المقالات

الديمقراطية ..لاتعني الاستهانة بالدماء

597 12:37:00 2011-11-14

صلاح جبر

صحيح أن العراقيين لازالوا هواة في تبني النظام الديمقراطي ولم يصلوا لحد اللحظة الى الاحترافية وأجادت اللعبة الديمقراطية ، وقد يكون ذلك مبرراً بسبب بسيط لايخفى على الكثيرين وهو أن التجارب الديمقراطية في الأنظمة التي سبقتنا احتاجت إلى عقود من الزمن لترسيخ مفاهيم التجربة الديمقراطية والوصول إلى مرحلة النضوج ومن ثم تحولت إلى ثقافة استطاعت أن تفرض نفسها لتصبح بعد ذلك مطلباً للشعوب الرازحة تحت نير الأنظمة الدكتاتورية ولعل الشعب العراقي كان صاحب المبادرة الأولى بالإطاحة بالنظام الدكتاتوري البعثي الذي قاده المقبور صدام حسين في العراق حيث استطاع الشعب العراقي من كسر جبروت الطاغية صدام وبالتالي إرغام الإرادة الدولية على اتخاذ قرار إسقاط ذلك النظام ،وهذا اجج موقفا عربياً رافضاً للعملية السياسية الناتجة من عملية إسقاط النظام الدكتاتوري بسبب القاسم المشترك بين طبيعة الأنظمة العربية الدكتاتورية فسقوط دكتاتور بحجم صدام وإجرامه يعني كسر حاجز الخوف لدى الشعوب العربية وبالتالي خروج المارد من قمقمه وبالفعل فقد كان الربيع العربي الذي أزهر بدماء العراقيين وتضحياتهم !ونتيجة لنبوءة الرؤساء والمشايخ العرب الدقيقة فقد نصبوا جهودهم وأموالهم لإفشال النظام الديمقراطي في العراق وفتحوا حدودهم لدخول الأوباش الذين أوغلوا في دماء العراقيين عبر تفجير جثثهم النتنة ،بيد أن الشعب العراقي وقف بوجه تلك الهجمة الشرسة حيث تحطمت جميع مخططات الأعداء على صخرة صموده !ولاشك أن شعباً بهذه الشجاعة والبسالة يحتاج من قياداته الدينية والسياسية كل التقدير والوفاء ولعل من ابرز مصاديق الوفاء لذلك الشعب هو احترام تضحيات أبناءه وصيانة دماء شهداءه الذين قضوا على منحر الحرية التي هي اثمن من الحياة !وذلك بالإسراع في توقيع أحكام الإعدام الصادرة بحق من جاءوا عبر الحدود لقتل الشعب العراقي مع سبق الإصرار والترصد لالشي سوى أن العراقيين تخلصوا من العبودية والدكتاتورية فهل يعقل أن لايوقع حكم الإعدام على من أزهق أرواح الآلاف من العراقيين بسبب تفجيره لقبة الإمامين العسكريين في سامراءعام (2006)! وقاد البلاد الى فتيل حرب طائفية وأدت بحكمة العقلاء ؟فماالذي ينتظره السيد جلال طالباني ؟ هل ينتظر وساطة الرئيس التونسي لإطلاق سراح ابن بلده ؟ وهل يعقل أن يكون المفاوض التونسي بهذه الوقاحة ؟ صحيح اننا لازلنا نحبو في تجربتنا الديمقراطية ولكن هل يعقل ان تكون الديمقراطية الاستهانة بدماءنا؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك