اسرائيل والحكومات العربية بالاضافة للاتفاقات السرية المبرمة بين اسرائيل وقطر والسعودية وتركيا والمغرب. وليست هذه الانتصارات وحدها هي التي ترضخ العدو الصهيوني للمطالب الفلسطينية, ولكن شعور اسرائيل ان هنالك دولة اسلامية صادقة قولا وفعلا في قراراتها ومقتدرة على تنفيذها, لانها متطورة تكنولوجيا في الصناعات المدنية والعسكرية وتعد اليوم بمصاف الدول المتطورة, ولها وزن بين الدول المتقدمة مما جعل الدول الاوربية وليست اسرائيل فقط تغير حساباتها وخططها في المنطقة التي تهيمن عليها وعلى اقتصادها وثرواتها منذ اجيال, بل عليها ان تستسلم لمطالب ابناء غزة فلسطين المشروعة كما حدث في صفقة التبادل بين الاسرى الفلسطينيين والجندي الصهيوني جلعاد شاليط. فما بالك حين يحدث تصدام بين قوى الشيطان من صهاينة وحكام قطر والسعودية مع اقوى دولة في المنطقة لها حلف عقائدي مؤمن بالله ورسوله وال بيته صلى الله عليه وعليهم اجمعين, هذا الحلف الذي سلاحه اقوى من الدبابة والمدفع وكل وسائل الحروب التكنولوجية. ان قوى التكنولوجيا الغربية والاموال السعودية القطرية السحت والجيوش الصهيونية سوف تنهزم امام العقيدة والايمان كما انهزمت في جنوب لبنان وغزة.وان الحرب التي يتحدث عنها العالم ما بين قوى الخير والقوى الشيطانية التي تجمع المخابرات الامريكية والصهيونية والعملاء من عبيد الصهيونية في الخليج امثال قطر وال سعود لن تحدث اسبابها الا بارادة الله سبحانه وحينها يرمي بالحق على الباطل كما فعل في معركة بدر وكما جاء في محكم كتابه العزيز:" بل نقذف بالحق على البطل فيدمغه فاذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون." وهنا يهدد الله سبحانه هؤلاء المجرمين باظاهر الحق ليسحق به باطلهم, ويرمي بالايمان على كفرهم ليدمغهم ويهلكهم جميعا بقدرته وعظمته, فلا قيمة للألة العسكرية العسكرية ولا اموال النفط الخليجية اتجاه المؤمنين الصادقين لربيهم ونبيهم وال بيته. وهنا تختلف الصورة والحالة تماما عما حدث لصدام والقذافي حين غزت القوات الاجنبية البلدين المسلمين لانها تعرف ان الشعوب كانت تتمنى سقوط تلك الحكومات الظالمة الجائرة المتوحشة والتي لاتقل عن ظلمها وجورها وبطشها حكومات الخليج وعلى رأسها السعودية وقطر وحكومة البحرين لانهم ابتعدوا عن التقى وطاعة الله فلا يبصرون الحق من الباطل, وقد سفكوا دماء الابرياء من ابناء الشعوب الاسلامية لخدمة الامبريالية والاستعمار. اما ايران الاسلام والسلام والتقى والايمان فانها منصورة بحبل الله منذ سنة 1979 رغم مواجهتها لكل اشكال التآمر الغربي والعربي الا انها تتقدم يوما بعد يوم الى الامام وبخطوات رصينة وواثقة. وقد اكتسبت مكانة مرموقة بين الشعوب التي تؤمن بالحرية والكرامة والاستقلال وهي رائدة حقا لهذا الاتجاه مما ازعج الدول الاستعمارية وعملاءها.والاسئلة التي تطرح نفسها اليوم في خضم هذه الحملة الشعواء على الجمهورية الاسلامية كثيرة ومتعددة الاتجاهات وهنا بعض منها : هل ان التحولات التي تجري اليوم في الشرق الاوسط تصب في مصلحة المسلمين والاحرار الذين يرون ان ايران خير نصير ومدافع لهم؟ هل ان فشل الادارة الامريكية في احتلالها لافغانستان والعراق وخاصة الاخير ترى انها خرجت منه بخفي حنين؟ هل ان خلق الافتراءات كمهزلة السفير السعودي في امريكا تولد ضغوطا على ايران لكي تتخلى عن حلفائها في الوطن العربي والاسلامي وتسليمهم لقمة سائغة للصهيونية ودويلات الخليج الفاسدة؟ هل ان امريكا فقدت مصداقيتها في ترسيخ الديمقراطية في الشرق الاوسط لانها تساعد الظالم المجرم على ضحيته كما في البحرين واليمن؟ هل ان زيادة العداء لايران في هذه الايام لاتها كشفت واقع الادارة الامريكية لدعمها الحكومات الارهابية والدكتاتورية كما هو حالها مع ال سعود وال ثاني وال خليفة؟ هل ان صيانة الثروات النفطية وغيرها من الثروات في ايران وجعلها ملك الشعب اصبحت نموذجا لشعوب المنطقة وبدأت الشعوب العربية ترفض نهب ثرواتها من قبل الحكام واسيادهم؟ هل ان تحالف ايران مع بعض الحكومات العربية والاسلامية وبعض دول العالم الحرة تستفز الادارة الامريكية وعملائها ؟ هل ان النظام الجمهوري الاسلامي الديمقراطي البعيد عن النموذج العلماني اصبح يهدد المصالح الاستعمارية في المنطقة؟ هل ان دولة الصهاينة تشعر بان القوة الحقيقية التي تدافع عن حقوق الفلسطينين بصدق هي ايران ومن تحالف معها؟ هل ان الصناعة النووية والتقدم التكنولوجي في ايران اصبح خطرا على وجود الصهيونية وحلفائها من الحكام العرب؟ هل ان الاطاحات بالحكومات الدكتاتورية كحكومة صدام حسين وحسني مبارك وزين العابدين بن علي والقذافي وقريبا علي عبد الله صالح وال خليفة في البحرين وال ثاني وال سعود جعل شعوب تلك الثورات قريبة من الشعب الايراني وصديقة له والاقتداء بنهج ثورته؟ وخلاصة القول؛ ان أي اعتداء على الجمهورية الاسلامية او على احدى حليفاتها سيؤدي الى تغيير جذري في حكومات المنطقة, وسيخلق قوى ثورية ستطيح بحكومات الظلم والجور والاعوجاج وتنهي كل المصالح الاجنبية المستغلة والناهبة لثروات شعوبها. واني متأكد بان امريكا لم تقدم باي مجازفة بضرب ايران او غزو سوريا لان ذلك سيكون سببا لبداية نهاية الامبراطورية الامريكية ودولة الصهاينة كما كانت هنالك اسباب لنهاية الامبراطورية البريطانية قبلها وكذلك العثمانية وغيرهما من امباطوريات العهود السالفة. ولما اصبح الشرق الاوسط بحالة من الغليان فعلى الدول والحكومات المقصودة بهذه الموآمرة ان تعي وتعرف نفسها ومكانتها وقدرها والا سوف تهلك كما قال الامام علي (ع) :" هلك امرؤ لم يعرف قدره", وهنا اقول للحكومة العراقية وشعبنا المجاهد عليكم ان تاخذوا الحذر باعلى درجاته من حكام قطر وال سعود الوهابيين الارهابيين الذين يريدون التنكيل بكم بل ذبحكم كشاة اضحية للوهابية الصهيونية والمخابرات الامريكية. ونحذر الحكومة العراقية بان تعرف قدرها عند شعبها وامام العالم الحر لانها تمثل الاكثرية المطلقة, وكذلك من مغبة ذلك الحقد الجاهلي الوهابي, وعليها ان تصطف وتقف بقوة مع الجمهورية الاسلامية ومن ينتهج سياستها وكذلك مع جماهير العراق الواعية لهذه المؤامرة, والا سوف تلاقي مصيرا عاقبته اعادة تسلط حكومات ما قبل 2003 والكل يعرف قصة الثيران الثلاثة فلا تقولوا:" أُكلنا كما اكل الثور الابيض". وكما تواجه سوريا وايران والبحرين وجنوب لبنان وغزة والعراق والحسا والقطيف مؤامرة تشترك فيها كل قوى الظلام, فعلى العراق وخاصة الشعب العراقي وقيادته الدينية والوطنية وسلطته التنفيذية التي حاربتها قبيلة ال سعود وقبيلة الثاني بوضوح وهجوم مكشوف سواء كان اعلاميا سخرت له محطات التلفزيون (كالجزيرة والعربية) ومحطات تلفزة الخليج وصحفها وكل وسائل اعلامها الصفراء, او استخدامها لقوى الظلام الوهابية في السعودية وقطر والى اكثر من ذلك بصرف المال وارسال التكفيريين وتقديم السلاح لهم بعد تصديرهم للعراق لسفك دماء ابناءه والتنكيل بشخصياته وتزييف انتخاباته. ثم بعد كل هذا تأتي بعملاء السعودية الصهيونية لتحتل مواقعا مهمة في البرلمان والسلطة التنفيذية ورئاسة الجمهورية لعرقلة المسيرة السياسية في العراق. اقول باختصار مناشدا كل القوى الخيرة والشريفة في العراق ومن بينها حزب الدعوة قيادة وقواعد ان تتصدى لهذه المؤامرة التي بدأ تنفيذها من خلال الجامعة (الغربية) واقتراح صهاينة قطر وال سعود لمقاطعة سوريا واخيرا تم التصويت على تعليق عضويتها والذي يؤسف له ان العراق اتخذ موقفا غير مشرف من خونة الجامعة العربية حيث تغيب عن التصويت فالعراق "لم ينصر الباطل ولكنه خذل الحق" كما قال الامام علي (ع).ان مسريحية الكذب الامريكي والخيانة السعودية للاسلام والوطن اصبحت مكشوفة ومستهجنة حتى من مثقفي الغرب فما كان من مسرحية اغتيال سفيرال سعود في امريكا واسطوانة اغتيال الحريري البالية والتي اكل الدهر عليها وشرب واصبحت كقميص عثمان الا لخلق المشاكل لايران ولبنان. واني متأكد من ان التيار الصدري والقوى الخيرة والشريفة في العراق تدرك المعادلة جيدا وسوف تتصدى لهذه المؤامرة المعروفة اهدافها الطائفية والقبلية التي استطاعت بها (قبيلة الثاني) بزعيمها الصهيوني حمد ال ثاني, ان تصبح قائدة لجامعة العملاء ومنفذة للقرارات الصهيونية الامريكية من خلال الجامعة العربية جامعة التآمر والذل والعمالة للصهيونية والاستعمار. والغريب في الامر ان شخصا خادما للصهيونية اسمه (حمد) وهو امي جاهل رئيس قبيلة يصرح في مقابلة مع ممثل الامم المتحدة قائلا:"ان حرب قوات النيتو على ليبيا واجب شرعي"؟ هل ان( حمد) يريد بذلك بانه واجب وتكليف شرعي يقع على عاتق المخابرات الامريكية والصهيونية ويجب عليهما تنفذه, وهل فهم هذا الامي بانه لايوجد في الاسلام واجب شرعي يوجب قتل الاف المسلمين بعضهم لبعض في سبيل السلطة والتسلط, اذ يقول الله سبحانه :" من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا..." ولكن لاغرابة في ذلك فقد احل القرضاوي قتل القذافي اثناء هجوم حلف النيتو على ليبيا وليس قبل الهجوم طيلة حكمه لان القذافي حكم ليبيا بالحديد والنار قرابة 40 سنة كما حكم صدام العراق ولم يفتي القرضاوي الا حينما طلب حلف النيتو منه ذلك, ولايفتي القرضاوي بمنع قوات النيتو من قتل المسلمين وهدم منازلهم في ليبيا وافغانستان واماكن اخرى ولا يفتي القرضاوي الان بقتل علي عبد الله صالح الى ان يأتيه الامر من حلف النيتو, ولا يفتي بتحريم غزو القوات السعودية للبحرين ولا يفتي بقتل حاكم البحرين الذي هتك الحرمات وامر بقتل واختفاء المئات من ابناء البحرين,ولا يفتي بتحريم العمل مع حاكم قطر الذي زار حكومة الصهاينة واستقبلته وزيرة خارجيتها بجلسات سرية لان القرضاوي يمثل اذل منافقي وعاظ السلاطين, سلاطين قبيلة ال الثاني وبقية امراء الخليج. وصدق امام المتقين وامير المؤمنين علي بن ابي طالب(ع) حيث قال:" قصم ظهري اثنان عالم متهتك, وجاهل متنسك, فالجاهل يغش الناس بتنسكه, والعالم يغرهم بتهتكه..." فما بالك اذا كان من يدعي العلم جاهلا وان سيده حمد الثاني يفتي بشرعنة احتلال قوات النيتو لليبيا وغيرها من الدول العربية والاسلامية كما يحاول اليوم مع الصهيونية والسعودية في دعوة قوات النيتو الى احتلال سوريا, ولكن هيهات هيهات ومحبي قائد معركة خيبر يحكمون دولا ويملكون قلما وكلهم ايمانا بالله ورسوله وال بيته وما الامس ببعيد حيث كان حلفاء الصهاينة يعتبرون ان حرب حزب الله وابناء فلسطين في غزة مجرد مغامرة ارتكبوها,ولكن في النهاية كانت المعارك نصرا لحلفاء الجمهورية الاسلامية وكانت درسا مريرا وقاسيا للصهاينة والامبراطورية الامريكية المتهرآة التي بدأت تتهاوى اقتصاديا ومكانة كما تهاوت الامبراطورية الرومانية سنة 200 ميلادية, والهزيمة للمتخاذلين والنصرللمؤمنين الصامدين المتيقنين بتقوى الله, وباليقين تدرك الغاية القصوى.
د.طالب الصراف لندن 14-11-2011
https://telegram.me/buratha